الجويطي وبوعياش ورفيقي يجيبون عن سؤال العنف في المجتمع المغربي

تيل كيل عربي

حمزة حبحوب

كيف يمكن للثقافة أن تساهم في نبذ ومحاربة العنف؟ تساؤل شكل موضوع الندوة التي عقدها اليوم منتدى الصويرة لحقوق الإنسان، حيث التأم باحثون وأكادميون أجمعوا على الدور الحاسم للثقافة في التصدي لسلوك العنف بمختلف أشكاله، في هذا الصدد قالت أمينة بوعياش؛ رئيسة المجلسة الوطني لحقوق الإنسان إن قيمة التسامح واجب تتجاوز كونها مجرد خصلة مجتمعية أو فضيلة أخلاقية، فهو يوجد حسب المتحدثة في قلب المجتمعات الحرة، "إذ يساهم الإحساس به في تغذية الديمقراطية وسيادة القانون".
بوعياش رأت أن المؤسسات الديمقراطية هي السلاح الحقيقي للحرية، "حيث يكون الحظر النهائي هو حرمان الآخر من كرامته وإنسانيته وحقه".

المنتدى الذي ينظم في إطار الأنشطة الموازية لمهرجان "كناوة" يشكل وفق رئيسة الـ"CNDH" بصيص أمل وسط عالم مزقته زلازل العصر الحديث؛ فبات منقسما أكثر من أي وقت مضى". من أجل ذلك أوضحت مديرة المهرجان نائلة التازي، أن دورة هذه السنة أثارت قضية دور الثقافة والفاعل الثقافي في التخفيف من التوترات وتشجيع الحوار بدل إصدار الأحكام المسبقة واللجوء إلى العنف اللفظي أو المادي أو المعنوي، وذلك قصد تثمين قيم التسامح ونبذ الكراهية والإقصاء، في المغرب.

الكاتب المغربي عبد الكريم الجويطي كان له تصور مخالف لباقي المتدخلين إذ اعتبر أن الإنسان شرير بطبعه والعنف فيه متجذر إذ لا يمكن أن يعيش بدونه، ودور الثقافة هو ترويض ذاك السلوك وليس الحد منه، فمن الناحية النظرية حسب الجويطي، عانت كل المجتمعات عبر تاريخها من ارتفاع منسوب العنف أو انخفاضه أو حتى اعتداله، ذلك أنه جزء من التجربة الإنسانية التي لا يمكن للإنسان العيش دون المرور بها.

صاحب رواية "المغاربة" أكد عبر تدخله أن رهان الثقافة هو جعل العنف شيئا أليفا والسيطرة عليه، ورأى أن القول بعدم نزوع الفرد إلى العنف "رؤية حالمة غير واقعية".

وارتباطا بمجال تخصصه أشار الجويطي أن الأدب من القلاع الأخيرة لرعاية التسامح، ودلل على ذلك باستحالة ارتفاع منسوب العنف في المجتمعات الأدبية الصديقة للكتاب، "أقصد الأدب المشبع بالمحبة والمنتصر للإنسان، وليس المسخر لتصفية الحسابات" يضيف المتحدث.

محمد عبد الوهاب رفيقي، الباحث في العلوم الإسلامية تحدث عن تجربته الشخصية وكيف ساهمت الثقافة في اعتداله والانسلاخ من الفكر المتطرف الذي كان يتبناه، الفضل في ذلك حسب رفيقي إلى أمرين اثنين أولهما والدته والثاني تجربته السجنية، فالأولى بجلبها مجلات وكتبا تتناول موضوعات غير التي كان منبهرا بها ودفعه دفعا لمشاهدة الأفلام في السينما من خلال منحه المال سرا خشية انزعاج والده، أما الحافز الثاني فعبر انهماكه في قراءة عشرات الكتب ينتمي مؤلفوها إلى مشارب وإيديولوجيات مختلفة، وتمكنه من مشاهدة كثير من الأفلام الأجنبية التي بنت قناعاته الجديدة.

رفيقي ربط التنشئة الدينية الخاطئة التي سادت في المغرب سابقا بارتفاع منسوب العنف والتطرف لدى الشباب وأشار فيهذا السياق إلى "تمكن فكر خارجي مستورد في السنوات السابقة من السيطرة على جزء كبير من المغاربة و تحويل المجتمع المغربي إلى بيئة موسومة بالتعصب والتطرف بعدما كان نموذجا في التسامح والإعتدال".