بالفيديو.."تيلكيل" في استقبال طائرة الصين..فيروس"كورونا" نجم المطار

عبد الرحيم سموكني

لم تستقطب رحلة جوية تحط بمطار محمد الخامس من قبل كما هائلا من رجال الصحافة، كما كان الحال يوم  الثلاثاء 28 يناير، عندما وصلت رابع طائرة تربط مباشرة بين العاصمة الصينية بكين والدارالبيضاء، ما جعل المطار يعيش حالة استنفار، والسبب الخوف من دخول فيروس كورونا، الذي يخلق الحدث والرعب عالميا.

تكلف العشرات من موظفي المكتب الوطني للمطارات بمرافقة وفد إعلامي مغربي، للاطلاع على التدابير المشتركة مع وزارة الصحة والدرك الملكي، لتشكيل حاجز جمركي لمنع تسلل الفيروس الخطير. هذه تفاصيل زيارة خاصة لاستقبال قادمين من بكين، بينهم مغاربة وبرازيليون وتونسيون وصينيون.

 

 

كورونا نجم المطار

حركة غير عادية في بهو مطار محمد الخامس، حركة متثاقلة، سواء في محطة الواصلين أو في الجزء المخصص لتسجيل الأمتعة بالنسبة للمغادرين، لكن رجلا من القوات المساعدة فطن واستنتج العكس، ليسأل "شكون جاي اليوم؟ شي رئيس دولة ولا شي فرقة كورة؟ فهو اعتاد مثل هؤلاء الزوار كلمت شاهد رجال الصحافة بكاميراتهم يدخلون الباب الرئيسي قبل التوجه إلى إدارة المكتب الوطني للمطارات لسحب "بادج" التنقل.

لم يتخيل مسؤولو "لارام" ولا المكتب الوطني للمطارات، قبل أسبوعين فقط، أن تخلق رحلة قادمة من الصين كل هذه الاهتمام،  فالرحلة التي تدوم 13 ساعة ونصف، تحمل زورا غير عاديين، إذ مع  الانتشار السريع للفيروس في الصين وأنباء عن  عزل مدن مليونية، صار التوجس أمرا بديهيا مع كل ما هو آت من التنين الأسيوي.

خصص المكتب الوطني للمطارات بوابة منعزلة خاصة بالطائرات القادمة من الصين، والتي بدأ يرتبط بها مطار محمد الخامس بشكل مباشر عبر طائرة ضخمة من طراز دريملاينر، منذ 16 يناير الجاري، البوابة مبعدة نسبيا، وتقع أقصى المكان المخصص لوصول  الزوار المهمين "في أي بي" أو ركاب درجة الأعمال.

كانت الساعة تشير إلى التاسعة والنصف، مع تأخير معلن بلغ 40 دقيقة، وكان لزاما على الصحافيين أن يعبروا الحاجز الجمركي وشرطة الحدود، ويتعدوا بوابات الإر٠كاب النهائية، كان مرورا سهلا بفضل خفر موظفي المكتب الوطني للمطارات، وذلك من أجل الوصول إلى نقطة المراقبة الصحية، التي تعرف حضور ستة من أطر وزارة الصحة، يشكلون خلية معينة خصيصا لمراقبة القادمين من الصين.

 

 

 

 

كاميرا حرارية وتدوين للمعطيات الشخصية

كان "كورونا" حاضرا في أذهان الصحافيين، أكثر من المسؤولين  والعمال في المطار، واقتصر اللثام الواقي على قلة قليلة كانت كلها من الأجانب.

أمام البوابة المخصصة للمسافرين القادمين من الصين، وفي أول ولوج لهم إلى القاعة، يلقاهم وفد من وزارة الصحة، بكاميرا مثبتة، يقف أمامها المسافرون فرادى، ينتظرون الإذن من الإطار الصحي بالمرور.

"الكاميرا" المثبتة تقوم بقياس درجة حرارة المسافر، وإذا فاقت 38 درجة، تصدر تنبيها صوتيا.

