أغرب الفتاوى (4).. تحريم الأكل بالملاعق

تيل كيل عربي

تواصل "تيل كيل عربي" عرض أغرب الفتاوى التي جاءت على لسان بعض علماء الاسلام ودونتها كتبهم. هذه المرة في هذه الحلقة (4) حرموا الأكل بالملاعق.

وبالرجوع إلى كتاب أحمد العرفج الذي لم طرائف الفتاوى، يذكر الكاتب أن الشّيخ حمود بن عبد الله التّويجري في كتابه “الإيضاح والتّبيين، حول التشبه بغير المسلمين "المشركين، قال: "من التّشبّه بأعداء الله تعالى الأكل بالملاعق ونحوها من غير ضرر بالأيدي، وكذلك الجلوس للطّعام على الكراسي ونحوها مما يتّكئ الجالس عليه ويتمكّن في جلوسه، وكذلك ترتيب سماطات الطّعام وأوانيه على الزّي الإفرنجي، وكلّ هذا مخالف لهدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، الذي هو أكمل الهدى على الإطلاق. فأمّا هديه صلّى الله عليه وسلّم في الأكل فقد كان يأكل بثلاثة أصابع، ويلعقها إذا فرغ"، وفق تعبيره.

الشّيخ العلامة، يعزز ما ذهب إليه بسرد بعض الأحاديث الدّالة على الأكل باليد، ومنها حديث جاء في الصّحيحين "عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا أكل أحدكم طعاماً فلا يمسح يده حتّى يلعقها، أو يُلعقها."، وفي رواية للإمام أحمد: "إذا أكل أحدكم فلا يمسح يده بالمنديل حتّى يلعقها أو يُلعقها".

ويعود صاحب الكتاب إلى الاستشهاد بالشّيخ المصري أحمد محمّد شاكر، في تعليقه على هذا الحديث بقوله: "هذا الحديث ممّا يتحدّث فيه المترفون المتمدّنون، عبيد أوروبا في بلادنا، يستنكرونه. والمؤدّب منهم من يزعم أنّه حديث مكذوب، لأنّه لا يُعجبه، ولا يوافق مزاجه، فهم يستقذرون الأكل بالأيدي، وهي آلة الطّعام التي خلقها الله، وهي التي يثق الآكل بنظافتها وطهارتها، إذا كان نظيفًا طاهرًا كنظافة المؤمنين، أمّا الآلات المصطنعة للطّعام فهيهات أن يطمئنّ الآكل إلى نقائها، إلا أن يتولى غسلها بيده، فأيّهما أنقى؟ ثمّ ماذا في أن يُلعق أصابعه غيره إذا كان من أهله، أو ممّن يتّصل به ويُخالطه، إذا وثق كلٌّ منهما من نظافة صاحبه وطهره، ومن أنّه ليس به مرض يخشى، أو يُستقذر".

ويرد الشيخ التويجري على كل من اجاز الأكل بالملاعق، حيث يؤكد على ضرورة لحس القصعة، مستشهداً بما جاء في المسند وجامع التّرمذي وسنني أبي ماجة والدّارمي وتاريخ البخاري أن الرسول (ص) قال: "من أكل في قصعة ثمّ لحسها استغفرت له القصعة". ويختم الشّيخ الفصل بقوله: "والقول في أكل اللّحم بالأشواك التي أحدثها أهل المدينة من الإفرنج وأشباههم كالقول في الأكل بالملاعق سواء، فكلاهما أولى بالاستقذار من الأكل بالأيدي".