هؤلاء قادة الاقتصاد المغربي في المستقبل... ثروات بالاجتهاد والوراثة

امحمد خيي

21 مغربي تقل أعمارهم عن 40 سنة، وبعضهم ينتمون أصلا إلى عائلات ثرية وذات نفوذ اقتصادي وسياسي كبيرين، هم الذين سيقودون الاقتصاد المغربي في المستقبل القريب، هي الخلاصة التي تستشف من تصنيف 2017، للقادة الشباب للاقتصاد الإفريقي، أنجزه، للمرة الرابعة على التوالي، معهد "شواسول"، وهو مجموعة تفكير (ثينك-ثانك) مقرها بباريس، العاصمة الفرنسية، بدعم من مؤسسات، أبرزها مؤسسة القطب المالي للدار البيضاء. "تيلكيل – عربي" اقتفى أثرهم ورسم ملامحهم.

ينقسم أولئك الشباب، إلى ثلاثة فئات، الأولى تضم ثمانية منهم، وتنتمي إلى قائمة 100 أفضل مسير اقتصادي إفريقي برسم 2017، والثانية تتشكل من ستة أسماء، وجاءت في القائمة الثانية للتصنيف ذاته ، أي الرتب من 100 إلى 200، والثالثة تتشكل من سبعة أسماء سبق أن توجت ضمن الـ100 الأوائل في تصنيفي 2014 و2015، لكن لم يكن ممكنا وضعها مجددا في التصنيف لأن أعمارها تجاوزت 40 سنة.

وتتشكل مجموعة الثمانية التي ولجت قائمة الـ100 لسنة 2017، تحديدا، من المامون بوهدود، المدير العام لـ"بوهدود كروب"، وبدر عليوة، المدير العام بمجموعة التجاري وفابنك، وصراح كرومي، الكاتبة العامة لمجموعة "يينا هولدينغ"، وسعد الصفريوي، المدير العام المنتدب في مجموعة الضحى، ويوسف الشرايبي، الرئيس المدير العام لمجموعة "آوت سورسيا"،  وعمر بلمامون، الرئيس المدير العام لـ"بلاتينوم بووار"،  ومروان أمزيان، مدير الإستراتيجية والتنمية في المكتب الشريف للفوسفاط، ومحمد بن عدة المدير العام لـ"بالموري ديفلوبمون".

وأدرج الشباب المغاربة في التصنيف بعدما حصلوا على مجموع نقط يؤهلهم في عدد من المؤشرات التي يتم فحصها وتحليلها من قبل خبراء ومتخصصي معهد "شواسول" الباريسي، والمتعاونين معه في البلدان الإفريقية من دبلوماسيين ورجال أعمال ومسؤولين مؤسساتيين، وهي (المؤشرات) "الصورة والسمعة، والمسار الدراسي والكفاءات المهنية، وحجم نفوذ وسلطة الوظائف التي يتقلدونها، والتأثير وشبكات العلاقات التي يتوفرون عليها، علاوة على القدرات القيادية والمنجزات إلى غاية 30 يونيو 2017".

وبينما شدد باسكال لورو، رئيس معهد "شواسول" في تقديمه لتقرير تصنيف 2017 للقادة الاقتصاديين المستقبليين لإفريقيا، على أن "تحديد وتصنيف هذه الموجة او الجيل الجديد من الشباب الذين يستعدون لتسلم مقاليد الحكم الاقتصادي في إفريقيا خلال المستقبل القريب، يتم باستقلالية تامة"، قامت "تيل كيل – عربي" بجرد للأسماء المغربية الموجودة في قائمة الـ100 لسنة 2017، واستقت حولها مزيدا من المعلومات، من غير التي ذكرت في التصنيف، فرسمت ملامح وتفاصيل مساراتهم.

أما الشباب السبعة الذين جاؤوا في اللائحة الثانية الخاصة بالرتب من 100 إلى 200، فتضم محمد   علمي برادة (38 سنة)، مدير التنمية في "ياسمين كروب"، ومولاي امحمد العلمي (29 سنة)، الرئيس المدير العام لمجموعة "ساهام"، ورشيد الكتاني (35 سنة)، المدير المالي للتجاري وفا بنك، وكريم البقالي (36 سنة)، الرئيس المدير العام لمجموعة "ياميد كابيتال"، ورانية بلكاهية (28 سنة)، الرئيسة المديرة العامة لـ"أفريكا ماركيت"، ومريم شامي (40 سنة)، مديرة "ألتران ماروك".

