داداس: كوميديا رمضان هذا العام ستنتج السخط ذاته لهذه الأسباب

عبد الرحيم سموكني

يضع كثير من المغاربة أيديهم على قلوبهم وهم ينتظرون الإنتاجات الكوميدية الخاصة بشهر رمضان، أحد الشهور الأكثر غزارة في الإنتاج التلفزي، وشهر الذروة في المشاهدة التلفزية، وتتنافس القناتان التلفزيتان العموميتان هذا الموسم من جديد على حيازة نسب المشاهدة خاصة وقت الإفطار، فهل يتكرر سيناريو السخط والامتعاض من كوميديا شهر الصيام هذا العام أيضا؟
يرى الممثل عزيز داداس، أحد الوجوه الكوميدية التي سطعت بقوة في السنوات الأخيرة، أنه يتخوف من أن تعاد الكرّة من جديد، وألا تروق كوميديا رمضان الجمهور المغربي، وأن ذلك راجع لسبب بسيط ، يخص ظروف العمل ومدة الاشتغال على السيتكومات، إضافة إلى ضعف المخيال لدى كتاب السيناريو.
ويقول داداس في تصريح لـ"تيل كيل عربي" ماذا يمكننا أن ننتظر من عمل من 30 حلقة يصور في شهر، أكيد أن مردوده سيكون محدودا، ثم إذا أضفنا إلى هذا الإكراه، عامل المواضيع التي تكون في الغالب مسيجة ونمطية، إذ لا يمكننا مثلا الاقتراب من الطابوهات، حتى ولو كنا ننوي معالجتها من زاوية كوميدية أو هزلية، لذا في اعتقادي فإن السيتكومات غالبا ما لا تلاقي إعجابا من طرف الجمهور".
ويضيف داداس، الذي سنجده في رمضان حاضرا في عملين، كلاهما مع القناة الثانية، وهما "أوشن" وولاد علي"، أنه لا يعقل أن يشتغل ممثل 12 ساعة في اليوم وداخل استوديو مغلق، ثم يلجأ إلى تعديل الحوار وتطعيمه بارتجالية حتى يضيف بعض البهارات الكوميدية.
لا يقتصر الأمر فقط على كتابة السيناريو، بل إن الإشكال أعمق بكثير، حسب داداس، إن أن بنية الإنتاج التي جرى اعتمادها منذ تطبيق دفاتر التجملات التي جاء بها وزير الاتصال السابق محمد الخلفي، تعتبر أحد العوامل الرئيسة في تدهو جودة الأعمال التلفزيونية، وليس فقط الكوميدية، ويقول "الإشكال أن الشركات المكلفة بالإنتاج، تفكر في الربح أكثر ما تفكر في جودة الأعمال، إذ تلجأ إلى أبخس الأثمان سواء تعلق الأمر بالممثلين أو السيناريست".