الإجهاد المائي بالمغرب.. هل تحلية مياه البحر حل عاجل للأزمة؟

تيل كيل عربي

أيمن عنبر - صحفي متدرب

شهد المغرب موجة جفاف استثنائية دق بشأنها ناقوس الخطر، بسبب قلة التساقطات وانخفاض منسوب السدود، في وضع يعد الأسوأ منذ أربعين عاما.

وضع أكده الملك محمد السادس في خطاب افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية، مشيرا إلى أن "الحالة الراهنة تساءلنا جميعا، وتقتضي منا التحلي بالمسؤولية لمعالجة الإجهاد المائي، وأنه لا يمكن حل جميع المشاكل بتشييد التجهيزات المائية رغم أهميتها".

الدعوة الملكية جددت عدة تساؤلات حول الوضع المائي للمغرب والحلول المقترحة لمواجهة تداعيات أزمة نقص المياه، وفي مقدمتها مشاريع تحلية مياه البحر، فهل تكون التحلية الوسيلة الأنجع لاحتواء التداعيات السلبية لتأخر التساقطات المطرية؟

سعيد قروق أستاذ الجغرافيا وعلم المناخ بجامعة الحسن الثاني يقول "في ظل هذه التغييرات المناخية واستنزاف حقينه السدود، تبقى تحلية مياه البحر خطوة لا بديل عنها وحل ضمن حلول أخرى".

وأضاف الخبير المناخي في تصريح اليوم الاثنين ل"لتيلكيل عربي" أن "تحلية مياه البحر خيار استراتيجي، خاصة أن المغرب يتوفر على سواحل تمتد على طول 3500 كيلومتر، غير أنها مجرد حل من الحلول المطروحة وليست بالعصا السحرية التي ستخرج البلاد من أزمة ندرة المياه، بل ينبغي الاستمرار في سياسة بناء السدود فضلا عن ضرورة استحضار النمو الديمغرافي الكبير وتأثيراته على مستقبل".

وشدد المتحدث ذاته على "ضرورة الاستثمار في الواجهتين البحريتين من أجل توفير خزان احتياطي من المياه، مع الحفاض على مشاريع بناء السدود التي تلعب دورا هاما في تخزين المياه والحفاظ على الاستقرار المائي"

وأورد قروق أن "بناء السدود لتعبئتها بالمياه في السنوات المطيرة مسألة ضرورية، وبناء محطات تحلية مياه البحر رغم تكلفتها وسيلة مهمة لتوفير خزان احتياطي من المياه، ويمكن إعادة استخدام المياه العادمة كذلك لتجاوز الضغط الكبير على الموارد".

من جهة أخرى أبرز الأستاذ الجامعي أننا "ملزمون اليوم بوضع سياسة مائية حكيمة ودقيقة وجريئة، وأن الحل الأكثر استدامة والأقل كلفة للتعامل مع هذه الأزمة هو نهج حكامة جيدة في تدبير الموارد المائية، واعتماد تدبير مستدام يراعي القدرات المائية للبلاد".

ودعا قروق في تصريحه "وضع استراتيجية ذات أبعاد آنية ومتوسطة وبعيدة المدى للحد من هذه الآفة، مع توفير قوانين منظمة تأخذ بعين الاعتبار الإكراهات المائية التي تعيشها المملكة".

ويعاني المغرب جفافا حادا بحيث بلغ حجم الواردات المائية ما يناهز 1.98 مليار متر مكعب، بانخفاض بـ 85% مقارنة بالمعدل السنوي.

وبلغ المخزون المائي للسدود إلى غاية 12 أكتوبر 3.9 مليارات متر مكعب، أي ما يعادل 24.3% كنسبة ملء إجمالي، مقابل 37.2% سجلت في التاريخ نفسه السنة الماضية.

في ما تسبب الجفاف في تراجع نتائج القطاع الزراعي، والنمو الاقتصادي، وتراجعت توقعات النمو العام الحالي إلى 0.8% فقط، وفق المصرف المركزي، فيما ارتفع معدل التضخم إلى مستويات قياسية بلغت 8% في غشت الماضي.