دخل تطبيق "واتساب" للرسائل الفورية على خط قضية تورط شركة معلومات إسرائيلية بالتجسس على ناشطين لحقوق الإنسان في أكثر من بلد، بعدما رفعت شركة "واتساب" دعوى قضائية ضد "إن.إس.أو" الإسرائيلية في كاليفورنيا الأمريكية أول أمس الثلاثاء.
وقالت WhatsApp إنها تعتقد أن التقنية التي باعتها NSO، استخدمت لاستهداف الهواتف المحمولة لأكثر من 1400 من مستخدميها في 20 دولة مختلفة خلال فترة 14 يوما من نهاية أبريل إلى منتصف ماي الماضيين.
وفي هذه الفترة القصيرة، تعتقد WhatsApp أن الهجمات الإلكترونية، استهدفت أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان والمحامين والشخصيات الدينية البارزة والصحفيين المعروفين والمسؤولين في المنظمات الإنسانية.
من جانبها، عقبت منظمة العفو الدولية، عبر بلاغ توصل "تيلكيل عربي" بنسخة منه، بأن دعوى شركة "واتساب" ضد الشركة الإسرائيلية، يؤكد ما كانت أعلنته المنظمة في وقت سابق من هذا الشهر، خاصة ما يتعلق باستهداف نشطاء وسياسيين وصحافيين في أكثر من بلد.
وقالت دانا إنغلتون، نائبة مدير برنامج التكنولوجيا في منظمة العفو الدولية، إن برامج التجسس التي تنتجها مجموعة "إن.إس.أو" الإسرائيلية قد استُخدمت لاستهداف أكثر من 100 ناشط حقوقي، وأن مجموعة "إن.إس.أو" لاتزال تجني أرباحا من منتجات برامج التجسس الخاصة بها التي تستخدم لترهيب وتعقب ومعاقبة عشرات المدافعين عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
وأشادت المنظمة بما اعتبرته موقفا صارما من "واتساب" ضد هذه الهجمات الخبيثة، بما في ذلك جهودها لمحاسبة مجموعة "إن.إس.أو" في المحاكم.
وأضاف البلاغ "تقول مجموعة "إن.إس.أو" إن برامج التجسس الخاصة بها تهدف فقط إلى "منع الجريمة والإرهاب"، ولكن بدلا من ذلك يتم استخدام أدوات المراقبة المنتهكة للخصوصية، التابعة للمجموعة، في ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وأضافت منظمة العفو الدولية أن الطريقة الأكثر أمانا لمنع وصول منتجات برامج التجسس التابعة لـ"إن.إس.أو" إلى الحكومات التي تخطط لإساءة استخدامها، هي "إلغاء ترخيص التصدير الممنوح للشركة. ولهذا السبب، تدعم منظمة العفو الدولية، الأسبوع المقبل، النظر في قضية قانونية في محكمة تل أبيب المحلية لإجبار وزارة الدفاع الإسرائيلية على القيام بهذا الأمر تماما".
وأول أمس الثلاثاء 29 أكتوبر، قالت "واتساب" إن برنامج التجسس التابع لمجموعة "إن.إس.أو" تم استخدامه لاستغلال ثغرة أمنية في التطبيق لاستهداف حوالي 1400 شخص في الفترة بين أبريل وماي 2019.
ووفقا لـ"واتساب"، فإن مائة من هؤلاء المستهدفين هم من مدافعي حقوق الإنسان في بلدان حول العالم. فقد سمحت الثغرة الأمنية، التي كشفت لأول مرة في شهر ماي، للمهاجمين بتثبيت برامج التجسس عن طريق الاتصال بالشخص المستهدف باستخدام تطبيق "واتساب".
و يوم الخميس المقبل، 7 نونبر، من المقرر أن تنظر محكمة تل أبيب المحلية في قضية قانونية بحجة أن وزارة الدفاع الإسرائيلية يجب أن تلغي ترخيص التصدير الممنوح لمجموعات "إن.إس.أو". وقد استُخدم برنامج بيغاسوس Pegasus التابع للشركة لاستهداف الصحفيين والناشطين في جميع أنحاء العالم، من بينها المغرب والمملكة العربية السعودية والمكسيك والإمارات العربية المتحدة. كما استُهدف أحد موظفي منظمة العفو الدولية باستخدام برامج خبيثة تابعة لـمجموعة "إن.إس.أو".
والدعوى القانونية مرفوعة من قرابة 30 من أعضاء ومؤيدي منظمة العفو الدولية في إسرائيل، وآخرين من مجتمع حقوق الإنسان. وتدعم منظمة العفو الدولية هذا الإجراء كجزء من مشروع مشترك مع معهد بيرنشتاين لحقوق الإنسان التابع لجامعة نيويورك، ومركز العدالة العالمية التابع لجامعة نيويورك، والذي يسعى إلى تحقيق العدالة للمدافعين عن حقوق الإنسان الذين يُستهدفون ببرامج خبيثة.