أمير قطر يحل بمدريد.. هل تستعد إسبانيا لتوقيع اتفاقيات تغنيها عن الغاز الجزائري؟

بشرى الردادي

من المنتظر أن يحلّ أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، بإسبانيا، يومي 17 و18 ماي الجاري، في أول زيارة رسمية له إلى البلاد منذ خلافة والده، والتي سيستقبله خلالها الملك فيليب السادس، ورئيس الحكومة، بيدرو سانشيز.

وحسب وسائل إعلام إسبانية، فإن مدريد تتوجه إلى توقيع اتفاقيات مع قطر في مجال الطاقة، من أجل الاستغناء على الاعتماد الكبير على الغاز الجزائري، خاصة بعد أن شهد شهر ماي الجاري، انخفاضا حادا لوارداته إلى إسبانيا، بنسبة 20.2 في المائة، وذلك كخطوة انتقامية بعد إرسال رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، رسالة خاصة إلى الملك محمد السادس، يعرب فيها عن دعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب، باعتباره الحل الأكثر جدية ومصداقية وواقعية لنزاع الصحراء.

وبالنظر إلى ما يعيشه العالم من أزمة طاقة كبيرة، ونظرا لأن قطر لديها ثالث أكبر احتياطي غاز طبيعي في العالم، بالإضافة إلى كونها خامس أكبر مورد للغاز الطبيعي لإسبانيا، بعد الولايات المتحدة، والجزائر، ونيجيريا، ومصر، بنسبة 4.4 في المائة من الإجمالي، في شهر أبريل المنصرم، وفقا لبيانات من "Enagás"، فإن كل هذا يجعل من الإمارة شريكا مرغوبا فيه بشدة، في إطار رحلة البحث عن مصادر بديلة للإمداد.

يشار إلى أن الجزائر وإسبانيا كانتا تستعدان لزيادة قدرات أنبوب "ميدغاز"؛ حيث استثمرت "Naturgy" و"Sonatrach" ما يقارب 84.8 مليون يورو (90 مليون دولار بسعر الصرف الحالي)، لهذا الغرض.

كما قال مسؤولو البلدين إنه سيُسمح لخط الأنابيب بتزويد حوالي 10 مليارات متر مكعب من الغاز سنويا، إلى شبه الجزيرة الأيبيرية. لكن ومنذ يناير الماضي، لم يتم تنفيذ الإجراء الرسمي، على الرغم من الاتصالات التي تم الحفاظ عليها بين الشركات المعنية، في محاولة للعثور على حلّ مرض للطرفين.

وسبق للجزائر أن هدّدت بفسخ عقدها مع مدريد، إذا حولت الغاز المستورد منها إلى وجهة "غير تلك المنصوص عليها في العقود"؛ وهو ما ردت عليه إسبانيا بالتأكيد على أن "الغاز الذي ستنقله إلى المغرب ليس مستوردا من هذا البلد".

وتتفاوض الجزائر منذ شهور على زيادة سعر الغاز الذي تزود إسبانيا به، من خلال مراجعة عقود السنوات المالية 2022-2024 التي تطالب فيها "Sonatrach" بالزيادة، في أعقاب أوضاع الأسواق الدولية؛ بحيث تريد الجزائر نقل توتر السوق إلى المستهلكين الإسبان، على عكس ما ستطبقه على عملاء آخرين؛ مثل إيطاليا، كما أكد مسؤولو "Sonatrach" أنفسهم.

يشار إلى أن الجزائر هي المورد الرئيسي للغاز لإسبانيا؛ حيث تصل نسبة الغاز الجزائري المستخدم في البلاد إلى 29.05 في المائة.