المامون بوهدود... وريث آل بودلال

احتل المامون بوهدود (34 سنة) في التصنيف الرتبة 15 ضمن 100 قائد اقتصادي لإفريقيا في المستقبل، وكان بذلك أول المغاربة الذين تضمنهم ترتيب السنة الجارية (2017)، واختير بوصفه المدير العام لـ"بوهدود كروب"، مع الإشارة إلى أنه خريج مدرسة "البوليتكنيك" بباريس ومدرسة الطرق والقناطر بباريس، وبأنه تولى منصب الوزير المنتدب لدى وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي المكلف بالمقاولات الصغرى وإدماج القطاع غير المنظم (2013-2017).

وتعرف المغاربة على المامون، لأول مرة، في 2013، لمناسبة تعيينه وزيرا باسم حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي تنتمي إليه عائلته، ويعد عمه محمد بودلال بوهدود، من أعيان منطقة سوس المؤسسين للحزب، ويتولى عضوية مكتبه السياسي وتدبير ماليته، ولأنه كان خجولا ومتفاديا للأضواء، صار في ما بعد يسمى بـ"الوزير المتدرب" و"الوزير الممنوع من الكلام".

ولاحقت تلك الصورة السلبية الوزير الشاب، خصوصا لما تسرب أن الميلياردير حفيظ العلمي،  وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، لا يكلفه بأي مهمة، حتى أن وزراء قطاعات أخرى هم من ينوبون، عوضا عن العلمي في إلقاء العروض أو تقديم مشاريع القوانين في المجلس الحكومي، إذا غاب الملياردير في مهمة خارج التراب الوطني، رغم وجود وزير منتدب اسمه المامون بوهدود.

وفيما كشفت بعض التقارير حينها، أن تعيينه وزيرا باقتراح من عمه جاء نظرا لتكوينه الأكاديمي، بدلا من قريبته أمينة بوهدود، وهو التعيين، الذي قرأ أيضا في سياق التنافس الحاد منذ عقود بتارودانت، بين آل بوهدود التجمعيين وآل قيوح الاستقلاليين، سيما بعد أن تمكنت الأسرة الاستقلالية في 2011 من إيصال ابنها عبد الصمد قيوح، إلى منصب وزير الصناعة التقليدية.

ولا توجد معلومات دقيقة حول شركة "مجموعة بوهدود" التي يتولى المامون إدارتها العامة، لكن المؤكد أنها تتشكل من ثروة موروثة، فوالده ميلود بوهدود بودلال، فاعل في مجال مختبرات التحليلات الطبية وقطاع الصيدلة، أما عمه أمين مال حزب التجمع الوطني للأحرار، فهو من أثرياء قطاع الفلاحة والتلفيف والتصدير بالمغرب.

وتستند ثروة العائلة على نشاط شركات، أبرزها مجموعة "سلام" المتخصصة في تصدير الحوامض والبواكر إلى كندا والولايات المتحدة الأمريكية والدول الإسكندنافية  والشرق الأوسط وأوروبا، والتي تحقق رقم معاملات قيمته مليار درهم، وشركة فواكه سبت الكردان المتخصصة في التلفيف، ورقم معاملاتها 120 مليون درهم.

بدر عليوة... مسار غير مألوف

في عمره 35 سنة، وحل في الرتبة 19 ضمن قائمة 100 أفضل المسيرين الاقتصاديين في المستقبل لإفريقيا. يتولى الآن منصب مدير عام في مجموعة "التجاري-وفا بنك"، وصعد في سلالم المسؤولية بعد تخرجه من مدرسة "البوليتكنيك" ومدرسة الطرق والقناطر بباريس، فكان أن تولى أيضا في 2008 منصب المدير العام لـ"وفا جيسيون" المتخصصة في إدارة الأصول التجارية ومراقبتها.

