الاتحادي الاشتراكي يدعو إلى بناء جبهة للمعارضة من أجل حماية التوازن المؤسساتي

تصوير: رشيد تنيوني
محمد فرنان

أوضح حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن "‬الدولة الاجتماعية ليس شعارا مجزأ،‮ ‬بل هي‮ ‬كيان موحد متكامل وتلتقي‮ ‬حوله منجزات التغطية الاجتماعية،‮ ‬والدعم المباشر،‮ ‬والتغطية الصحية والتشغيل والتعويض عن فقدانه والتفاوض الاجتماعي،‮ ‬وهو ما‮ ‬يفرض على الحكومة تأهيل كل هذه المقومات وتنشيط كل هاته الأدوات بالقرارات العملية،‮ ‬بالتنفيذ والتجويد،‮ ‬بما‮ ‬يتدارك التعثر في‮ ‬بعضها كما هو حال التفاوض الاجتماعي،‮ ‬أو النظر في‮ ‬منظومة المرتكزات التي‮ ‬تستوجب ذلك كما هو حال المدرسة العمومية التي‮ ‬تعتبر أهم سلم‮ ‬للارتقاء الاجتماعي‮ ‬وبناء الدولة الاجتماعية".

وأعلن الحزب في بيان له، اطلع "تيلكيل عربي" على نُسخة منه،‮ ‬عن "بالغ‮ ‬إصراره وشديد حرصه على الدفاع عن مكتسبات بلادنا في‮ ‬هذا الباب،‮ ‬وتخصيب آثارها الاقتصادية والاجتماعية الشاملة لفائدة عموم الشعب المغربي،‮ ‬وحمايتها من التلاعب الذي‮ ‬يطبع سلوكات الفاسدين أو الانتهازيين‮ ‬الذين‮ ‬يسعون إلى تأزيم الأوضاع‮.".

وتابع: "بهذا الخصوص،‮ ‬يتوجه الاتحاد إلى عموم الفاعلين في‮ ‬الحقل التربوي‮ ‬ببلادنا لتغليب‮ ‬المصلحة العامة لفائدة كل مكونات المدرسة الوطنية،‮ ‬بما‮ ‬يضمن الأمن التربوي‮ ‬ويحقق شرط السلم الاجتماعي‮ ‬العادل المفروض تحققه لإنجاح‭ ‬ورش التربية والتكوين وتوفير شروط التأهيل‮ ‬الذي‮ ‬يسمح بإنجاح إصلاح شمولي‮ ‬يتوفر على كل أسباب النجاح،‮ ‬تربويا وبشريا وماديا‮ . ‬وفي‮ ‬هذا السياق‮ ‬يعتبر أن التفاوض المؤسساتي‮ ‬الناجع هو الكفيل بتحرير المدرسة الوطنية من كل إكراهات أو‭ ‬اشتراطات التعامل المالي‮ ‬الضيق مع الملف،‮ ‬وهو الكفيل بالحوار الهادئ‭ ‬‮ ‬والعقلاني‮ ‬الذي‮ ‬يستحضر المصلحة العليا للتلميذ،‮ ‬باعتباره الهدف الرئيسي‮ ‬من العملية التربوية‮".

ونوه المكتب السياسي‮ ‬بـ"التدبير الرزين والمسؤول للقيادات النقابية الحزبية،‮ ‬كما‮ ‬ينوه بالتدخلات المسؤولة والنضالية للفريق الاتحادي‮ ‬في‮ ‬مجلسي‮ ‬البرلمان ويدعو إلى تعميم المعالجة الوطنية الصادقة لملف ظل ‬‭?‬يشكل امتحانا مركزيا ومتكررا لكل السياسات العمومية ولا‮ ‬يزال‮".

‬ووقف المكتب السياسي‮ ‬عند "الوضع الاجتماعي‮ ‬المتأزم بالرغم من كل المبادرات الملكية الذاهبة نحو انفراجه وتحقيق شروط العيش المشترك الهادئ والعادل،‮ ‬وينبه الي‮ ‬ارتفاع الكلفة المعيشية،‮ ‬بسبب السلوكات الاحتكارية والاستفراد بالمواطنين المستهلكين بدون رادع قوي،‮ ‬كما‮ ‬يعتبر بأن الترقيعات التي‮ ‬تمت في‮ ‬التعديلات المقدمة من طرف الأغلبية لا ترٍمي‮ ‬إلى سياسة عمومية للحد من الارتفاع المهول للأسعار مع ما‮ ‬يرافق ذلك من تضخم‮ ‬يحرم الكثير من المواطنين من الأمن الغذائي،‮ ‬ناهيك عن السيادة الغذائية‮ ‬التي‮ ‬وضعها ملك البلاد كاستراتيجية مستعجلة للتعامل مع تقلبات الداخل والخارج".

