نائب العثماني يهاجم الوزير العلمي:حزبكم خلق البلوكاج وأفشل بنكيران.. فلماذا أنتم باقون في الحكومة؟!

سليمان العمراني رفقة عبد الإله بنكيران
تيل كيل عربي

وجه نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية سليمان العمراني، انتقادات حادة لوزير الشباب والرياضة القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار رشيد الطالبي العالمي، على خلفية كلمة الأخير خلال ملتقى لشبيبة حزبه نهاية الأسبوع الماضي بمراكش، اعتبر فيها أن "مشروع حزبه يناقض مشروع حزب العدالة والتنمية"، بل ذهب حد القول، إن "هناك معركة بين مشروعين.. مشروع ندافع عنه كمغاربة كاملين والذي عشنا فيه وكبرنا ومشروع آخر دخيل (...) باغين يخربو البلاد باش يساهل ليهم أنه يوضعو يديهم على البلاد. ويجب مواجهة هاد المشروع الذي يريد تخريب البلاد".

كلام سليمان العمراني الشديد اللهجة، والذي وصل حد تذكير "الأحرار" بعدد مقاعدهم في البرلمان، وسؤالهم عن جدوى بقائهم في الحكومة، وإشارة صريحة منه إلى أن حزب أخنوش "هو من أفشل عبد الإله بنكيران في تشكيل حكومته"، نشره في رسالة على حسابه الخاص في موقع "فيسبوك"، صباح اليوم الإثنين.

العمراني،  الذي أكد ل "تيل كيل عربي" أن الكلام يعود له، وأن الصفحة صفحته وأن الموقف موقفه، وصف كلمة رشيد الطالبي العالمي، بـ"المواقف الخطيرة والمسيئة وغير المقبولة"، وأضاف أنها، " تنتهك بشكل سافر ميثاق الأغلبية الذي يعتبر حزبكم من بين الموقعين عليه، وهو الذي نص على 'الحرص على تماسك الأغلبية وعدم الإساءة للأحزاب المكونة لها دون أن يمنع ذلك من الحق في النقد البناء، وفي جميع الحالات تعمل الأحزاب المكونة للأغلبية على حل خلافاتها من داخل آليات الميثاق''.

وذكر نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، رشيد الطالبي العلمي، بموقف الحزب من تصريحات سابقة لعبد العالي حامي الدين، هاجم فيها حزب التجمع الوطني للأحرار، وقال بهذا الصدد: "ولأن الشيء بالشيء يذكر فأذكرك ومن معك أني رددت على أخي عبد العلي حامي الدين قبل شهر ونصف على موقفه ضد حزبك، رغم أنه ليس عضوا في الأمانة العامة لحزبنا كما أنتَ في حزبك، مع العلم أن موقف الأخ عبد العلي إذا كان معيبا في شكله فقد يكون له أساس موضوعي يستدعي إذا كان الأمر كذلك التعبير عنه عبر القنوات المتاحة، وهذا منهجنا المبدئي والثابت في الوفاء لحلفائنا واحترام التعاقدات التي تجمعنا معهم في عدم قبول الإساءة منا إلى أي حزب من أحزاب الأغلبية خارج الانتقاد البناء والموضوعي".

وعاب لسيمان العمراني على وزير الشباب والرياضة، قوله، إن "حزب العدالة والتنمية لم يحصل على العدد الكاف من الأصوات للمرور إلى الدور الثاني في تنفيذ مشروعه"، واعتبر هذا الحديث "إساءة"، لأنه "موجه لحزب يقود الأغلبية الأحرار من مكوناتها ويرأس الحكومة التي أنتم جزء منها وهو وزير فيها".

وتابع المتحدث ذاته، وجهاً كلامه مباشرة لرشيد الطالبي العالمي: "هذا الوصف الذي قصدته دون أن تقوله باللفظ، وخلقت تقابلا بين مشروع قلتَ إنكم تدافعون عنه أنتم وجميع المغاربة مع مشروع دخيل هو مشروع حزب العدالة والتنمية، وقلتَ إننا نريد تخريب البلاد ليسهل علينا وضع يدنا عليها؟".

نائب سعد الدين العثماني، رفع من إيقاع انتقاداته لتصريحات رشيد الطالبي العالمي، ووجه له كلاماً شديد اللهجة بنبرة من التحدي، حين قال: "لستُ في حاجة إلى الدلالة على المنهج التعاوني والتوافقي لحزب العدالة والتنمية في تدبير الشأن العام، فهو أبرز من نار فوق علم كما يقال، لكن دعني أقل لك إن هذا (المشروع الهيمني التخريبي') هو الذي نال الثقة الكبيرة للمغاربة في اقتراعات 25 نونبر 2011 و4 شتنبر 2015 و7 أكتوبر 2016، فهل تجرؤ على وصف المغاربة بـ(جريمة) دعم مشروع تلك مواصفاته يقود الحكومة للمرة الثانية على التوالي ويرأس أغلب المدن الكبرى؟".

واسترسل العمراني، في تساؤلاته، بالقول: "هل يمكن أن تصف المغاربة بالقاصرين؟ هل هذه هي الديمقراطية؟ وقد قال القدماء "رمتني بدائها وانْسَلَّت".

العمراني وصلت انتقاداته حد العودة إلى حجم حزب التجمع الوطني للأحرار داخل البرلمان، وخاطب رشيد الطالبي العالمي هنا: "فإني أسألك: هل نسيتَ أن حزبك لم يتجاوز بالكاد 37 مقعدا، لكنه تحكم بقدرة قادر في مفاوضات تشكيل الحكومة التي أسندت مهمة تشكيلها للأستاذ عبد الإله ابن كيران الذي نال حزبه بقيادته 125 مقعدا وعمل على ليِّ الذراع وأثمرت مساعيه ''غير الحميدة" في خلق البلوكاج.".

واتهم العمراني "الأحرار" بشكل مباشر بـ"افشال عبد الإله بنكيران في تشكيل الحكومة"، وكتب بهذا الصدد: "في المرة الأولى أفشلتم مهمته لتشكيل الحكومة وقد أبطأ المفاوضات من أجل ذلك أسابيع من أجلكم، والثانية لما وفَّى لك شخصيا تمام الوفاء وهو رئيس للحكومة وقاد بنجاح مهمة انتخابك رئيسا لمجلس النواب وهو المنصب الذي لم تنله بكد يمينك وكنت خائفا عليه تترقب".

ووجه نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سؤالا مباشرا لرشيد الطالبي العالمي، مفاده: "لماذا أنتم باقون في حكومة يقودها حزب بالمواصفات التي ذكرتَ؟ ولماذا تبقى هذه الحكومة أصلا؟ شيء ما ليس على ما يرام... نريد أن نعرف. هل هذا موقف شخصي رغم خطورته أم هو موقف الحزب؟ لا بد من الوضوح".