ملحوظة: قررت كتابة هذا النص دون علامات الترقيم لأن لحظة بدايته لا تنفصل عن لحظة نهايته وأيضا من أجل إرباك القارئ والضغط عليه نفسيا تماشيا مع إيقاع الحبكة وحفاظا على التدفق المستمر لأحداث النص وبه وجب الإعلام
ملحوظة أخرى: يقرأ هذا النص دون توقف وإن كان في ذلك إزعاجا للقارئ فإني أقدم له كل الاعتذار
ملحوظة أخيرة: ce texte est inspiré d’un fait réel
الملحوظة ما بعد الأخيرة: le personnage de ce texte est réel et tout le monde le connait
لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب ولكنه وُلد بتقاسيم يراها الشاهد أنها لعنة دون أن يكون مسؤولا عن ذلك بدأت اللعنة عند بدايته لم لا وهو الذي لا يشبه والده في شيء إذ كيف يعقل أن يكون الأب أسود البشرة وأمه سمراء بينما يخرج الطفل إلى العالم ببشرة بيضاء كالشمعة وشعر لونه أصفر كصفرة محصول القمح خلال البيادر وما يرافق ذلك من زرقة في عينيه تكاد تتفوق على سحر زرقة السماء
ربما لا أحد سيختلف حول جماله ولكن الكل سيجد في هذا الجمال قصة تُتداول في الخفاء
سيحمل الوالد هذا الثقل بينما الأم تلتزم الصمت حيال ما أنجبت لقد كانت تعرف بخبرة السنين ما يجول بخاطر زوجها ولكن درءا لما لا تحمد عقباه قررت الالتزام بالصمت وتسليم أمرها إلى مقبل اللحظات أو الأيام ولما لم يبدر من الأب أي رد فعل سوى مجافاتها وتجاهل الابن قدر الإمكان حملت القرآن بين يديها وهي ترتجف ولما تمعنت في زوجها مليا وفي برودته المستفزة قالت له والعبارات تخنقها والدموع تنزل من عينيها
أقسم لم بأغلظ الإيمان أن هذا الوليد ابننا والله شاهد على ما أقول
حافظ الأب على برودة دمه بينما الأم تتمتم بكلمات غير مفهومة فقد شعرت بأنها تحمل ثقل العالم برمته وشعرت بأن كل أشياء العالم وشخوصه تنظر إليها وتنتظر رد الفعل المحتمل كأنها تؤدي دورا مسرحيا يشاهده الحاضر والغائب والقاصي والداني
لكن الأمر ليس مدعاة للتسلية لأنه يمزج بين الاتهام والتردد وسوء الظن والتقدير والظلم وطلب البراءة فأي عرض مسرحي من حدث تشعر به أنها تعيش من خلاله أسوأ ما يمكن أن يقع لأي شخص
ستجثو على ركبتيها ستتضرع للسماء ستقترب على أربع نحو زوجها الجالس ببرودة ستتناول رجليه من أجل تقبيلهما دلالة الخضوع والخنوع والاحترام وطلب العفو من شيء لم تقترفه حسب ادعائها وقد اقترفته حسب قوة الطبيعة ونظرة زوجها
لم يتحرك الأب من مكانه بتاتا كأن ما يقع أمامه مجرد بنت خيال لا غير وبينما أمسكت رجليه إذا به يَهُشُّها ثم يقذفها بكل ما تحمل نفسيته من حقد وشعور بالمهانة والخذلان وكل ما يدور في فلك هذه المشاعر
شعرت بأن عنقها كاد أن ينفصل عن جسدها خارت قواها وغابت كل وظائفه ما عدا شيئا من البصر والسمع كانت جل أسنانها الأمامية قد اقتلعت بفرط الضربة التي تلقتها منه
نهض مرة أخرى ببرودة ثم غادر البيت دون رجعة، غادره كأنه لم يكن من قبل
بقيت وحيدة تنظر إلى الطفل الصغير ثم مرت من أمامها تقاسيم الرجال الذين تعرفهم ويحملون نفس رسوم الوجه من يدري أن أحدا نوّمها مثلا تحت تأثير التخدير ثم قام بما قام به لكن ذاكرتها لم تعثر على أحد بالمواصفات المطلوبة
لما استعادت كل وعيها بدأت تصرخ وتلطم وجهها وصدرها وتمزق ملابسها فامتزج صراخها ببكاء الطفل وصوت آذان صلاة العصر وهدير الطائرة ونقاشات ركابها أو صمتهم وذبيب النمل وزقزقة العصافير وبعض التأوهات المقبلة من مصدر مجهول وأنين شخص متعلق بأهداب وهم الأمل وضحك ضيوف جارها السيد بنجرادة وصراخ رواد المقهى فرحا أسفل العمارة حين سجل فريقهم الهدف الأول وصوت مغنية في تلفاز جارتها محجوبة ولعنات جارها البسطامي لأبنائه الذين لا يتقنون أي شيء ووعيد زوجته العالية بتأديبهم إذا لم يعودوا إلى الطريق المستقيم وبعض السب البذيء من طرف جمهور المقهى للاعبين الذين يهدرون ما لا يُهدر وصوت داعية في إحدى القنوات الشرقية وهو يتوعد الكفار واليهود بأن نصر الله لقريب رغم عجز الزعماء العرب وعارهم الذي جلبوه حينما أصبحوا لعبة سائغة بين أيدي الغرب
لازال الطفل يبكي ولا زالت هي الأخرى تبكي وتصرخ ثم رأت فجأة فرجها عبر المرآة تأملته مليا تأملت هذا الشيء الذي كان سببا في ما آلت إليه خاصة أن الطبيعة لم تكن رحيمة بها
هن من سيدة تتفلسف رغم أنها على أعتاب الجنون أو هكذا يمكن أن يراها الرائي ولم تشعر إلا وهي تحكم قبضتها ثم تدخلها في فرجها بشدة محاولة إخراج شيء منه وهذا ما تأتى لها حيث تحول إلى شلال من الدم والطفل لا يزال يصرخ ويبكي
حقا لم يشهد العالم من قبل أن شخصا من شدة ألمه أمكنه اقتلاع عضو من جسده دون
لقد شهد العالم الآن هذا الأمر ثم سيشهد بعدئذ قفزتها من الطابق الخامس حيث سقطت أمام المقهى وتحديدا في اللحظة التي كان يشعر فيها المتفرجون بالأسى جراء قرب نهاية المباراة وهزيمة فريقهم
فريق منهزم وسيدة عارية سقطت من الأعلى تمسك بين يديها عضوا من أعضاء جسدها بينما فرجها لازال يلقي بالدماء دون توقف كأنه فيضان نهر لحظة خروج حمولته عن السيطرة..
ـ يتبع ـ