بشكل مفاجئ.. المحكمة تفصل ملف المهداوي عن المتابعين في حراك الريف

الصحافي حميد المهداوي
تيل كيل عربي

تطور مثير شهدته محاكمة معتقلي حراك الريف، خلال جلسة الاثنين الثلاثاء، أمام غرفة الجنايات لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء.

المحكمة وبعد جلسة مطولة، انطلقت في الرابعة عصر أمس الاثنين واستمرت للساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، خصصتها للاستماع لمرافعات دفاع الصحفي حميد المهداوي، فاجأت دفاعه بتحول مثير حين أعلنت قرارها بفصل ملفه عن ملف باقي معتقلي الحراك، في حدود منتصف الليل.

ودائما في نفس التحول، قررت المحكمة، برئاسة المستشار علي طرشي، تأخير ملف المهداوي إلى جلسة الخميس عصرا، من أجل استكمال المناقشة، بالاستماع إلى باقي مرافعات الدفاع عنه.

ومن المنتظر ان تدرج المحكمة يوم الخميس الملف في المداولة من أجل النطق بالحكم، بعد إعطاء الكلمة الأخيرة للمهداوي ، الذي حضر جلسة محاكمته زوجته وأبناؤه وعدد من أفراد عائلته ومتتبعين لقضيته من الحقوقيين والمجتمع المدني، أبرزهم أحمد المرزوقي، أحد معتقلي تازمامارت.

وقررت المحكمة أيضا مواصلة النظر في ملف باقي معتقلي حراك الريف الذين واصلوا مقاطعتهم لجلسات محاكمتهم، في جلسة اليوم الثلاثاء، عصرا، من أجل إعطاء الكلمة الاخيرة للمتهمين تمهيدا لإدراج الملف بالمداولة لنفس الجلسة.

وحسب ما قررته المحكمة وما أوضحه محامو الدفاع،  فإن هذا التحول جاء نتيجة مقاطعة المعتقلين لجلسات محاكمتهم وانسحابهم منها، ومطالبتهم دفاعهم بعدم الترافع لأجلهم والتزام الصمت لما تبقى من الجلسات، من غير الصحافي المهداوي الذي لم يقرر الانسحاب، وحضر أزيد من 10 محامين من هيئات مختلفة للترافع لصالحه، أبرزهم النقيبان محمد زيان وعبد الرحيم الجامعي والمحامون محمد الهيني ومحمد اغناج والحبيب حجي وأحمد احداش وعبد العزيز النويضي وسعيد بنحماني ومحمد المسعودي.

كما ينتظر أن تصدر الهيئة القضائية الأحكام في ملف معتقلي الحراك قبل ملف المهداوي، بعد فصله، إذا ما أدرجته اليوم في المداولة للنطق بالحكم.

وأجمعت مرافعات دفاع المهداوي حول فصل متابعته وهو 209 من القانون الجنائي، الذي يحدد متابعته في جنحة "عدم التبليغ عن جناية المس بالسلامة الداخلية للدولة".

وقال المحامي محمد الهيني إن المهداوي يوجد حاليا بين الفصلين 1 و13 من القانون الجنائي، وهو ما يفسر عدم تبليغه لكونه كان خائفا من متابعته بجريمة "التبليع عن جريمة وهمية أو يعلم بعدم حدوثها"، في حال تبليغه بما أخبره به المدعو البوعزاتي.

واضاف الهيني في مرافعته قائلا "اللي عضو الحنش تيخاف من لحبل"، موضحا أن المهداوي سبقت إدانته بالحبس والغرامة بسبب تهمة "التبلغ عن جريمة وهمية"، معتبرا أن البوعزاتي، الذي تصفه النيابة العامة بأحد انفصاليي الخارج، والذي بتابع المهداوي بسبب مكالمة جمعته به، قال له إن لديه مشكلة عقلية فهو يقول الكلام ونقيضه في نفس الوقت.

واعتبر الهيني أن الحكم على المهداوي سيؤدي لتشريد أسرته وبالتالي ارتكاب جريمة، متسائلا "هل يمكن إدانة الصحافي بتلقي مكالمة تزامنت مع إضرابات اجتماعية في منطقة ما"، دون أن يسميها.

كما تساءل قائلا "هل تصلح هذه الحماقة للتبيغ عنها، (يقصد حديث البوعزاتي مع المهداوي وإخباره بشراءه الدبابات وإدخالها للمغرب عبر سبتة باتجاه الحسيمة وجعلها حمام دم)، مفسرا "كيف لشخص أن يقوم بشراء دبابات من روسيا دون مراقبة دولية وإدخالها للمغرب عبر مدينة سبتة.

وأجمع المحامون في مرافعاتهم على المطالبة من المحكمة ان تقضي ببراءة الصحافي المهداوي.