وولد بدر في 1980 بالرباط، من أب موظف، وأم ربة بيت، وكان ابنهم الثاني بين أربعة أطفال، ودرس الابتدائي في القطاع الخاص، قبل الانتقال في المرحلة الثانوية إلى التعليم العمومي، وتحديدا الثانوية التأهيلية مولاي يوسف بالرباط، التي حصل منها على الباكلوريا في 1998، وولج بها إلى الأقسام التحضيرية لمدارس المهندسين، التي كانت طريقه إلى التعليم العالي للنخبة بفرنسا.

وبالعودة إلى المغرب في 2004، تصادف مع عملية الاندماج بين بنك الوفاء، والبنك التجاري المغربي، وخروج مجموعة "التجاري وفابنك" إلى الوجود، فأبدى تميزا في ابتكار وتنمية المنتوجات البنكية الجديدة، فحلت 2008 ومعها قرار تعيينه مديرا عاما لفرع "وفا تدبير" بالمجموعة، وعمره لا يتجاوز بعد 28 سنة، فكان أصغر مدير عام من حيث السن في تاريخ المجموعة، وظل في المنصب إلى غاية ماي 2015، ليعين مديرا تنفيذيا مكلفا بالبنك الخاص، التابع لمجموعة التجاري وفابنك.

ووصفته مجلة "تشالنج" الاقتصادية في 2015 بـ"البنكي ذو المسار الخارج عن المألوف"، مضيفة أنه بمثابة "الوجه الملائكي"،أي له ملامح بريئة، ومظهر عام يوحي بالاستقامة، ومن السهل الثقة فيه، لذلك، تمكن بسرعة قياسية من صعود السلالم، فحصل على رأس فرعين مهمين داخل مجموعة التجاري وفابنك، وهو في سن 35 سنة.

صراح كرومي... ثقة آل الشعبي

عمرها 37 سنة، وحلت في الرتبة 23 ضمن قائمة الـ100، وتشغل منصب الكاتبة العامة لمجموعة "يينا هولدينغ" التي أسسها الراحل ميلود الشعبي، وقبل أن ترتقي إلى ذلك المنصب، كانت خريجة جامعة الأخوين بإفران، مديرة لقطاع الافتحاص والمراقبة بفرع "الكرامة" للصناعات الغذائية والمياه المعدنية التابع للمجموعة ذاتها من 2009 إلى 2013.

وقبل أن ترتقي صراح كرومي إلى أعلى المناصب لدى آل الشعبي، حصلت بعد تخرجها من جامعة الأخوين بإفران على "ماستر" في الأعمال والمالية من جامعة "جون آند والز"، فاشتغلت لمدة خمس سنوات في مجال التسويق بالرباط، إلى غاية 2009 حيث التحقت بفرع "الكرامة" لمجموعة "يينا هولدينغ"، التي "تثق في الشباب وقيمة الأعمال التي يقمون بها" بتعبيرها.

ونقلت "لافي إيكو" الاقتصادية، في وقت سابق، عن عبد الرحيم الدواح، المدير المالي للمجموعة، قوله متحدثا عن الكاتبة العامة التي ورثت عن الراحل ميلود الشعبي، ملفات ساخنة، إنها "مفاوضة جيدة، فقد أطلقت ثلاثة مشاريع في إطار المهمة التي كلفت بها لإعادة بناء وتنظيم المجموعة، ولم نكن لنستطيع بدونها الحصول لدى الأبناك والتأمينات على بعض الامتيازات".

عملتها في التألق وفرض نفسها "العمل الجاد والصرامة والدقة"، وهو ما التقطه فيها الراحل ميلود الشعبي، فاستعان بها لتدبير ملفات حارقة، أبرزها قضية "يينا ستيل"، فرع الحديد والصلب في المجموعة، في مواجهة شركة إسبانية، فيقول مصدر من المجموعة، أنه "في الوقت الذي اعتبر الجميع في المجموعة أن القضاء هو الوحيد المخول بإيجاد حل للخلاف، اقتنعت صراح كرومي بالعكس، وتمكنت من حل القضية وديا بالتفاوض".

سعد الصفريوي... وريث بالتعيين

حل سعد الصفريوي في الرتبة 29 بين 100 قائد اقتصادي إفريقي شاب، بوصفه المدير العام المنتدب لمجموعة الضحى، وحسب مجلة "جون أفريك"، يعد منذ تعيينه في 2011 من الدعائم في تنفيذ التوسع الإفريقي للمجموعة العقارية، والذي بدأته من مالي والسينغال وبوركينافاصو والكوت ديفوار وغينيا.

