إسرائيل ماضية في خطة شن هجوم على رفح رغم التحذيرات من "كارثة"

أ.ف.ب / تيلكيل

لا تزال إسرائيل ماضية في خطتها لشن هجوم على مدينة رفح المكتظة بحوالي 1,5 مليون فلسطيني، رغم التحذيرات الدولية المتزايدة والمفاوضات الجارية، سعيا للتوصل إلى هدنة مع حركة "حماس" في قطاع غزة.

وعلى جبهة أخرى، نفذت إسرائيل، يوم أمس الأربعاء، غارات جوية على جنوب لبنان أوقعت تسعة قتلى، على الأقل، وفق مصادر لبنانية، بعد مقتل جندية في شمال إسرائيل، جراء صاروخ أطلق من الجانب الآخر من الحدود، وسط دعوات دولية لتفادي اتساع رقعة الحرب.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، بعد لقائه قادة عسكريين قرب الحدود اللبنانية، إن "الحملة المقبلة لإسرائيل ستكون هجومية للغاية"، بعد أربعة أشهر من القصف اليومي المتبادل عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله المدعوم من إيران وحليف حركة "حماس".

وكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، على حسابه الرسمي على تطبيق "تلغرام": "سنقاتل حتى النصر الكامل، وهو ما يتضمن تحركا قويا في رفح، وذلك بعد السماح للسكان المدنيين بمغادرة مناطق القتال".

وفي قطاع غزة المحاصر والمدمر، يتركز القصف، حاليا، على المناطق الجنوبية، وخصوصا مدينتي خان يونس؛ حيث لجأ آلاف النازحين إلى مستشفى ناصر، الذي يحاصره الجيش الإسرائيلي، ورفح على الحدود المصرية المغلقة.

ويتجمع، بحسب الأمم المتحدة، نحو 1,4 مليون شخص، معظمهم نزحوا بسبب الحرب، في هذه المدينة التي تحولت إلى مخيم ضخم، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في القطاع التي لم يقدم الجيش الإسرائيلي، حتى الآن، على اجتياحها بريا.

وبعد أن أبدت الولايات المتحدة، حليف إسرائيل الرئيسي، معارضتها لشن هجوم على رفح بدون "ضمانات" بشأن أمن المدنيين، حذرت أستراليا وكندا ونيوزيلندا، اليوم الخميس، إسرائيل، من النتائج "الكارثية" لمثل هذا الهجوم.

وحضت دول الكومنولث الثلاث، في بيان مشترك نادر من نوعه، حكومة نتانياهو، "على عدم سلوك هذا المسار"، مؤكدة أن "نحو 1,5 مليون فلسطيني لجأوا إلى هذه المنطقة (...)، ولا يوجد، ببساطة، أمام المدنيين، أي مكان آخر يذهبون إليه".

وأفادت وزارة الصحة في حكومة "حماس"، اليوم الخميس، عن سقوط 107 قتلى، معظمهم من النساء والأطفال، جراء القصف الليلي على قطاع غزة.

وذكرت الوزارة سقوط قتيل وعدد من الجرحى، جراء قصف طال قسم العظام في مجمع ناصر الطبي في خان يونس.

وفي الأثناء، تتواصل المفاوضات بوساطة قطرية ومصرية، سعيا للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية تشمل إطلاق سراح رهائن جدد.

وبعد اجتماع، أول أمس الثلاثاء، في القاهرة، شارك فيه مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، ورئيس الموساد، ديفيد برنيع، ورئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومسؤولون مصريون، تتواصل المفاوضات حتى غد الجمعة.

وكان من المتوقع أن يلتقي وفد من "حماس"، برئاسة عضو المكتب السياسي للحركة، خليل الحية، يوم أمس الأربعاء، مع رئيسي الاستخبارات المصرية والقطرية، حسبما أفاد مصدر في الحركة لوكالة "فرانس برس".

لكن نتانياهو قال، يوم أمس الأربعاء، في بيان: "أصر على أن تتخلى حماس عن مطالبها الوهمية. وعندما تتخلى عن مطالبها، سنكون قادرين على المضي قدما"، من دون كشف المزيد من التفاصيل.

من جهته، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يوم أمس الأربعاء، "حماس"، إلى أن تنجز، "بسرعة"، صفقة تبادل، "لتجنب هجوم الاحتلال على مدينة رفح؛ الأمر الذي سيؤدي إلى وقوع آلاف الضحايا والمعاناة والتشرد لأبناء شعبنا".

إلى ذلك، دقت منظمة الصحة العالمية، مجددا، ناقوس الخطر، يوم أمس الأربعاء، بشأن الوضع في مستشفيات غزة "المكتظة بالكامل، والتي تعمل فوق طاقتها، وتفتقر للإمدادات الكافية".

ويضطر الأطباء إلى إجراء عمليات بتر بسبب نقص الوسائل اللازمة لعلاج المرضى، حسب ما أفاد الممثل المحلي لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور ريك بيبيركورن، من غزة، متهما إسرائيل بمواصلة "عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية" إلى القطاع.

يشار إلى أن رفح هي نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات من مصر، ويخضع مرور المساعدات لموافقة إسرائيل، وهي غير كافية لتلبية احتياجات السكان المهددين، في خضم الشتاء بالمجاعة والأوبئة.