أعلنت السفارة المغربية ببكين، اليوم الأحد، أنه "في إطار جهودها الحثيثة وتواصلها الدائم مع السلطات الصينية المختصة، حول الوضع الناتج عن انتشار فيروس كورونا، قد أكدت حكومة جمهورية الصين الشعبية لهذه السفارة بأنها ستقوم بمواصلة جهودها لتأمين جميع الظروف الأمنية والصحية وتوفير الراحة للمواطنين المغاربة المقيمين في الصين، وخاصة مدينة ووهان وإقليم خوباي".
وكان بعض الطلبة المغاربة العالقين في ووهان، من الذين اتصلت بهم "تيلكيل"، قد عبروا عن وضع مقلق بسبب الحجر الصحي المضروب على المدينة، التي يمنع فيها حاليا استعمال وسائل النقل العام، إضافة إلى صعوبة في العثور على المواد الغذائية.
ولفت طلبة مغاربة، اتصلت "تيلكيل" بهم، الانتباه إلى وضع ما يقارب 100 طالب مغربي عالقين هناك، بين من انتهت صلاحية تأشيراتهم، وبين من يريدون العودة تخوفا من الفيروس الفتاك، الذي بلغ ضحاياه، إلى حدود اليوم 26 قتيلا، إضافة إلى تسجيل ما يقرب من 1000 حالة إصابة.
وكشف الطالب محمد، البالغ من العمر 24، والذي يدرس الماستر في الجامعة الدولية في ووهان، أن الوضع كارثي جدا بسبب شح المواد الغذائية ودرجة الرعب السائدة بين السكان، وقال "انطلق كل شيء في دجنبر. بدأنا نسمع عن فيروس يمكن أن يكون قاتلًا، وأنه ينتشر فقط في منطقة معروفة بتجارة الأسماك الطازجة. فسارعت السلطات الصينية إلى وضع حجر صحي على تلك المنطقة، معتقدين في البداية بأن الفيروس قد انتشر عن طريق الطعام، لكن كل شيء تغير بعد حالات الوفاة الأولى المسجلة في المدينة".
يرى محمد، الذي رفض كشف اسمه العائلي، حتى لا يقلق أسرته، أن هناك حالة من الذعر العام، تسود في المدينة، وأن الزيادة في أسعار المواد الغذائية جعل حياة الطلاب المغاربة أصعب، كما أن المواد الغذائية بدأت تسجل ندرة كبيرة في الأسواق، وصار من الصعب الخروج للتسوق، بسبب الطلب الكبير وندرة المواد الغذائية، كما أن منع السكان من المغادرة عقّد الأمور بكثير. ويضيف محمد "إننا قلقون على الطلبة المغاربة الذين يعيشون بعيدا عن وسط المدينة، والذين حرموا أيضا من وسائل النقل العام، خاصة بعد أن أخبرتنا السلطات أن محاولة مغادرة المدينة يعاقب عليها بالغرامة والسجن".
أما الطالبة ندى سوداتي، البالغة من العمر 18 ربيعا، والتي انتقلت إلى ووهان لتبدأ أول سنة دراسية في الصين، فتقول لـ"تيلكيل": "لقد اشتريت تذكرة الطائرة للعودة إلى المغرب، بمجرد أن بدأ انتشار الفيروس، ثم أُبلغت أن جميع الرحلات الجوية قد ألغيت، وأنه لا يحق لأحد السفر"، مضيفة "لا ندري ماذا نفعل، الوالدون قلقون، وليس أمامنا حل غير الانتظار".
ويؤكد محمد أن العديد من الطلاب المغاربة، الذين فوجئوا بالحظر المفروض على وسائل النقل العام، لم يتمكنوا من القيام بالتسوق، مع العلم أن السلطات تنصح السكان بتناول الفواكه والخضروات فقط.
وكان عبد الله عشاش، السكرتير الأول للسفارة المغربية في بكين، قد كشف، في تصريح لـ"تيلكيل"، أن السلطات الصينية قد استجابت لطلب المغرب، وأنها تريد لائحة بأسماء الطلبة المغاربة قصد إخلائهم من ووهان، وأضاف "في الوقت الحالي، نحن على اتصال دائم بالسلطات الصينية، وآخر اتصال كان اليوم الجمعة 24 يناير، وطمأنونا بالقول إنه لا يوجد حظر على مغادرة المدينة في حالة تدخل السفارة".
وحسب المسؤول المغربي، فإن "السلطات الصينية تعهدت بتوفير الجانب اللوجستيكي لنقل المغاربة بشكل آمن، لكن بعد اتخاذ التدابير الوقائية كإجراء الاختبارات على المغاربة في ووهان، قبل السماح لهم بالمغادرة".