واختار أنس الصفريوي، مؤسس المجموعة، بعدما وضع ذراعيين للتمدد في إفريقيا، وهما "الضحى" في العقار و"سيماف" في مجال إنتاج الإسمنت، ابن شقيقه، أفضل شخص لتنفيذ خططه في القارة السمراء، وهو بذلك، ليس الرجل الثاني في المجموعة، إنما الوريث المعين من قبل عمه.

وتحدث سعد الصفريوي للمجلة الفرنسية المتخصصة في الشأن الإفريقي عن مهامه في المجموعة، فقال: "دوري هو البحث، والقيام بالاتصالات في أعلى المستويات، وتمهيد الطريق أمام المجموعة، ثم تمرير استكمال العمليات إلى الفرق التنفيذية التي يقودها قريبي عبد الصمد الصفريوي، المدير العام لإفريقيا في المجموعة".

وحاول المصنف ضمن 100 قائد للاقتصاد الإفريقي في المستقبل، والذي يعد أيضا مستشار شخصيا لعمه، في لقائه مع المجلة ذاتها في 2014، نفي مساهمة عامل القرابة الدموية في صعوده، إنما بسبب عمله وتجربته، فقال "لدي علاقة استثنائية مع الرئيس، فهو ليس فقط عما، إنما أب ومعلم، وبقدر ما حرص دوما على تقديم النصح لي وتوجيهي، إلا أنه لا يقدم هدايا، إذ بالنسبة إليه وحدهما العمل والنتيجة يؤخذان بعين الاعتبار".

وينظر إلى سعد الصفري وريثا معينا، باستحضار تلك العلاقة الخاصة التي تربطه بعمه أنس الصفريوي، أما صفة الرجل الثاني، فلا تنطبق عليه، إذ تضم المجموعة خمسة مدراء تنفيذيين آخرين، أبرزهم كنزة الصفريوي، إبنة الرئيس المؤسس، علاوة على شقيقها مالك الصفريوي، المعين نائبا للرئيس في ذراعي صناعة الإسمنت المملوكان للمجموعة.

وبعد حصول سعد الصفريوي على دبلوم في قانون الأعمال من جامعة "بانتيون أساس" في باريس، ودبلوم في إدارة الأعمال بـ"آش أو سي" بموريال الكندية، حاول، وفق "جون أفريك"، بناء شرعية مهنية خارج دائرة مجموعة "الضحى"، إذ بعد وفاة والده، سعيد الصفريوي، في 2004، خلفه على رأس شركة استغلال مناجم مادة "الغاسول" بفاس، فقام بعصرنتها، وجعل من "الغاسول" الذي كان يباع خاما في أسواق المغرب وتونس، مادة معتمدة في صناعات مواد التجميل بأوربا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان.

يوسف الشرايبي... سلطان مراكز الاتصال

صنف معهد "شواسول" يوسف الشرايبي في الرتبة 38 ضمن قائمة الـ100 شاب قادة الاقتصاد في إفريقيا في المستقبل، بوصفه الرئيس المدير العام لمجموعة "آوت سورسيا"، وهي مجموعة تأسست في 2003 وتعد فاعلا رئيسيا في مهن تدبير العلاقات مع الزبناء عن بعد، من خلال مراكز اتصال متعددة الخدمات واللغات والقنوات، ووحدات لتطوير التطبيقات الإلكترونية.

وقبل أن يكون الشرايبي، رئيسا للشركة التي توسعت وتطورت وصارت لها فروع خارج المغرب، سيما بفرنسا والنيجر ومدغشقر، توفر 1500 منصب شغل، درس في "آش أو سي" باريس، ثم بدأ شريكا مؤسسا ومديرا للعمليات في "ماركيتو"، التي تعد ساحة للتسويق خاصة بالمقاولات المتوسطة والصغرى بين 1999 و2002 واقتنتها مجموعة "فيفاندي" لاحقا.

ومر الشرايبي (40 سنة)، أيضا، من وظائف منها المستشار الرائد في مكاتب للتوجيه والدراسات الإستراتيجية، قام فيها بعدد من المهام المتعلقة بتدبير العلاقة مع الزبناء، من قبيل العمل لفائدة شركة "أورونج" في إعادة تنظيم مراكز الاتصال التابعة لها.

