المغربي عبد السلام يحير المحامين بتواصله مع "معجبين" رغم الحراسة المشددة

صلاح عبد السلام المشتبه به الرئيسي في اعتداءات باريس
تيل كيل عربي

رغم الحراسة المشددة التي تضرب على المغربي صلاح عبد السلام، المشتبه به الرئيسي في اعتداءات 13 نونبر 2015 ببارس، وحبسه في زنزانة فردية، إلا أنه استطاع تجاوز الطوق الأمني المضروب حوله بالتواصل مع "معجبيه".

وكشف محامي الأطراف المدنية، جيرار شملا لوكالة "فرانس برس" أن المتهم "يقوم بتصوير نفسه على أنه بطل".

وذهب المحامي حد القول: "عبد السلام يتلقى في السجن رسائل من مجهولين يشيد بعضهم بأفعاله وتمكن من الرد عليها"، مع العلم أنه مسجون في زنزانة انفرادية ويخضع لمراقبة متواصلة بالفيديو، وتم تخفيف ظروف سجنه مؤخراً.

وينتظر أن يمثل عبد السلام أمام القضاء في بلجيكا، في دجنبرالمقبل، لمخاكمته بتهمة "محاولة القتل في اطار إرهابي ضد عدد من رجال الشرطة" بعد اطلاق النار في منطقة فرويست في 15 مارس 2016 قبل ثلاثة أيام من توقيفه.

وخلافا لكل التوقعات، عبر صلاح عبد السلام عن رغبته في المثول في هذه المحاكمة، وطلبت بلجيكا رسميا من فرنسا تسليمه ليحاكم في بروكسل.

ويتوقع أن يصدر قرار محكمة الاستئناف في باريس قريبا، ثم ينبغي تحديد الشروط والطرق الدقيقة لنقله.

لكن لا شيء يوحي بأن عبد السلام سيكون أكثر تعاونا في بلجيكا، ويخشى بعض محامي الأطراف المدنية أن يستغل ذلك ليتهرب من القضاء الفرنسي.

وقال المحامي جيرار شملا إن "أمرا يثير مخاوف لدى الضحايا: ما هي الأسباب التي تدفع الرجل الذي لا يرد على أسئلة قاض في فرنسا، إلى المطالبة بنقله لمحاكمته في بلجيكا؟ ليس هناك أي سبب لتعاونه مع القضاء في بلجيكا أكثر من فرنسا".

وأضاف "يمكننا أن نتساءل ما إذا كانت محاولة منه لإفلات من السلطات الفرنسية".

اقرأ أيضا: القضاء الفرنسي: لا تهديد لحياة عبد السلام في السجن

ويلتزم صلاح عبد السلام الذي بقي على قيد الحياة ويثير اهتماماً كبيراً، الصمت منذ نقله الى فرنسا في أبريل 2016. وهو الآن محتجز في فلوري-ميروجيس، أكبر سجن في أوروبا يقع في جنوب باريس.

والمتهم بعمليات قتل ارهابية، يبقى لغزا برفضه الرد على أسئلة المحققين. وقبل عام، تخلى محامياه الفرنسي فرانك برتون والبلجيكي سفين ماري عن الدفاع عنه لهذا السبب.

ويرى المحققون أن صلاح عبد السلام محور أساسي في التحقيق. فمن استئجار آليات ومخابئ إلى مواكبة أفراد الخلية الإرهابية في أوروبا، يبدو عبد السلام حلقة مركزية في اعداد وتنفيذ الاعتداءات التي أوقعت 130 قتيلا ومئات الجرحى.

وخلال استجوابه الأخير في أبريل، التزم مجددا الصمت بينما ما زالت نقاط كثيرة مجهولة حول دوره ليلة الثالث عشر نونبر 2015. وقد عثر على حزامه الناسف في مونروج بالقرب من باريس بعد أيام.

ومن التساؤلات المطروحة، "هل رفض تفجير الحزام كما روى لأقرباء له قبل توقيفه؟ أم أن الحزام الناسف كان معطلاً كما أثبت التحقيق على ما يبدو؟"

وقالت وزيرة العدل نيكول بيلوبيه، الأربعاء الماضي إن السلطات تريد أن تتجنب بأي ثمن اصابة عبد السلام "باضطراب نفسي عميق". وأضافت أن "هاجسنا هو أن يتمكن من حضور محاكمته". كما أوضحت وزيرة العدل أن هناك فعلاً مخاوف من محاولة انتحار السجين.

ونقلت صحيفة "لوباريزيان" عن مراقبين في السجن، أنهم رصدوا في الأشهر الأخيرة مؤشرات إلى "جنون ارتيابي" و"انهيار" لديه.

ويتخوف أقرباء الضحايا ومحاموهم من هذا الاحتمال أيضا، بينما تتواصل تحقيقاتهم في هذا الملف الهائل ولم يحدد بعد أي موعد لبدء المحاكمة.

المصدر: فرانس برس بتصرف