هل تنجح الوساطة الأردنية في إعادة فتح خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي؟

بشرى الردادي

كشفت صحيفة "La Vanguardia" الإسبانية، بداية الأسبوع الجاري، أن "حلّ الأزمة السياسية بين إسبانيا والجزائر بات وشيكًا، بفضل وساطة الملك الأردني، عبد الله الثاني".

ووفق نفس المصدر، توصّل الملك عبد الله الثاني إلى اتفاق مبدئي مع الرئيس الجزائري، بالجزائر العاصمة، لإعادة فتح خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي، المغلق منذ 31 أكتوبر، في "أقرب وقت ممكن".

وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن إعادة فتح خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي ستساعد على تقليل التوتر السياسي بين إسبانيا والجزائر، الذي تسبّب في الكثير من الأضرار لعشرات الشركات الإسبانية، بسبب عدم تمكّنها من الوصول إلى السوق الجزائرية، منذ شهر يونيو الماضي.

وحسب خوان إجناسيو بيرو، رئيس شركة "بي إم إس إنترناشونال القابضة"، وهي أكبر شركة إسبانية في الجزائر بعد شركات الطاقة، فإن ما حدث كان "كارثيا"؛ حيث خسرت العديد من الشركات الإسبانية ملايين اليورو، مضيفا: "لقد توقفنا عن دفع حوالي 50 مليون يورو، منذ شهر يونيو، ولم يساعدنا أحد في مدريد".

وأوضحت "La Vanguardia" أنه ورغم الاتفاق الجزائري الأردني، إلا أنّ الموقف الرسمي للجزائر هو أن العلاقات التجارية مع إسبانيا ستبقى مجمّدة، طالما أن بيدرو سانشيز على رأس الحكومة الإسبانية التي لا تتراجع عن قرارها بتأييد مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.

ونقلت الصحيفة الإسبانية عن مصدر دبلوماسي جزائري، فضّل عدم ذكر اسمه، قوله: "نحن ندعم وساطة الملك عبد الله. أعتقد أنه يمكن أن يحدث قريبا جدا، وسيكون خطوة لتطبيع العلاقات التجارية مع إسبانيا ".

كما كشفت أن ملك الأردن توقف قبل زيارته الجزائر، في بداية الشهر الجاري، في القاهرة؛ حيث حصل على دعم الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، للقيام بهذه الوساطة.

واعتبرت "La Vanguardia" أن الملك عبد الله الثاني أحرز "تقدما كبيرا جدا"، مضيفة أنه من المتوقع أن يؤدي ما حدث إلى اجتماع جزائري مغربي، في سويسرا، وفق تصريح الدبلوماسي الجزائري.

ويأتي نجاح الوساطة الأردنية بعد فشل كل من وساطة المملكة العربية السعودية والإمارات وموريتانيا، بالإضافة إلى تلك الخاصة بإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي.

يشار إلى أن الملك محمد السادس كان على وشك زيارة الجزائر، في نونبر الماضي، لحضور قمة جامعة الدول العربية. إلا أنه في النهاية لم يذهب، لكنه دعا تبون إلى "الحوار" في المملكة المغربية.