يقول الدكتور محمد مسيف،الطبيب الرئيس في مطار محمد الخامس، بأن الإجراءات الاحترازية للحيلولة دون وصول فيروس "كورونا" إلى الأراضي المغربية، تعتمد في الجانب المخصص بالمطارات على سلسلة من المعايير المعترف بها من طرف منظمة الصحة العالمية ومنظمة الطيران المدني، ويقول مسيف " هي تدابير تبدأ قبل وصول الطائرة وعند نزولها حتى خروج المسافرين، وهي جزء من سلسلة متكاملة لمنظومة المراقبة، إذ لا يجب أن ننسى أن المطار ما هو إلا نقطة عبور، والأعراض لا تظهر خلال فترة الحضانة، والتي تصل إلى 14 يوما، ما يعني أننا مجبرون على تتبع مسار المسافرين، إذ بمجرد وصول المسافر نطلب اسمه وعنوانه ورقم هاتفه، حتى نتمكن من التتبع".

ويوضح مسيف أنه السلطات الصحية عبأت على مستوى مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، أربع وحدات صحية لمراقبة جميع الرحلات المشتبه بها، ويقول "إن التدابير الصحية، تشمل الطائرة بدورها، إذ يجري رشها بمواد كيماوية معقمة، والتدابير الاحترازية، تشمل المختبر والتنسيق مع الجهات المعنية".

كانت الدهشة مخيمة بادية بشكل كبير على أول الواصلين، فمشهد عشرات المصورين وهم يلتقطون الصور لمسافر قادم من الصين، كان مثيرا للاستغراب في نفوس غالبيتهم، ما دفع البعض منهم إلى إخراج كاميرا هاتفه الذكي، ليرد بطريقته على تصويب العدسات اتجاهه.

 

مغاربة الصين وكورونا

كانت كمامات الأنف علامة مشتركة على وجوه الغالبية الساحقة من القادمين، ما جعل وقوفهم في طابور أمام الكاميرا الحرارية، أشبه بعرض لعناصر "نينجا".

يتحدث الشاب العشريني أشرف الطاهري، من خلف كمامته بأريحية كبيرة عن الوضع في الصين، ويقول هذا الطالب الجامعي في اللغة الصينية، إن التدابير الاحترازية في الصين جد مشددة، ففي مطار بكين "المراقبة تتم عن بعد، بفضل عشرات الكاميرات الحرارية المتطورة، كما أنهم ليسوا مجبرين على لمسك أو الاقتراب منك، كما أنهم لن يدعوك تسافر لو شكوا في تدهور صحتك أو رصدوا ارتفاعا في درجة حرارتك".

ويتابع المتحدث، الذي عليه مواصلة السفر إلى مدينة وجدة مسقط رأسه، أنه لم يقدم من الصين فارا من "كورونا" بل لأنه السلطات الصينية مددت عطلة نهاية رأس السنة الصينية، تزامنا مع انتشار فيروس "كورونا"، إنها عطلة، لذا قررنا العودة لزيارة الأسرة".

ويسير رفيق جعفري في الاتجاه ذاته، ويقول إن الوضع كارثي فقط في ووهان، صحيح أن بكين متأثرة نوعا ما، وهناك حذر شديد، إذ لا يمكن أن ترى الناس يتمشون دون كمامات الوجه، ومع ذلك فإن الوضع أحسن بكثير، مقارنة بما يصلنا عن ووهان.

بالنسبة لرفيق فإنه غير قلق تماما وغير خائف من الفيروس وغير متوجس من العودة إلى الصين لمتابعة دراسته، يقول "لمسنا تخوفا لدى الأسرة، وهو أمر طبيعي، كما أن الخوف ينتشر في بلدان وقارات بعيدة أكثر من مدن في الصين، ربما هناك ذعر وهلع في المقاطعات القريبة من ووهان".

يكشف الطالب ابن مدينة القنيطرة أن أصدقاء مغاربة له محاصرون في ووهان، ويقول "إن قرار المغرب بإعادتهم كان مريحا لكثيرين، وأضاف أن الإجراءات جارية لإحصائهم، وأن الأمر سيتطلب اسبوعا على الأقل قبل عودتهم إلى المغرب، ويقول "كل ما يروج عن نقص الغذاء في ووهان مبالغ فيه، إن السلطات الصينية، تقوم بتوزيع الغذاء على السكان، حتى يتفادوا الخروج والنزول إلى الشوارع، كما أن هناك حديثا في الصين عن حجر صحي جديد لمدن أخرى قريبة من ووهان".