الممثلة الخاصة للأمم المتحدة: هؤلاء الرافضون لميثاق مراكش للهجرة

أ.ف.ب / تيلكيل

لويز أربور، الممثلة الخاصة للأمم المتحدة للهجرة الدولية، "واثقة جداً" من مستقبل الميثاق العالمي حول الهجرة، الذي سيتم توقيعه الاثنين 10 دجنبر في مراكش، على الرغم من انسحاب بعض الدول، بالإضافة إلى الحملات الدعائية التضليلية التي شنت ضده.

*العديد من الدول مثل النمسا، إيطاليا، وبولونيا، المجر، بلغاريا، سلوفاكيا وجمهورية التشيك، سويسرا، أستراليا وإسرائيل ... لا يريدون  تبني "ميثاق مراكش"، كيف تنظرين إلى مستقبل هذا الميثاق؟

أنا واثقة للغاية، فالعديد من الدول ما زالت ملتزمة بالوعود التي قطعتها على نفسها، في 13 من يوليوز، إبان الاتفاق الذي أجري في نيويورك، بعد مفاوضات جادة ومكثفة للغاية، أما بالنسبة للدول التي انسحبت من هذه العملية اليوم، فقد حصلت على تنازلات من شركائها خلال المفاوضات، ويجب أن أعترف بأنني أجد ذلك مفاجئًا بعض الشيء.

*ما هي رهانات هذا الميثاق؟

"هناك رهانات مختلفة لهذا الميثاق: رهانات اقتصادية من أجل الرفع من الآثار الإيجابية للهجرة على اقتصاديات البلدان المستقبلة، على البلدان المصدرة للهجرة، على المهاجرين أنفسهم، وعلى المجتمعات التي تستضيفهم. هناك أيضا رهانات  ذات طبيعة إنسانية : انقاد أرواح بشرية، تعزيز التعاون وإدارة أمثل للهجرة غير القانونية، مع العلم أن هنالك أشخاص يوجدون في وضعية صعبة جدا ببلدان العبور. هناك إذن جوانب أمنية وسياسية واقتصادية وإنسانية."

*كيف تفسرين ردود الفعل السلبية بخصوص هذا الميثاق؟

اتسم الحديث عن الهجرة، لفترة طويلة جداً، بالتركيزعلى الجوانب السلبية، سواء في وسائل الإعلام، أو في المحادثات، و كان هناك الكثير من التركيز على الهجرة غير الشرعية (...) وفي الواقع، ساعد مسلسل معالجة الأمم المتحدة لموضوع الهجرة على إعادة التوازن بالإشارة إلى الجوانب الإيجابية. وفي نفس الوقت، طفى على السطح خطاب معاداة الأجانب، حتى وإن كان يعبر في بعض الحالات عن انشغالات مشروعة. ما يهم النقاش حول الموضوع يجب أن يكون مبنيا على معطيات لا على علاقات وهمية أو أسطورية بالهجرة، وأن تضع الحكومات سياسات تعكس مصالحها لا تصورات مغلوطة للتأثير على عامل الهجرة.

في رأيك من أين تأتي الحملات الدعائية الشرسة ضد الميثاق؟

العديد من الهجمات التي نراها على شبكات التواصل الاجتماعي، أو في وسائل الإعلام عموما مبنية على فهم خاص بالنص، وهو نص ينبغي قراءته على أي حال لأنه نص طويل ومفصل. أو بعض هذه الحمالات المبنية على الجهل أو على سوء النية لأننا نسمع بشكل متكرر أن هذا الميثاق يضر بسيادة الدول، ويحق لنا التساؤل أي نص قرأه هؤلاء! الميثاق يعبر بشكل واضح على أن سيادة الدول هي حجر الزاوية في سياسة الهجرة. كيف يمكن أن نتصور أن 190 دولة تجتمع في نيويورك يمكن أن تقبل التخلي على سيادتها ومصالحها.

ترجمة الحوار - عبد العالي الحضراوي