مشادات بين مناهضي التطبيع والسفير الخصاصي بسبب القدس الشرقية

الشرقي الحرش

تحولت ندوة نظمتها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وجيش التحرير، يوم أمس الثلاثاء، بشراكة مع رئاسة مركز الجامعة العربية بتونس إلى مشادات بين السفير المغربي في سوريا محمد الخصاصي، وقيادات مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين.

وبدأت المشادات حين صياغة البيان الختامي للندوة، حيث اعترض كل من خالد السفياني، منسق المؤتمر القومي الاسلامي، والقيادي في مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، وأحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمحاربة التطبيع على إدراج عبارة "القدس الشرقية"، الشيء الذي لم يرق محمد الخصاصي، الذي اعتبر الاصرار على سحب عبارة القدس الشرقية نوعا من المزايدة، مؤكدا أن تاريخه النضالي معروف، ولا يمكن أن يزايد عليه أحد.

من جهته، رد أحمد ويحمان على الخصاصي بالقول: "لقد كنت مناضلا، وكنت مثلنا الأعلى، لكنك انقلبت على مبادئك، ولم تعد كما كنت"، مضيفا أنه لا يمكن السماح بإصدار بيان من الرباط يجزئ القدس، في الوقت الذي لم يتردد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منحها للإسرائيليين.

ولم يتم انهاء التوتر بين الطرفين إلا بعد تدخل مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الذي وعد أعضاء مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين بعدم اصدار البيان الختامي إلا بعد التوافق حوله.

يذكر أن الندوة عرفت مشاركة عدد من الأساتذة والأكاديميين من الدول المغاربية وفلسطين، وكذا بحضور ومشاركة عبد اللطيف عبيد الأمين العام المساعد لرئاسة مركز الجامعة العربية في تونس، كما تمت في ختامها تلاوة برقية موجهة للملك محمد السادس، أشادت بجهوده في حماية المدينة المقدسة، وكذا موقفه الرافض للقرار الأمريكي القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

والقدس الشرقية هي ذلك الجزء من مدينة القدس الذي لم تحتله إسرائيل عقب النكبة سنة 1948، وهي التي وعد الفلسطينيون بأن تكون عاصمتهم عقب توقيع اتفاقية أوسلو سنة 1993، لكن إسرائيل ظلت عملت على ضمها إلى القدس الغربية، معتبرة أن المدينة بأكملها عاصمة أبدية لليهود.