حمام دم أحدثه هجوم بالعبوات الناسفة وإطلاق النار، استهدف جموعاً من المصلين، اليوم الجمعة، بمسجد "الروضة" شمال سيناء المصرية، أوقع حسب آخر حصيلة مسجلة نقلها التلفزيون المصري الرسمي 235 قتيلاً وعشرات الجرحى. وشارك في الهجوم حسب شهود عيان مجموعة كبيرة من الأشخاص، استهدفوا بأسلحتهم حتى الناجين من انفجار العبوات الناسفة.
ونقل موقع "اليوم السابع" المصري، عن شهود عيان من موقع تفجير مسجد الروضة ملابسات الحادث، وقالوا إن "مجموعة مسلحة تضم 15 عنصراً يستقلون سيارتين، وصلوا إلى المسجد مترجلين بعد أن تركوا السيارات على بعد 150 مترا منه، ومع بداية خطبة الجمعة الأولى اقتحموا المسجد وألقوا عبوات ناسفة بين المصليين وأطلقوا النيران عليهم بشكل مباشر، كما أطلقوا النار على الفارين من المذبحة ثم أشعلوا النار في السيارات المتواجدة حول مكان الهجوم".
في المقابل، قالت مصادر أمنية وصفها موقع "المصري اليوم" بمسؤولة، إن "عدد المسلحين المتورطين في هجوم مسجد الروضة في شمال سيناء تخطوا 20 مسلحا ملثماً، وإنهم استخدموا في الهجوم البنادق الآلية بعد تفجير عبوة يرجح أنها صوتية لاستدراج المصلين إلى خارج المسجد".
وأضافت مصادر المصري، رفضت ذكر اسمها، أن "الجناة وصلوا إلى موقع الحادث باستخدام سيارات الدفع الرباعي والدراجات النارية، وأنهم استهدفوا سيارات الإسعاف أثناء فرارهم في الصحراء".
ونقل "اليوم السابع" عن مراسله من مكان وقوع الهجوم، معاينته لآثار الحادث، حيث تراصت الجثث داخل المسجد وتحولت أرضيته لبركة دماء، وقام الأهالي بلف القتلى فى بطاطين بينهم كبار سن وأطفال وشباب مصابين بطلقات نارية في الرأس والرقبة والصدر.
وقال بعض الأهالي، لـ"اليوم السابع"، إن عائلات بأكملها سقطت قتلى خلال الحادث، ولا تزال عملية اخراج جثث الضحايا من المسجد مستمرة، ما يعزز فرضية ارتفاع عدد القتلى.
في السياق، نقل موقع قناة "العربية" السعودية، عن شهود عيان، أن "الإرهابيين أضرموا النار في سيارات الأهالي، ثم قاموا بقطع الطريق المؤدي للقرية، فيما سارعت قوات الأمن بإغلاق الطريق بين العريش والقنطرة، وتم الدفع بسيارات إسعاف لنقل المصابين".
وعلاقة بالتحقيق في الحادث، أمر النائب العام، المستشار نبيل صادق، بانتقال فريق موسع من أعضاء النيابة العامة، تحت إشراف المستشار عمرو سلمى المحامي العام لنيابة استئناف الإسماعيلية،للاستماع لأقوال المصابين والجرحى بحادث استهداف مسجد الروضة ببئر العدل بشمال سيناء ومعرفة ملابسات الحادث واتخاذ ما يلزم من إجراءات.
وأدانت عدد من دول العالم الهجوم، كما قال إمام الأزهر، الشيخ أحمد الطيب، إن "سفك الدماء المعصومة وانتهاك حرمة بيوت الله وترويع المصيلن والآمنين يعد من الإفساد في الأرض، وهو ما يستوجب الضرب بكل شدة وحسم على أيدي هذه العصابات الإرهابية ومصادر تمويلها وتسليحها".
وعقب التفجير، عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماع طارئ بوزيري الداخلية والدفاع، كما أعلن الجيش المصري حالة الطوارئ القصوى شمال سيناء، رافقها إغلاق لجميع المنافذ من وإلى مدينة العريش، في محاولة من الجيش لحصار منفذي العملية المفترضين، كما أعلنت وزارة الصحة المصرية عن ارسال تعزيزات من الأطقم الطبية والتجهيزات والأدوية إلى المنطقة.
وقال رئيس هيئة الإسعاف أحمد الانصاري، بحسب بيان وزارة الصحة، إنه تم إرسال خمسين سيارة إسعاف الى المنطقة.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة خالد مجاهد، أنه تم نقل المصابين إلى مستشفيات قريبة. وذكرت تقارير إعلامية مصرية، أن المسجد يعود لإحدى الطرق الصوفية المحلية في مصر، وتسمى الطريقة "الجريرية"، وقد فتح تحقيق في الهجوم من طرف وزارة الداخلية المصرية.
في السياق، أوضح زعيم قبلي يرأس مجموعة من البدو تقاتل تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، في المنطقة لوكالة "فرانس برس"، إن الصوفيين معروفون بارتيادهم المسجد المستهدف اليوم.
وعقب هذا الحادث الإرهابي، أعلنت رئاسة الجمهورية المصرية، الحداد لمدة ثلاثة أيام في جميع أنحاء البلاد.