وفي يوليوز الماضي، ولج الشرايبي مجالا جديدا مثيرا للجدل بالمغرب، إذ قرر الدخول في رأسمال شركة خدمات النقل "سائقكم.ما"، التي أطلقها في 2015 إسماعيل بلخياط، وجواد الزيات، لمنافسة العملاقين "أوبر" الأمريكي و"كاريم" الإماراتي، وهي الخطوة التي بررها بالقول "طالما كنت من مستعملي خدمة سيارات النقل بالسائق (في تي إس)، وفضلتها في وقت مبكر هذه الشركات لأنها تقدم خدمة آمنة ودقيقة".

عمر بلمامون... رجل الطاقة المتجددة

يوجد عمر بلمامون (35 سنة) في الرتبة 43 من التصنيف، بصفته الرئيس المدير العام لـ"بلاتينوم بووار"، وهي مجموعة أسسها رفقة كمال عبد الحفيظ، وتتخصص منذ 2010 في تطوير وتمويل وبناء واستغلال مشاريع إنتاج الطاقة من موارد مستدامة بالمغرب والكوت ديفوار والكاميرون والكونغو، ويعد الصندوق الاستثماري الأمريكي "بروكستون بارتنر" المساهم المرجعي فيها.

وتخرج الرئيس المدير العام للشركة، التي كانت أول مجموعة تلج القطب المالي للدار البيضاء، من جامعة "مونبوليي" بفرنسا، بعد حصوله على الإجازة من "أش أو إم بيزنس سكول"، ثم توجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية في 2009، للالتحاق بـالعملاق "بروكستون" كمساهم مكلف بتطوير الأنشطة في إفريقيا.

 وفيما تخصص المجموعة ما لا يقل عن 20 مليار درهم أغلفة استثمارية في المغرب والكوت ديفوار والكاميرون، تعمل منذ 2015 بالمغرب على تطوير أول السدود الخاصة بالمغرب، كما تسعى إلى الاستثمار في الطاقة الشمسية، من منطلق أن "إفريقيا تتوفر على ما بين 5 و7 كيلواط من الطاقة الشمسية في متر مربع، ما يعني أن الشمس بالقارة  مورد طبيعي مستدام يمكن أن ينير مدن وبلدات القارة".

وأبرز بلمامون الفلسفة المؤطرة لتحركاته في مجال الطاقات المتجددة بالقارة الإفريقية، ضمن تصريح أدلى به لمجلة "لي ديسيدور"، بالقول إن "المواد الأولية المحولة محليا ترفع من القيمة المضافة"، ويستفيد منها مباشرة المنتجون المحليون، عكس الفترة الحالية، حيث "تستغل الموارد المحلية خارج القارة الإفريقية، ما يجعلها تساهم بشكل أقل في النمو المحلي، كما تقوم القارة بشراء مواد محولة مصدرها الأصلي هو التراب الإفريقي، وهو ما يجب العمل على تجاوزه".

مروان أمزيان... عين التراب

نال مروان أمزيان (34 سنة)، الرتبة 60 في التصنيف، نظير أعماله مديرا للإستراتيجية والتنمية في المكتب الشريف للفوسفاط، وهو المنصب الذي بلغه بسرعة برق تبرز مكانته في أعين المصطفى التراب، الرئيس المدير العام للمكتب.

ويأتي ذلك بالنظر إلى أن الشاب التحق بالمكتب في 2009 مكلفا بمهمة بباريس، تتعلق بالملفات الإستراتيجية والمالية، وبمرور أربع سنوات، صعدت أسمه فصار ماسكا بمذكرة الرجل الأول في المكتب، بتعيينه في 2012 مديرا لديوان الرئيس المدير العام.

وقبل أن يتوظف بالمكتب الشريف للفوسفاط، أكبر ذراع مالي للدولة المغربية، اشتغل خريج مدرسة المناجم بباريس، وجامعة "أوكسفورد"، محللا في البنيات التحتية للنقل لدى البنك الدولي بواشنطن مكلفا بغرب وشرق إفريقيا، وهو المنصب الذي قدم إليه بعد فترة من العمل في المجلس الاستشاري للتمويلات والمشاريع المالية لدى "كا بي إم جي كوربورات" بباريس.

