لم يتوقف ارتفاع عدد السياح المغاربة الذين يزورون تركيا في السعبة عشرة عاما الأخيرة، حيث يأتون في المركز الثالث بعد الجزائريين والليبيين الذي وفدوا على ذلك البلد من القارة الإفريقية.

وقفز عدد السياح المغاربة الذين زاروا تركيا إلى غاية أكتوبر، حسب وزارة الثقافة والسياحة التركية، إلى أكثر من 199 ألف، بعدما كان في حدود 147 ألف في الفترة نفسها من العام الماضي و94 ألفا في عام 2017.

ويأتي المغاربة في المركز الثالث، ضمن السياح الأفارقة الذين زاروا تركيا في العشرة أشهر الأولى من العام الجاري، بعد الجزائريين بـ258 ألفا والليبيين بـ219 ألفا، مقابل 151 ألفا من المصريين و141 ألفا من التونسيين.

وشهد إقبال المغرب ارتفاعا مطردا في الأعوام الأخيرة، حيث انتقل من 13794 سائحا في 2003 إلى 176 ألفا في العام الماضي، حسب بيانات وزارة الثقافة والسياحة التركية.

ووفد على  تركيا  أكثر من 40,7 مليون سائح في العشرة أشهر الأولى من العام الحالي، مقابل  35,5 مليون سائح في الفترة نفسها من العام الماضي، علما أن الرئيس التركي طيب رجب إردوغان توقع أن يتجاوز عدد السياح في نهاية العام الجاري عتبة 50 مليون سائح.

وتساهم تركيا وإسبانيا والسعودية، التي يقصدها المغاربة من أجل الحج والعمرة، في زيادة إنفاقهم على السفر خارج المملكة، وهو إنفاق مرشح للارتفاع في ظل زيادة مخصصات السفر بالعملة الصعبة في العام الحالي.

ووصلت نفقات السفر إلى الخارج، في العشرة أشهر الأولى من العام الجاري، إلى 17,8 مليار درهم، مقابل 16 مليار درهم في الفترة نفسها من العام الماضي، بزيادة بنسبة 10,9 في المائة، حسب بيانات مكتب الصرف، في الوقت نفسه انتقلت عائدات السياحة من 62 إلى 66,2 مليار درهم.

وتعتبر إسبانيا، بشكل عام، مقصدا للسياح المغاربة، الذين يتأتى لهم الحصول على تأشيرة للدخول إلى فضاء "شينغن"، بينما أضحت تركيا من بين الوجهات التي يفضلها المغاربة بفعل جاذبية عرضها السياحي وعدم فرضها تأشيرة الدخول إليها.

ويتجلى أن القاصدين لذلك البلد هم، في غالب الأحيان، ممن يتفادون حالة عدم اليقين المرتبطة بتلك التأشيرة، أو ممن يغريهم عدم إلزام تركيا المغاربة بالتوفر على تأشيرة من أجل دخولها، حسب محمد أيت إبراهيم الفاعل في قطاع السياحة، الذي يؤكد أن وجهات سياحية آسيوية أخرى تستقطب أكثر السياح المغاربة.

وتتنافس وكالات الأسفار بالمغرب على تقديم عروض للأسر الراغبة في السفر إلى تركيا، حيث تقترح أسعارا شاملة للطائرة والفندق، تتراوح ما بين 7000 و9000 درهم، حسب الفترات المختارة.

وأضحت تركيا وجهة مفضلة لدى العديد من المغاربة، الذين يغريهم الإعفاء من "الفيزا" أو الذين يستجيبون لفضول التعرف على ذلك البلد، الذي أضحى له حضور قوي في أذهان المغاربة؛ سواء عبر الصورة التي تنلقها المسلسلات التركية أو عبر الدور الوازن الذي أضحى يلعبه ذلك البلد في الساحة الدولية.

غير أن فاعلا في قطاع تنظيم الأسفار يؤكد أن العديد من المسافرين المغاربة، يقصدون ذلك البلد من أجل السياحة، لكنهم يزورون أكثر أسواق ذلك البلد من أجل التسوق.