أسر المحتجزين في ليبيا تحتج أمام وزارة الخارجية

أسر المغاربة المحتجزين في ليبيا/ت: التنيوني
الشرقي الحرش

نظم العشرات من عائلات المغاربة المحتجزين في ليبيا، الذين تم اعتقالهم حينما كانوا يتحينون الفرصة للوصول إلى ايطاليا وقفة احتجاجية، صباح اليوم الاثنين، أمام مقر وزارة الخارجية بالعاصمة المغربية الرباط.

وردد المشاركون في الوقفة شعارات تطالب المسؤولين المغاربة، خاصة وزير الخارجية ناصر بوريطة بالتدخل لوضع حد لمعاناة المحتجزين، الموزعين على عدد من مراكز الاحتجاز بليبيا كزوارةد وتاجراء وطريق السكة بطرابلس.

المحتجون الذين قدموا من مدن بني ملال وخريبكة والجديدة وجرسيف وفاس وغيرها رددوا شعارات منددة بتباطؤ الخارجية المغربية في حل مشكلة المحتجزين من قبيل"يا وزير يا مسؤول هادشي ماشي معقول، "وفيق فيق يا مسؤول ولادنا في السجون"، "ولا للوعود الكاذبة" وعلاش جينا واحتجينا ولادنا اللي بغينا".

عبد الرحيم اوزيم، من زاوية الشيخ، أخ عاشور أوزين المحتجز بمركز تاجراء كشف في تصريح ل"تلي كيل عربي" أنها ليست المرة الأولى التي ينظمون فيها وقفة احتجاجية أمام وزارة الخارجية دون أن يستجيب أحد لمطالبهم.

وأوضح أوزيم أن شقيقه الذي كان يشتغل سائقا غادر المغرب في أوائل شتنبر الماضي نحو الجزائر، ومن تم إلى ليبيا أملا في الوصول إلى ايطاليا من أجل تغيير وضعه المعيشي، وإعالة أسرته الصغيرة، قبل أن يجد نفسه محتجزا في مركز تاجراء لدى السلطات الليبية.

اوزيم، أوضح أنه هو الذي تكفل شخصيا بإعالة زوجة أخيه وابنته الصغيرة، في انتظار تحمل السلطات المغربية لمسؤوليتها، وإعادة شقيقه إلى حضن أسرته.

والتمس أوزيم من الملك محمد السادس التدخل شخصيا لإنهاء معاناة المغاربة المحتجزين في السجون الليبية، وتخليصهم من الأوضاع المزرية التي يعيشونها، والتي لا تخلو من "التكرفيس"، وسوء المعاملة.

وأضاف المتحدث ذاته، "أنا أشارك في وقفة احتجاجية للمرة الثالثة أمام وزارة الخارجية، لكن لا أحد يهتم بنا، لذلك قررنا أن نخوض اعتصاما مفتوحا أمام الوزارة إلى حين ايجاد حل لهذا المشكل".

من جهتها، قالت المجرد حجيبة، شقيقة المجرد محمد المحتجز بدوره في مركز تاجراء بليبيا"إنها تأتي للاحتجاج أمام وزارة الخارجية للمرة الثامنة دون جدوى" . وأضافت"جئنا لنناشد الملك محمد السادس وباقي المسؤولين المغاربة من أجل التدخل لإرجاع المحتجزين إلى عائلاتهم، نطالب بإرجاعهم إلى المغرب وإنهاء معاناتهم فقط"، مشيرة إلى أن شقيقها الذي يقطن في مدينة الرباط دخل الأراضي الليبية عبر الجزائر، حيث مكث لمدة شهرين عند أحد متزعمي الهحرة السرية،  قبل أن يتم اعتقاله.

حجيبة قالت إنها ضاقت ذرعا بالوعود الكاذبة للمسؤولين، ففي كل مرة يقولون إنهم سيعيدونهم، دون أن نرى لذلك اثرا على أرض الواقع، مبرزة أن عائلات المحتجزين ستنظم اعتصاما مفتوحا أمام وزارة الخارجية اذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم. بدوره، قال الحسين من فاس شقيق أحد المحتجزين بمركز زوارة إن الوقفة تأتي استكمالا لسلسة من الوقفات التي تم تنظيمها امام وزارة الخارجية دون أن نتلقى ردا واضحا من الحكومة المغربية بإنهاء معاناة المحتجزين.

الحسين، كشف أن  أخاه البالغ من العمر 27 سنة كان يشتغل حلاقا، قبل أن يتجه إلى ليبيا عن طريق الجزائر ، أملا في الوصول لى ايطاليا بحثا عن وضع أفضل بعدما ضاقت به سبل العيش في المغرب، مضيفا "لو وجد شقيقي ظروف عيش أفضل هنا، لما غامر بحياته، وها هو الآن معتقل في مركز معروف بالتعذيب وسوء المعاملة دون أن تتدخل السلطات المغربية لإنقاذه رفقة باقي المحتجزين".

 وكان مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة قد صرح ان " اعادة المغاربة المحتجزين في ليبيا تحظى بالاولوية لدى الحكومة

جاء ذلك في ندوة صحفية عقب انعقاد المجلس الحكومي صباح الخميس الماضي بالرباط، مبرزا ان وزارة الخارجية تشتغل بجدية وتتابع وضعية المغاربة العالقين في ليبيا من أجل أن تنجح عملية ترحيلهم، كما نجحت العملية السابقة التي اسفرت عن اعادة 200 مواطن مغربي كانوا محتجزين في ليبيا.

 وأوضح الخلفي ان الوزارة المعنية تشتغل بطريقة مكثفة مع باقي القطاعات، وقطعت مراحل متقدمة من اجل انجاح عملية العودة.

من جهة اخرى، اوضح الخلفي لموقع "تيلكيل عربي" ان عملية الترحيل تقتضي أولا التاكد من هويات العالقين ومغربيتهم، مشيرا الى ان الملف يحظى بمتابعة لصيقة من قبل الجهات المعنية، وسيتم انجاح عملية العودة هذه المرة كما نجحت سابقتها.