تشير تجربة حديثة إلى أن الأشخاص الذي يعانون من الأرق ويحصلون على علاج سلوكي معرفي عن طريق الإنترنت ربما تتراجع حدة الأعراض لديهم أكثر ممن يحصلون فقط على نصائح لتحسين نومهم.
واختار الباحثون عشوائيا 1700 من مرضى الأرق إما لتلقي العلاج السلوكي المعرفي عبر الإنترنت أو ما يعرف بتعليم عادات وسلوكيات النوم الصحية التي تستهدف تحسين موعد النوم المعتاد والتشجيع على تجنب مواد مثل الكافيين والكحوليات التي يمكن أن تؤثر على النوم.
واستخدمت مجموعة العلاج السلوكي المعرفي برنامجا يطلق عليه اسم "سليبيو" وتطبيق "آي.أو.إس" المرتبط به، والذي يقدم جلسات علاج مدة كل منها 20 دقيقة يمكن الأشخاص الحصول عليها لما يصل إلى 12 أسبوعا.
وذكر الفريق البحثي لدورية "غاما للطب النفسي" أن المرضى أبلغوا عن تحسن في أعراض الأرق بعد أربعة وثمانية و24 أسبوعا من تلقي العلاج السلوكي المعرفي من خلال الإنترنت أكبر مما شعروا به مع تعلم عادات النوم الصحية.
وقال قائد فريق البحث كولن إسبي، المشارك في تأسيس شركة "بيغ هيلث" التي طورت برنامج "سليبيو"، "هذه الدراسة الجديدة تشير إلى أن العلاج السلوكي المعرفي الرقمي يمكن أن يساعد من يعانون من الأرق ليس فقط على نوم أفضل وإنما على التمتع بصحة ونوعية حياة أفضل".
وأضاف عبر البريد الإلكتروني "كما تسلط الضوء على نتائج سابقة بأن النوم يسهم في تحسين الصحة العقلية".
ويمكن للعلاج السلوكي المعرفي أن يدرب المرضى على أساليب للتغلب على العوامل العقلية (أو المعرفية) المرتبطة بالأرق، مثل تداعي الأفكار والقلق وغيرها من المشاعر السلبية التي كثيرا ما تصاحب عدم القدرة على النوم.
وأظهر بحث سابق أن العلاج السلوكي المعرفي يمكن كذلك أن يساعد الذين يعانون من اضطرابات النوم على اتباع روتين صحي لموعد النوم وتحسين أنماطه.