في الجزء الثالث من من نتائج البحث الوطني حول العنف ضد النساء والرجال لسنة 2019، والذي أصدرته المندوبية السامية للتخطيط، اليوم الأربعاء 21 أبريل، يسلط الضوء على أسباب العنف الممارس في الأماكن العامة ضد النساء والرجال.
وجاءت نتائج البحث من خلال مذكرة، توصل "تيلكيل عربي" بنسخة منها اليوم الأربعاء 21 أبريل، تسلط الضوء على الاختلافات الرئيسية المتعلقة بتجليات العنف عند النساء والرجال، وكذا تصورات الرجال حول العنف من أجل فهم أفضل لظاهرة العنف بمختلف مجالاتها وأشكالها.
الفقر وتعاطي المخدرات والكحول
وجاء في نتائج البحث أنه بغض النظر عن خصائصهم الاجتماعية والديموغرافية، تم ذكر ثلاثة عوامل رئيسية لحدوث العنف في الفضاء العام من قبل الرجال، ويتعلق الأمر بالفقر (40٪)، تعاطي المخدرات والكحول (21٪)، المستوى التعليمي والثقافي المتدني لمرتكبي العنف (8٪).
وأشارت إلى استمرار النموذج التقليدي لتقاسم الأدوار بين الرجل والمرأة داخل الأسرة لدى الرجال القرويين والفئة الأقل تعليما والأكبر سنا
كما تم رصد تصورات الرجال حول علاقات السلطة والسلطة المرتبطة بالنوع الاجتماعي من أجل توضيح الأعراف الاجتماعية المرتبطة بتجارب العنف بأشكاله المختلفة وفي جميع مجالات العيش بما في ذلك المجال الزوجي.
وهكذا، تم رصد آراء المستجوبين حول عدة مواضيع: حول مفهوم الذكورة ومسألة تقاسم السلطة والتشاور بين النساء والرجال داخل الأسرة وكذا بشأن اللجوء إلى استخدام العنف ضد المرأة كوسيلة لحل الخلافات وتقبل العنف الزوجي وأسبابه الاجتماعية.
اقرأ أيضاً: 94٪ من الرجال يتعرضون للعنف النفسي داخل بيت الزوجية
في ما يتعلق بتقسيم الأعمال المنزلية بين الرجال والنساء، صرح ما يقرب من 9٪ من الرجال بشكل قاطع أن "مشاركة الرجل في الأعمال المنزلية تحط من قدره وتقلل من قيمته". وتبقى هذه النسبة أعلى بين الرجال القرويين (12٪ مقابل 6٪ من الحضريين) وبين الذين ليس لديهم أي مستوى تعليمي (15٪ مقابل 5٪ لمن لديهم مستوى عال) وبين الرجال الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة فأكثر (12٪ مقابل 8٪ للبالغين من العمر 15 إلى 24 سنة).
وبالمقابل، يتفق أكثر من نصف الرجال على أن "أهم دور للمرأة هو الاهتمام بالشؤون المنزلية": 31٪ يتفقون تماما و23٪ يتفقون إلى حد ما.
ويمكن القول، حسب نتائج البحث، إن تمثلات الذكورة يمكن أن يكون لها تأثير على مفهوم السلطة والقوة في العلاقات بين الجنسين.
وفي ما يتعلق بتقاسم السلطة داخل الأسرة بين المرأة والرجل، ف 15٪ من الرجال يعارضون بشكل قاطع تقاسم السلطة بين الزوجين و10٪ يعارضونها إلى حد ما. ويتم التعبير عن التصورات المعارضة بشكل قاطع لتقاسم السلطة بين الزوجين بالخصوص من قبل الرجال القرويين (18 ٪ مقابل 14 ٪ بين الحضريين) ومن بين الذين ليس لديهم أي مستوى تعليمي (22 ٪ مقابل 11 ٪ بين أولئك الذين لديهم مستوى تعليمي عالٍ).
وفي نفس السياق، فإن غالبية الرجال (63٪) والقرويين بالخصوص (70٪ مقابل 59٪ من الحضريين) يجدون أنه من الطبيعي أن تكون الكلمة الأخيرة للزوج في جميع المسائل المتعلقة بشؤون الأسرة. وتبلغ هذه النسبة 74٪ بين الرجال دون أي مستوى تعليمي مقابل 45٪ بين الحاصلين على مستوى تعليمي عال.
كما أن هناك جانب آخر للسلطة الذكورية تم التطرق إليه ويتعلق بالتعبير عن الآراء بين الشركاء. وهكذا فإن 33٪ من الرجال لا يقبلون أن تتعارض المرأة مع رأي شريكها حتى لو لم تقتنع به. وترتفع هذه النسبة بشكل خاص بين الرجال القرويين (41٪ مقابل 28٪ من الرجال في المدن)، والرجال الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة فأكثر (38٪ مقابل 32٪ بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 سنة) والرجال الذين ليس لديهم أي مستوى تعليمي (44٪ مقابل 16٪ بين الرجال الحاصلين على تعليم عالٍ).
وأوردت نتائج البحث أنه يبدو أن آراء الرجال متناقضة تمامًا فيما يتعلق بمسألة السلطة بين الزوجين. وقد يكون هذا التناقض بسبب الفجوات الموجودة بين التصورات والمواقف الفعلية.
وتابعت أنه غالبًا ما تكون العلاقات المتحيزة للسلطة والقوة بين الجنسين من الأسباب الرئيسية للعنف المرتكب خاصة في مجالات العيش حيث يكون هذا النوع من العلاقات متكررًا ولاسيما في المجال الزوجي.
كما أن التصورات المتناقضة للسلطة وللذكورة في المجتمع تتطلب دراسة أشكال تقبل العنف ضد المرأة، الاجتماعية والنفسيةـ يضيف بحث المندوبية السامية للتخطيط.