أطباء المغرب: التطبيع مع خطاب ياسين العمري يشجع على هجرة الكفاءات

محمد فرنان

لم يتأخر تعليق كل من النقابة الوطنية لأطباء القطاع الحر والتجمع النقابي الوطني للأطباء الأخصائيين بالقطاع الخاص النقابة الوطنية للطب العام بكافة مكوناتها، على فيديو متداول لياسين العمري حول الأطباء.

وسجلت النقابات في بيان، توصل "تيلكيل عربي" به، اليوم السبت، "بكل أسف واستياء، استمرار اتساع رقعة الإساءة للأطباء المغاربة، وهو ما تكشف عنه العديد من الخرجات والتصريحات "الإعلامية" التي تؤكد حضورا قويا لعطب كبير مسيء لكل المغاربة، لأنه يضرب في العمق ركائز الثقة التي هي أساس كل نجاح وتقدم".

وأضاف المصدر ذاته، أنه "عطب تعكسه وبشكل واضح العديد من التصريحات المسيئة، ومن بينها ما جاء في خرجة أحد الأشخاص الذي يقدم نفسه على أساس أنه داعية، الذي لم يجد أدنى حرج في تبني خطاب التعميم وهو يكيل التهم للأطباء، وينعتهم بأقبح النعوت، ويبخس مجهوداتهم، ويعمل على شيطنتهم مجردا إياهم من إنسانيتهم ووطنيتهم ويقدمهم في أبشع الصور المادية".

وتابع: "متناسيا ومتغافلا المسؤوليات التي تحملها الأطباء والأدوار التي قاموا بها، بالأمس كما اليوم، ومعهم باقي مهنيي الصحة، من أجل خدمة الصحة العامة، في الجبال والقرى والمداشر النائية، لمواجهة الأمراض والوقاية منها، وفي أزمنة الأوبئة، وما الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19 إلا نموذج صغير للتضحيات المبذولة التي أدت إلى إصابة أكثر من 100 أستاذ وطبيب بالعدوى التي كانت سببا في أن أسلموا أرواحهم لبارئها".

ولفتت إلى أن "الخطاب الذي أسس عليه المتحدث كلامه الموجه للعموم، بعد بث وتقاسم التسجيل على مواقع التواصل الاجتماعي، الذي ينضاف إلى مسلسل طويل من الإساءات التي ظل الأطباء يتعرضون لها في وطنهم من طرف جهات مختلفة وبأساليب وصيغ متعددة، سيؤدي وبكل أسف إلى نشر المزيد من الكراهية وتعميم الحقد على نطاق واسع ضدهم، وهو ما لا يمكن القبول به".

وأبرزت أن "التطبيع مع هذه الممارسات والسلوكات، لن يشجع إلا على مزيد من هجرة الكفاءات بالنسبة لأطباء الغد، في الوقت الذي تعرف فيه بلادنا خصاصا كبيرا في الأطباء، وفي مرحلة زمنية جد مهمة في مسار بلادنا نحو تعميم الحماية الاجتماعية، تفعيلا للتعليمات الملكية".

وأشار البيان إلى أنه "نؤمن جدا بأن كل مواطن تضرر من ممارسة ما ومن سلوك يعتبره مسيئا له أو تسبب له في أضرار معينة، كان مصدره طبيبا أو غيره، فإنه يمكن له التوجه إلى المؤسسات المختصة من هيئة وطنية للأطباء ومجالس جهوية، أو للوزارة الوصية من خلال مفتشيتها، أو إلى مؤسسة القضاء للمطالبة بحقوقه وبجبر
الضرر إذا ما كان له الحق في ذلك، ونعي جدا بأنه في كل مجال وقطاع، في كل المجتمعات، هناك الصالح والطالح، وهو ما يجب معه أن نميز بينهما وأن نسمي الأشياء بمسمياتها في حال وجود خلل ما، عوض تبني خطاب التعميم المحبط والحاط من الكرامة والمسيء لها، الذي يؤدي لنشر الكراهية بين أبناء الوطن الواحد".

وانتشر مقطع لياسين العمري، لا يتجاوز دقيقة واحدة، من محاضرة له قال فيه: "أصبح عندنا عدد من الأطباء (اقدر اكزرك كيف ما بغا)، بمجرد (نفخ رقم، بالنسبة له خص ايكون منفوخ)".

وأضاف:  "السلام عليكم السلام، غا تقوليه ضاراني شي حاجة هنا، أول حاجة اسمر ليك كيوغراف على السكانير على الراديو على كذا، وملي اسالي هاذشي، غا نقولك تسالي الريزولطا، ضروري غدا خص دير عملية، وأصبح هناك توجه له علاقة ببزطام الإنسان".