التنقيب عن البترول في الصحراء يثير اسم المغرب في "أوراق الجنة"

تيل كيل عربي

كشف موقع "لوديسك" المغربي، بوصفه شريكا في تحقيق الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين حول "أوراق الجنة"، أن المغرب مذكور في الفضيحة الجديدة، من خلال "غلونكور"، الشركة العملاقة السويسرية للتنقيب عن البترول، التي لجأت إلى شركات في الملاذات الضريبية من أجل الإبقاء على امتيازات حصلت عليها في المغرب، وتتعلق بالتنقيب على النفط في الصحراء، قبل أن تستسلم في النهاية وتوقف أنشطتها تحت ضغط "بوليساريو".

وأورد التحقيق المنشور من قبل "لوديسك"، أمس (الجمعة)، أن المجموعة البترولية السويسرية، لم تتردد في اللجوء إلى حيلة "الملاذات الضريبية" من أجل الحفاظ على رخص التنقيب عن النفط في الأقاليم الجنوبية للمغرب، التي سبق أن تخلى عنها المساهمون الإسكندنافيون في الشركة تحت ضغط منظمة نرويجية مساندة لـ"بوليساريو".

ويدخل تحقيق "لوديسك"، لمديره علي عمار، ضمن شراكة مع الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين، الذي سبق أن نسق بين هيآت تحرير في العالم بخصوص تسريبات "أوراق باناما"، وحصل في الفترة الأخيرة، على وثائق أخرى، اختير لها اسم "أوراق الجنة"، وتتكون من سبعة ملايين وثيقة، تسربت من مكتب "آبليبي" للمحاماة المتخصص في تسهيل أعمال التهرب الضريبي، والموجود في أرخبيل برمودا.

وفيما يوجد بين المعنيين بـ"أوراق الجنة"، بعض أعضاء إدارة دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، وشركات "نايك" و"آبل"، تعد "غلونكور"، التي تعد الشركة رقم 16 الأقوى عالميا حسب "فوربس"، من أبرز الشركات السويسرية المعنية بالتسريبات.

وقال "لوديسك" إنه "بالنسبة إلى الشق المغربي، في 2013 و2014، قامت غلونكور للإنتاج والاستغلال بالمغرب، الفرع التابع لمجموعة غلونكور، لدى السلطات المغربية، بالحصول على حق التنقيب عن البترول لفروعها فم أوكنيط، وبوجدور شالو، في السواحل الصحراوية".

وفي 2013، حصلت غلونكور، على 38.25 % من ترخيص بوجدور أوفشور شالو، المستغل من قبل "تيريدو موروكو"، ويحتفظ فيه المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن بقيمة 25 %، وفي 2014، حصل العملاق السويسري على 18.75 % من من فم أوكنيط، بموجب رخصة مشتركة، يملك منها المكتب الوطني ذاته، 25 %، و"نيو آج موروكو" 56.25 % المتبقية.

وفي ماي 2017، أعلنت الصحافة أنسحاب "غلونكور" من امتيازاتها في المغرب، وبأن الشركة تبحث عن إعادة بيع أسهمها إلى "نيو آج"، بحجة أنها لم تحقق أي تقدم في أعمال التنقيب، غير أن "لوديسك"، كشف أن الذي وقف وراء القرار، هو أساسا "نزاع الصحراء هو الذي فرض التغيير"، وليس الشك في وجود بترول من عدمه.

وجاء ذلك خصوصا مع انسحاب صناديق الاستثمار النرويجية "كا إل بي" من رأسمال "غلونكور"، بسبب ضغوط "مرصد ثروات الصحراء"، وهو منظمة نرويجية مساندة لـ"بوليساريو"، أما وثيقة "لوديسك" القادمة من "أوراق الجنة"، فتكشف أن مكتب "آبليبي" اقترح على الشركة السويسرية أن تحتفظ بامتيازاتها في المغرب، عبر "نيو آج موروكو ليميتيد"، الموطنة بالملاذ الضريبي جزيرة "جيرزي".