أكّد وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، أن "الوضع الذي كانت عليه الحدود الجمركية بين المغرب وسبتة لن يعود مجدّدا؛ حيث سيتم الحفاظ على نموذج منظّم ومراقب وآمن، مع تحسينات في البنية التحتية للمدينة"، وفق ما كشفه خوان غوتيريز، الأمين العام للحزب الاشتراكي لسبتة المحتلة، عقب لقاء جمعهما بمدريد، يوم أمس الاثنين، بغرض إيطالب مطالبه إلى المغرب.
وحسب وسائل إعلام إسبانية، قال غوتيريز: "ليس هناك شكّ في أن الوضع الحالي يولد نموذجا للنظام والصرامة في المدينة. يأتي المغاربة بتأشيرات للعبور إلى شبه الجزيرة، أو التسوق فيها، أو الاستمتاع بها"، مضيفا أن العمال عبر الحدود (831 في المجموع، في 31 دجنبر 2022) يعبرون ويعودون يوميا، في ظروف قانونية تامة".
وأشار إلى أن "الوضع الجديد مكّن من توفير أكثر من 5 ملايين يورو، فيما يتعلق بالصحة العامة والرعاية بالمستشفيات، مع بيانات موضحة؛ مثل انخفاض عدد الولادات التي تتم سنويا، من 1800 إلى 600 حالة ولادة"، مؤكدا أن "العودة إلى النموذج السابق ستعني العودة إلى الفوضى في الحدود وفي المدينة، وتولّد انتكاسة كبيرة".
وشدّد على أن "الوزير ألباريس كان متقبلا لما قيل. كما أكد التزامه بمواصلة خدمة احتياجات سبتة"، مضيفا: "أنا مقتنع بأن الوضع الذي كانت عليه الحدود الجمركية بين المغرب وسبتة لن يعود مجدّدا، وأنه سيتم الحفاظ على نموذج منظم ومراقب وآمن، مع تحسينات في البنية التحتية".
كما كشف الاشتراكي غوتيريز أنه طلب من وزارة الخارجية "إعادة فتح ممر بنزو، لتسهيل زيارة الجيران لأحبائهم، في المقبرة الواقعة في مقبرة بليونش".
الجمارك التجارية
ومن القضايا الأخرى التي طال انتظارها، افتتاح تجارة جمركية؛ حيث ستكون بالنسبة لغوتيريز، "علامة فارقة تاريخية في مدينتنا"، معتبرا أنه "من الناحية التجارية، يجب أن تكون فرصة فريدة لإعادة تنشيط الاقتصاد المحلي، الذي أضعفه طابع الكفاف الإضافي والافتقار إلى النسيج الصناعي، ولبناء إطار جديد في خضم علاقات حسن الجوار مع المغرب".
مرور الأسماك المغربية
شدّد الأمين العام لحزب العمال الاشتراكي في سبتة المحتلة على "أهمية دخول الأسماك إلى سبتة، مباشرة من المغرب، عن طريق تراخال"، مشيرا إلى أن "ذلك لم يحدث في السنوات الأخيرة، حتّى بعد إعادة فتح المعبر الحدودي".
وتابع غوتيريز في حديثه مع الوزير: "لطالما كانت سبتة مدينة تشتهر بالجودة العالية والأسعار الجيدة للأسماك، ولكن من خلال عدم السماح بمرورها المباشر، فإن المنتج لا يصل طازجا، ويصبح أكثر تكلفة".
وأضاف: "كما لا ينبغي أن تقتصر العلاقات الجديدة والجيدة مع المغرب على العودة إلى المرور المباشر للأسماك فقط (مع جميع الضمانات القانونية والصحية)، بل ينبغي أن تشمل أيضا، استخدام السفن المغربية لسوق السمك ومرافق الموانئ، كنموذج مكمّل. وسيعزّز هذا الاستخدام تبادل الصيد التقليدي بين سبتة والمغرب. كما سيعزّز، بلا شكّ، الروابط الاجتماعية والتجارية بين الجانبين".