اليوسفي: شهية الاستوزار لدى الأحزاب منعتني من تشكيل حكومة من 18 وزيرا (4/4)

الشرقي الحرش

 توفي صباح الجمعة 29 ماي عبد الرحمان اليوسفي، قائد حكومة التناوب التوافقي، وأحد المناضلين الذين بصموا تاريخ المغرب الحديث.

 وقد دون الراحل مذكراته قبل وفاته بعنوان "أحاديث فيما جرى" اختار من خلالها التطرق إلى عدد من المحطات في حياته، والادلاء بشهادته في عدد من الأحداث التي عاصرها في تاريخ المغرب الحديث.

في هذا الصدد، اختار  "تيلكيل عربي" إعادة نشر مقتطفات من مذكرات عبد الرحمان اليوسفي، وتقديمها لقرائه من أجل تقريبهم من مسيرة شخصية وطنية كان لها دورها البارز في تاريخ في الميدان السياسي والنضالي.

في هذه الحلقة يعود بنا عبد الرحمان اليوسفي إلى مشاورات تشكيل حكومة التناوب، مؤكدا أن تحالف هذه الحكومة لم يكن وليد قرار حر اتخذته الأحزاب المشاركة فيها، بقدر ما كان تطبيقا لقرار الملك الراحل الحسن الثاني، الذي أكد له أن أغلبيته يضمنها شخصيا.

ويكشف اليوسفي أن رغبته كانت هي تأسيس حكومة لا يتجاوز عدد أعضائها 18 إلى 20 وزيرا، إلا أن رغبته اصطدمت بشهية الاستوزار لدى جميع الأحزاب.

وفي مذكرات اليوسفي نقرأ: "أثناء فترة الاستشارات الطويلة، اجتمعت مع المرحوم الحسن الثاني حوالي أربع مرات، كنت أنوي في البداية تأسيس حكومة لا يتجاوز عدد أعضائها 18 إلى 20 وزيرا، تشتغل على قطاعات كبرى، غير أن تعدد أحزاب الأغلبية السبعة، وانفتاح شهية الاستوزار لدى الجميع حالت دون ذلك ".

من جهة أخرى، كشف اليوسفي عن تعرض مشاوراته للتجسس من قبل جهات لم يذكرها بالاسم

في هذا الصدد، يقول اليوسفي: "عندما بدأت الاستشارات الأولى لتكوين حكومة التناوب التوافقي وفر لي الإخوان في الحزب شقة في حي أكدال بالرباط لعقد اللقاءات الأولى المتعلقة بالمشاورات، بعد ذلك بمدة، سرعان ما سنكتشف أنه تم زرع أجهزة للتجسس وأخرى لتسجيل محتوى هذه المشاورات داخل الشقة، وبظرا لذلك، تم التخلي عنها  واللجوء إلى أماكن أخرى متعددة لنفس الغرض".