لمحاصرة التطرف داخل السجون.. الدولة تستعين بخريجي برنامج "مصالحة"

سجن
الشرقي الحرش

تواصل المندوبية  العامة لإدارة السجون، بتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، تنزيل النسخة الثانية من برنامج "مصالحة" الذي يستهدف تأهيل السجناء المدانين في قضايا الإرهاب.

في هذا الصدد، لجأت المندوبية العامة لإدارة السجون إلى الاستعانة بخريجي النسخة الأولى من برنامج مصالحة، واشراكهم في عملية الحوار القائم بينها وبين المنخرطين في النسخة الثانية من البرنامج.

وكشفت مصادر مقربة من موضوع معتقلي الارهاب، أن اثنين من المفرج عنهم بعفو ملكي  بمناسبة الذكرى الأربعة والستين لثورة الملك والشعب، التي يخلدها المغرب في 20 غشت من كل سنة، يزوران السجناء الذين التحقوا بالبرنامج بشكل دوري من أجل تحفيزهم على التأهيل.

وتشير المعطيات التي حصل عليها "تيل كيل عربي"، أن عدد المنخرطين فعليا في النسخة الثانية من برنامج "مصالحة"، يتجاوز 40 سجينا، والعدد مرشح للارتفاع.

يذكر أن  النسخة الأولي من برنامج " مصالحة" قد تم استكماله خلال الفترة الممتدة ما بين 29 ماي و25 يوليو من العام 2017،  بسجن العرجات 1، و استفاد منه بشكل اختياري سجناء مدانين في ملفات الإرهاب و التطرف، يمثلون عينات من مختلف الاتجاهات "الجهادية"، والمحكوم عليهم بعقوبات سجنية متفاوتة، قبل أن يتم الافراج عن أربعة عشر منهم بمناسبة ثورة الملك والشعب.

وبحسب المندوبية، فإن برنامج المصالحة اعتمد على ثلاثة محاور أساسية، هي المصالحة مع الذات، والمصالحة مع النص الديني، والمصالحة مع المجتمع، كمقاربة علمية تتكامل والمقاربة الأمنية الاستباقية، والتحصين الروحي ومحاربة الهشاشة، استناداً على التوجيهات الملكية الداعية إلى تعزيز قيم المواطنة والتسامح والاعتدال والحرص على إصلاح  العدالة الجنائية بالمغرب، مع الحرص على صون الكرامة الإنسانية للمواطنين السجناء التي لا تجردهم منها الأحكام القضائية السالبة للحرية.

ويترجم برنامج "مصالحة"، استراتيجية المندوبية العامة التي تسعى إلى أنسنة وتحسين ظروف الاعتقال، وتأهيل السجناء لتهيئهم للإدماج، من خلال نشر  ثقافة التسامح و محاربة التطرف العنيف داخل السجون بتنفيذ برنامج خاص للتثقيف بالنظير، إضافة إلى تنظيمها لبرنامج الجامعة في السجون   لفائدة النزلاء الجامعيين حول مواضيع تعنى بالقضايا المجتمعية المتصلة بالإدماج.

وتقول المندوبية، إن برنامج "مصالحة"، يسعى إلى فتح آفاق جديدة أمام السجناء "الجهاديين" لفهم النصوص الدينية بشكل صحيح، بالإضافة إلى تأهيلهم لقبول الإطار القانوني المنظم لعلاقة الأفراد بالمجتمع وبالدولة وبضوابط النص القانوني، انطلاقا من جدلية الحقوق والواجبات، مع توفير مواكبة نفسية وتأهيل سوسيو اقتصادي تمكن السجين من الاندماج الاقتصادي والاجتماعي.

للإشارة، أعلن عن برنامج مصالحة لأول مرة في بلاغ لوزارة العدل عقب الإفراج عن 14 معتقلا من معتقلي قضايا الإرهاب بمناسبة ثورة الملك والشعب

وجاء في البلاغ أن "هؤلاء شاركوا في برنامج تحت اسم "مصالحة"، و"راجعوا مواقفهم وتوجهاتهم الفكرية، ونبذوا التطرف والإرهاب، وأكدوا أنهم رجعوا إلى الطريق القويم، وأبانوا عن حسن السيرة والسلوك طوال مدة اعتقالهم".