كيف أعيش رمضان كبهائي مغربي؟

جواد مبروكي
تيل كيل عربي

بقلم: جواد مبروكي

رمضان شهر مميز واستثنائي على المستوى الروحي والنفسي والاجتماعي. إنه الشهر الذي يُوَحِّد مجتمعنا، بغض النظر عن التنوع الثقافي أو العقائدي. وأرى رمضان دعوة إلى الروحانيات والتطور الروحي لكل المغاربة. كما ألاحظ في هذا الشهر ظواهر كثيرة من النفحات السماوية والتي تؤثر علينا جميعا بالسكينة والطمأنينة.

إن نسائم رمضان الروحانية تُحيي أرواحنا وتُهدئ حالتنا النفسية وتذكرنا جميعا بخالقنا. وتُجدد كذلك هذه النسائم الروحية ادراكنا بخالِقِنا وكذلك بِمصيرنا ونهايتنا في هذه الحياة الأرضية وبضرورة استعدادنا للحياة الأبدية. 

وما أحلى نداء المآذن الذي يُلين نفوسنا ويُدخل الفرح الروحي في صدورنا. أعشق وأحب شهر رمضان وأجده ناعم وهادئ للغاية وصدقوني أنه كل ما تنشره وتضخمه وسائل الإعلام كأحداث "تْرامْضينا" هي حالات معزولة بصراحة ولا تعكس الحالة النفسية والروحية لكل المغاربة.

رمضان شهر تتوطد فيه العلاقات بين المغاربة ونتبادل يوميا مع كل من نصادفه عبارة التهنأة والبهجة "رمضان مبارك، مبروك العواشر" عشرات المرات يوميا سواء كنا مسلمين أو بهائيين أو مسيحيين أو ملحدين. بالفعل رمضان يُوَحد ويُقوي العْشْرَة" بين كل المغاربة.

باعتباري بهائيًا، أحب استقبال أصدقائي وإعداد مائدة "الفطور" لهم، ومن الواضح أنني أحب كذلك دعوتي من قِبلهم لمشاركة وجبة الإفطار معهم.

ولهذا أحب رمضان لأنه شهر الصداقة والمشاركة والتبادل والفرح. ومن إحدى معجزات هذا الشهر أننا ننسى أننا ننتمي إلى ثقافات ومعتقدات مختلفة ونحن جميعا على المائدة نضحك ونقضي أمسيات ممتعة ونتبادل الآراء في مواضيع غنية وجادة.

وهناك معجزة أخرى ألاحظها في شهر رمضان أننا لا نبذل أي جهد من أجل التسامح والتعايش، لأننا نجد أنفسنا مُتحدين بشكل طبيعي في تنوعنا وكأننا من نفس العائلة وكأوراق شجرة واحدة وزهور مختلفة في حديقة واحدة.

لا يهم من يمتنع عن الطعام أم لا، ولكن ما هو قوي وشديد خلال شهر رمضان هو الصحوة الروحية التي تصيبنا جميعاً لتقريبنا وتوحدنا. أليس لجميع الأديان هدف نهائي واحد فقط، توحيد البشرية تحت راية السلم والسلام؟

مواضيع ذات صلة