يهودي مغربي في كندا يرد على مطالب تعويض الإسرائيليين المغاربة عن "ترحيلهم"

عبد الرحيم سموكني

تصدى رئيس فيدرالية اليهود سفارديم في كندا إلى مطالب إسرائيلية للدول العربية بدفع مئات المليارات من الدولارات لتعويض ما تركه من ممتلكات بهذه البلدان عند "ترحيلهم" صوب إسرائيل.

وفي شبه مرافعة تاريخية، كتب أبراهام ألعرار، رئيس فيدرالية اليهود السفارديم في كندا، بأن اليهود المغاربة الذين رحلوا إلى الدولة العبرية، لم يكونوا لاجئين، ولم يجري طردهم من بلدهم، عكس ما جرى في بعض الدول العربية، خاصة في مصر عبدالناصر، بعد الاحتلال الإسرائيلي لشبه جزيرة سيناء.

وهاجم أبراهام ألعرار، المغربي الأصل، الدعوة التي أطلقتها وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية جيلا غامليل، شهر يناير الماضي، التي طالبت فيها بتعويض لا يقل عن 250 مليار دولار، من الدول العربية، من بينها المغرب. وقال، في مقالة نشرها موقع "دا كاناديان جويش نيوز"، إن المطالب الإسرائيلية تحوي مغالطات تاريخية كبيرة، وتزويرا للتاريخ، خاصة وأن المغرب لم يطلب أبدا من مواطنيه اليهود ترك البلاد، كما أنه يعتبر من البلدان العربية القليلة التي لم تسحب جنسيتها منهم.

وكشف أبراهام ألعرار أن هناك حقيقة تاريخية تريد إسرائيل القفز عنها، وهي أنه خلال المؤتمر الرابع للمجلس اليهودي العالمي، الذي عقد بتاريخ 1959، اعترف الأمين العام للمجلس ألكسندر إيسترمان، بأنه في الوقت الذي يشجع فيه جمال عبدالناصر يهود بلاده على الرحيل، فإن المغرب لم يكن أبدا متحمسا لهجرة يهوده، لأنه كان يريد الحفاظ على تنوعه العرقي.

وأوضح رئيس رئيس فيدرالية اليهود سفارديم في كندا أن المنظمات الصهيونية، التي دخلت المغرب منذ 1920، هي المسؤولة عن دفع اليهود المغاربة إلى الرحيل صوب إسرائيل، وكشف أنه بتاريخ 15 غشت 1955، التقى إيسترمان، سرا في نيوريورك، أحمد بلافريج، الذي كان يدير العلاقات العامة بحزب الاستقلال حينها، من أجل التباحث حول مصير اليهود المغاربة.

وحسب رئيس فدرالية اليهود سفارديم في كندا، فإن بلافريج كان حامسا، إذ أصدر بيانا عقب اللقاء، أكد فيه بأن ليس على اليهود المغاربة أن يخشوا تعرضهم لأي شكل من أشكال التمييز في المغرب المستقل، وأنهم مثل المسلمين، مواطنون يتمتعون بنفس الحقوق وسيخضعون لنفس الواجبات.

ويضيف أبراهام ألعرار، بأنه بعد أشهر من هذا البيان، التقى السلطان محمد بن يوسف وهو في المنفى، أعضاء من المجلس العالمي لليهود، والذي حضره كل من جوزيف غولان وجيرهارد رينر، ليؤكد لهما، أنه "لطالما اعتبرت رعاياي اليهود مواطنين أحرار تماماً، وهم متساوون تماماً مع رعاياي المسلمين. سوف يتمتع الجميع بحقوق متساوية وسوف يتقاسمون واجبات أيضا متساوية، بغض النظر عن معتقداتهم الدينية".

وبحسب أبراهام ألعرار، فإن مجلس الجاليات اليهودية بالمغرب كان وجه الدعوة لليهود المغاربة للاحتفال بعودة السلطان محمد بن يوسف من المنفى، كما أن الحكومة الثانية لمبارك البكاي، التي شكلت في 26 أكتوبر سنة 1956، ضمت وزيرا يهوديا هو الطبيب ليون بنزاكن، وهي الحكومة التي عرفت تنصيب أحمد بلافريج وزيرا للخارجية.

ويقول أبراهام ألعرار إن هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل لم تكن يوما ما تحت الإجبار، وإنما كانت من هجرة اقتصادية، لتحسين ظروفهم المعيشية، كما هو الأمر بالنسبة لليهود المغاربة الذين هاجروا إلى أمريكا أو كندا.

أبراهام ألعرار
أبراهام ألعرار