تفاصيل مواجهة ساخنة بين دفاع بوعشرين والنيابة العامة خلال جلسة محاكمته

من أطوار محاكمة توفيق بوعشرين
تيل كيل عربي

لم ينته بعد التوتر والمواجهة بين دفاع الضحايا المفترضات ودفاع توفيق بوعشرين، مدير يومية "أخبار اليوم" و"اليوم 24"، خلال ثالث جلسة لمحاكمته، والتي تعقد اليوم الخميس بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء. وعرفت الجلسة مواجهة قانونية بين النقيب محمد زيان، وممثل النيابة العامة، حول الطعون التي تقدم بها محامي بوعشرين وطلبه اعفاء إحدى المصرحات من حضور جلسات المحاكمة. كما عرفت مواجهة ثانية بين المحامي الإدريسي ونائب الوكيل العام للملك، حول قول الأخير بأن "دفاع بوعشرين يرهب الضحايا".

وعرفت الجلسة سقوط ثاني ضحية مفترضة مغشياً عليها، وهي خلود جابري، ليتدخل عناصر الوقاية المدنية لاسعافها، ووقع ذلك خلال نقاش الطعن في شهادة طبية تقدمت بها للمحكمة، تبرر ظروف غيابها عن العمل في موقع "اليوم 24" منذ انطلاق فصول هذه القضية.

زيان وقضية "تزوير" محضر عفاف

فبعد أن رفعت الهيئة القضائية الجلسة للمرة الثالثة للمداولة في ملتمس اعمال مقتضيات المادة المتعلقة بجرائم الجلسات من قانون المسطرة الجنائية، وملتمس اعفاء المصرحة وفاء برناني من المثول والحضور، دخل دفاع الطرفين في جدال حاد تعالت معه الأصوات ولم ينته حتى قررت هيئة الحكم رفع الجلسة مرة أخرى.

وكان زيان طالب هيئة الحكم بإعفاء عفاف برناني من الحضور أولا، لأنها متابعة في قضية جنحية بعد اتهامها لضابط الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، محرر محضر الاستماع إليها بـ"الزور"، موضحا أنه كدفاع، تقدم بقضية الطعن بـ"الزور في محاضر الفرقة الوطنية".

اقرأ أيضاً: الهيني ينتصب ضد بوعشرين وزيان يشعل المحاكمة

وتقدم زيان بالاعتذار لباقي زملائه من الدفاع، عما بدر منه داخل الجلسة، قبل أن يقول: "تقدمنا بالطعن بالزور لأن المحاضر رسمية لا يطعن فيها إلا بالزور، وجاو لبرناني بأمر من النيابة العامة مع 7 ديال الصباح.. واش هذا ماشي ترهيب؟" وأضاف:  "قالوا ليها واش عرفتي زيان أش دار فيك.. خلاك كتهمي الوكيل العام بالزور، يال أبنتي أنت ما قلتي ليه والو، هو دار هادشي منو لراسو".

وتابع زيان بنبرة أثارت السخرية داخل قاعة الجلسات "بغاو يديروني بحال ايلا كنلعب او كنخور، أنتم تهددوني ومابغيتوش تفهمو..أنا ماكتخافش منكم وأخاف من الله فقط، وفي محمد السادس، طمعا في حبه للوطن وللمبادئ السامية"، قبل أن يلتمس اعفاء برناني من الحضور أمام المحكمة قائلاً: "البنت لم تتهم مشغلها بالتحرش الجنسي، وقالت ما عندي علاقة بالملف، ولم يسبق لي أن أقمت أية علاقة جنسية مع أي رجل".

وتدخل ممثل الحق العام بعد تصريحات زيان، مشيرا إلى أن المحكمة بدأت في تلقي الطلبات الأولية والدفوعات الشكلية، قبل التأكد من هوية المتهم وإشعاره بالتهم الموجهة إليه، معتبراً ذلك "خرقاً مسطرياً"، وتوجه ممثل النيابة العامة، بالحديث لدفاع المتهم الذي رفض تدخلها، ورد الأخير بالقول: "أثرتم الدفوع والطعن بالزور وأشرتم إلى عدم معرفتنا بالإجراءات المسطرية، وهذا هو أول إجراء مسطري يجب أن يتخذ قبل مناقشة القضية".

مواجهة بين الدفاع والنيابة العامة

وفي سياق الجدل بين النيابة العامة ودفاع توفيق بوعشرين، اتهم المحامي عبد الصمد الإدريسي، ممثل النيابة العامة بـ"تهديد الدفاع داخل الجلسة".

 واعتبر الدفاع أن "الوكيل العام قال كلاماً خطيراً لا يمكنه السكوت عنه، ويتعلق بارهابنا للضحايا"، معتبرا أنه "كلام يسيء للمغرب ولمؤسسة النيابة العامة في جلسة نظامية وهو تهديد للدفاع".

 والتمس الدفاع سحب الوكيل العام لكلامه "سواء كان تعبيرا عن رأيه الشخصي أو تعبيرا عن رأي المؤسسة التي يمثلها".

وكان الوكيل العام قال إن "الشهادة التي أدلت بها خلود جبري وثيقة شخصية سلمت من طرف طبيب ملزم بضوابط السر المهني، ولا يحق لأي شخص أن يحصل عليها". وجاء ذلك في تعقيبه على ما أثاره دفاع بوعشرين، وتقديمه للمحكمة الشهادة الطبية التي أدلت بها المشتكية خلود جابري، لإدارة يومية "اخبار اليوم" في إطار قانون الشغل، تبرر غيابها عن العمل بسبب مرضها.

وأضاف الوكيل العام أنها وثيقة رسمية يطعن فيها بـ"الزور"، ولا تمت لهذه النازلة بصلة، ولا تتعلق بموضوع القضية، قائلا "إذا كان هناك ضرر يجب على الجهة المتضررة أن تتجه للقضاء".

وتابع الوكيل العام أن "الاستناد إلى هذه الشهادة يشكل ضغطا على الضحايا"، ملتمساً رد الشهادة للمتقدم بها ورفض جميع الطلبات المتعلقة بها. كما عقب الوكيل العام على ما قاله الدفاع واعتبره "تهديدا" بكونه غير مسؤول عن "سوء فهم أو خلط لكلامه".

بعد كل هذا، انسحبت المحكمة للمداولة في الملتمسين، وبعدها ستشرع في مناقشة القضية باستنطاق المتهم.