ودعا الاتحاد إلى "الحماية الشاملة والناجعة للقدرة الشرائية للفئات الفقيرة والمتوسطة ببلادنا،‭ ‬ومحاربة كل أسباب التضخم وخصوصا الارتفاعات المهولة للمواد الغذائية الأساسية‮. ".

وشدّد على أنه  "‬لم‮ ‬يعد مقبولا أن تدعم الدولة،‮ ‬بسخاء،‮ ‬مستثمرين ومنتجين فلاحيين‮ ‬يتحولون إلى لوبيات تصدير منتوجاتنا الفلاحية،‮ ‬مع العزوف عن تزويد السوق الوطني،‮ ‬بالأولوية،‮ ‬بمنتوجات فلاحية كافية وذات جودة‮".

وأوضح أن "هذا الوضع السياسي‮ ‬الذي‮ ‬طبعه التغول في‮ ‬بداية تشكل الحكومة،‮ ‬ويطبعه الغموض والهشاشة في‮ ‬تدبير الملفات الكبرى،‮ ‬كما تسمه الإرادة المضمرة حينا والمعلنة أحيانا كثيرة في‮ ‬إضعاف العمل المؤسساتي،‮ ‬وتفاقم الوضع الاجتماعي،‮ ‬بات‮ ‬يشي‮ ‬باستهداف المسار الديموقراطي،‮ ‬مدعوما‮ ‬بالكثير من الكيانات‮ ‬الانتهازية المتغولة مما‮ ‬يفرض بلورة الجواب الجدير بأن‮ ‬يعيد التوازن إلى العمل المؤسساتي‮ ‬بين البرلمان وبين الحكومة ومؤسسات الحكامة من جهة أخرى‮. ‬وبين الأغلبية والمعارضة من جهة أخرى،‮ ‬وهو وضع نستشعر في‮ ‬الاتحاد أنه‮ ‬ملازم عادة لثقافة التردد والارتعاش،‮ ‬قد‮ ‬يزيد من تقويض المؤسسات الدستورية وفي‮ ‬تعميق الفجوة وعدم الثقة بينها وبين المواطن،‮ ‬ويعطل الأداء المؤسساتي‮ ‬الدستوري‮ ‬من قبيل العمل بأدوات المراقبة‮ ‬من قبيل ملتمس الرقابة ولجن تقصي‮ ‬الحقائق،‮ ‬كآليات اشتغال لدى البرلمان والمعارضة خصوصا‮".

وأكد الحزب على "ضرورة بناء جبهة للمعارضة من أجل حماية التوازن المؤسساتي،‮ ‬والمناعة الديموقراطية،‮ ‬جبهة منفتحة على كل القوى الحية في‮ ‬البناء السياسي‮ ‬الوطني،‮ ‬من قوى اليسار والديموقراطيين وممثلي‮ ‬العمال،‮ ‬ورجال الأعمال‮ ‬وكل من له مصلحة في‮ ‬تعزيز البناء الديموقراطي‮ ‬وتقوية الجبهة الداخلية التي‮ ‬تفرضها التحديات التي‮ ‬تواجهها البلاد،‮ ‬داخليا وخارجيا،‮ ‬أكثر من أي‮ ‬وقت مضى‮".

ونبه إلى أن "التقدم الحاصل‮ ‬في‮ ‬المجتمع حاليا،‮ ‬والتراكم الذي‮ ‬تحقق طوال ما‮ ‬يزيد عن نصف قرن من مساهمات النساء المغربيات،‮ ‬بات‮ ‬يتطلب سقفا مرتفعا‮ ‬يجعل من المدونة تعاقدا‮ ‬يليق بالألفية الثالثة،‮ ‬ويفتح باب التطور‮ ‬نحو التجاوب مع استحقاقات المستقبل الكريم والعادل لكل مكونات المجتمع وفي‮ ‬قلبه المرأة المغربية‮".