وتشير بطاقة معلوماته لدى المكتب الشريف للفوسفاط أن المهندس الحاصل على ماستر في الإستراتيجية والمالية، عمل أيضا لدى سلطات عمومية ومجموعات خاصة في أوراش كبيرة بمجالات الطاقة والماء والبنيات التحتية ببلدان فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة البريطانية والإمارات وإفريقيا.

ويقدم أمزيان أحيانا على أنه نائب الرئيس في المكتب الشريف للفوسفاط، ويحسم أحيانا في "البروفيلات" الجديدة التي يتم استقطابها للعمل في المكتب، وذلك ما حدث في 2016 لمناسبة إطلاق الفرع الإفريقي للمكتب الشريف.

وتكشف التقارير التي واكبت الحدث، أن أمزيان تكلف بحسم التفاصيل النهائية لإرساء الفرع الإفريقي، وحتى قبل تكليف طارق شوهو، بإدارة "أو سي بي أفريكا"، وجد أمزيان وقد أعد له فريقا من 25 إطارا عاليا يتحدرون من مختلف بلدان القارة للعمل في الفرع، علاوة على 100 آخرين كان مرتقبا توظيفهم بحلول نهاية تلك السنة.

محمد بن عودة... تفضيل الخاص على العمومي

يعد محمد بن أودا (37 سنة) ثامن مغربي ضمن لائحة 100 قائد اقتصادي إفريقي شاب برسم 2017، بنيله الرتبة 74، وهو المدير العام لمجموعة "بالموري ديفلوبمون" المتخصصة في الإنعاش العقاري والفندقة والسكن الفاخر، والمملوكة لآل برادة، وقد قدم إلى المنصب في 2015 مفضلا عليه القطاع العمومي وامتيازاته، ممثلا في الشركة الوطنية للنقل واللجوستيك التي كان على رأسها.

واستعان هشام برادة السوني، مالك "بالموري للتنمية" المعروفة لدى الجمهور الواسع بعلامتها السكنية "فضاءات السعادة"، بمحمد بن أودا، من أجل مهمة تسريع التنمية الإستراتيجية للمجموعة، وإرساء نظام للتوجيه والعمل على أساس النتائج، مع اقتراح خطة لتنويع أنشطة المجموعة والاستثمار في قطاعات أخرى في أفق 2020.

ومن محاور رؤية 2020 التي جاءت بها بخريج المعهد الوطني للفنون والمهن إلى المجموعة، التي توظف 2000 عامل ومتعاون، التوسع نحو  إفريقيا، إذ تستشمر المجموعة منذ فترة في السكن الاجتماعي والاقتصادي والمتوسط، وفي السياحة بساحل العاج و الغابون، وهو ما أثمر تصنيف المجموعة أول "هولدينغ" سياحي مغربي يلج السوق الإفريقية، بعد نيلها ثلاث اتفاقيات لتنفيذ 10500 سكن، ومشروعين للسكن السياحي الفاخر.

واختار محمد بن عودة الانتقال إلى القطاع الخاص بعد فترة قصيرة على تعيينه على رأس الشركة الوطنية للنقل واللوجستيك، الخاضعة لوصاية وزارة النقل والتجهيز واللوجستيك، خلفا لأسامة الودغيري، إبن شقيقة عباس الفاسي، الوزير الأول السابق، والذي أقاله الوزير عزيز الرباح، من منصبه في نونبر 2014 على خلفية تعثرات مفترضة في عدد من المشاريع.

ويتوفر بن عودة، على درجة الدكتوراه في التسيير من معهد تسيير المقاولات بمدينة نانت الفرنسية، ودبلوم الدراسات العليا التقنية في تنظيم الانتاجات من المعهد الوطني للفنون والمهن سنة 2004، ودبلوم جامعي في التكنولوجيا والصيانة الصناعية من المدرسة العليا للتكنولوجيا بفاس سنة 1999،  وقبل أن يلج مجموعة الشركة الوطنية للنقل واللوجستيك في أكتوبر 2010، مديرا للتنمية والتنويع، عمل في الشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية، و"لافارج" للإسمنت.