مقابل مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين.. قصف عمال إغاثة أجانب بغزة يحرك أخيرا "غضب" أمريكا "ضد" إسرائيل

أ.ف.ب / تيلكيل

حذ ر الرئيس الأمريكي جو بايدن من تغيير حاد في النهج الأمريكي تجاه إسرائيل، مع تزايد الإحباط إزاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وتصاعد الضغوط الداخلية في واشنطن في عام انتخابات رئاسية.

ويدعم بايدن إسرائيل بقوة منذ اندلاع حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة. وإلى حد الآن لم تحل انتقاداته لقتل المدنيين في غزة دون مواصلة واشنطن إمداد حليفتها إسرائيل بالعتاد العسكري.

لكن الرئيس الديموقراطي يواجه غضب ناخبين مسلمين وشبانا على خلفية دعمه لإسرائيل، ويضغط عليه حلفاء سياسيون لاشتراط حصول تغيير في سلوك الاحتلال لمواصلة الدعم.

في محادثة هاتفية سادها التوتر مع نتانياهو واستمرت 30 دقيقة على خلفية مقتل عمال إغاثة بضربة إسرائيلية في غزة، ألمح بايدن إلى أن هذا ما سيحصل.

وجاء في بيان للبيت الأبيض أن بايدن "أوضح أن سياسة الولايات المتحدة في ما يتعلق بغزة سيحددها تقييمنا للإجراء الفوري الذي ستتخذه إسرائيل، بشأن وضع حد لأعمال القتل هذه ولتدهور الوضع الإنساني في غزة".

وعكست النبرة القاسية التي وصف فيها بايدن مقتل عمال إغاثة بأنه "غير مقبول"، وحضه إسرائيل على اتخاذ خطوات باتجاه وقف فوري لإطلاق النار، مدى تصاعد التوتر مع نتانياهو.

في هذا السياق أقر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي بوجود "إحباط متزايد" حيال رئيس الوزراء الإسرائيلي. وقال ردا على سؤال عما إذا كانت المكالمة الهاتفية تعكس إحباط بايدن من عدم استجابة نتانياهو لطلبات واشنطن، "نعم، هناك إحباط متزايد".

في السياق ذاته، اتضح أن إدارة بايدن أمام مهمة صعبة في ما يتعلق بسياستها في ملف غزة، إذ تسعى لإيجاد توازن بين دعمها الراسخ لإسرائيل والمعارضة المتزايدة للحرب في الداخل الأمريكي.

ويخشى ديموقراطيون من أن ينعكس الغضب في صفوف ناخبين مسلمين وعرب سلبا على الانتخابات في ولايات متأرجحة رئيسية على غرار ميشيغان، التي يتعين عليه الفوز فيها، في سباق يتوقع أن يكون محموما مع منافسه القديم الجديد الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات نونبر.

وكان مقرب من بايدن قد نصحه في وقت سابق باستخدام الدعم العسكري الذي توفره واشنطن لإسرائيل كل عام، ورقة ضغط.

وفي تصريح لشبكة "سي إن إن" قال السناتور الديموقراطي كريس كونز عن ولاية ديلاوير، مسقط رأس بايدن "أعتقد أننا بلغنا هذه النقطة".

وتفيد تقارير بأن بايدن يواجه أيضا ضغوطا تمارسها زوجته جيل.

وأبلغ بايدن أحد ضيوفه خلال اجتماع مع أفراد من الجالية المسلمة في البيت الأبيض، بأن زوجته تلح عليه بضرورة وضع حد لارتفاع حصيلة القتلى المدنيين في غزة وقالت له "أوقف ذلك، أوقف ذلك الآن!"، في واقعة أوردتها أيضا صحيفة "نيويورك تايمز".

وانسحب طبيب فلسطيني أمريكي من لقاء بمناسبة شهر رمضان في البيت الأبيض، كما رفض عدد من أبناء الجالية المسلمة المشاركة في مأدبة الإفطار التقليدية في حين تتهدد المجاعة قطاع غزة.

على الرغم من العلاقة المتوترة تاريخيا مع نتانياهو، توجه بايدن إلى إسرائيل بعد أيام قليلة على هجوم حماس غير المسبوق واصفا نفسه بأنه "صهيوني"، وعانق رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وازداد خطاب بايدن حدة في الأشهر الأخيرة مع ارتفاع عدد القتلى المدنيين إلى أكثر من 30 ألفا وتواصل تدهور الوضع الإنساني.

وأمر بايدن بإنزال مساعدات أمريكية جوا إلى غزة. وهو امتنع عن استخدام حق النقض الذي غالبا ما تستخدمه الولايات المتحدة في مجلس الأمن، ما سمح بتمرير قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار أثار حفيظة نتانياهو.

لكن مع ذلك، لم تقترن أقوال بايدن بأفعال ملموسة للحد من مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات تقدمها واشنطن لحليفتها الإقليمية الأساسية.

وفي مؤشر يدل على أن شيئا لم يتغير، وافقت إدارة بايدن على نقل آلاف القنابل الإضافية إلى إسرائيل في نفس اليوم الذي قتل فيه عمال الإغاثة السبعة بضربة إسرائيلية، وفق ما أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الخميس.

وحض بين رودز الذي سبق أن شغل منصب مستشار الأمن القومي للرئيس الأسبق باراك أوباما، بايدن على التحر ك.

وجاء في منشور لرودز على منصة "إكس"، "إلى أن تكون هناك عواقب جوهرية، فإن هذا الغضب لا ينفع. من الواضح أن بيبي (نتنياهو) لا يكترث بما تقوله الولايات المتحدة، بل بما تفعله الولايات المتحدة".

وتزايد في أوساط صفوف الناخبين الأمريكيين استياء من الحرب الإسرائيلي في غزة.

للإشارة، حاليا يعارض 55 بالمئة من الناخبين سلوكيات إسرائيل، مقابل 36 بالمئة يوافقون عليها، وفق استطلاع لمؤسسة غالوب نشر في 27 آذار/مارس.