"براءة الروح".. صرخة في وجه الموت مرتين بالحكم بالإعدام

تيل كيل عربي

قدمت "أمنيستي المغرب"، مساء أمس الاثنين 23 دجنبر، عرضا مسرحيا بعنوان "براءة الروح"، بتعاون مع الفرقة المسرحية "تياتريو+"، في قاعة "لافول" (فيدرالية الأعمال اللائكية) بالدارالبيضاء، في إطار تخليدها لليوم العالمي لحقوق الإنسان (10 دجنبر) الذي يصادف هذا العام الذكرى 71 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وما دام المغرب قد وقع على ذلك الإعلان، فقد أوضحت ممثلة "أمنيستي المغرب"، في كلمة قبل العرض المسرحي، أنه "في ظل الحكومة الحالية والتي سبقتها، عدنا نطرح كونية حقوق الإنسان للنقاش من جديد ونشكك في قيمتها الإنسانية، الأمر الذي يجعلنا لا نشعر بالاطمئنان وبعدم العودة إلى الماضي والتراجع عن المكتسبات الحقوقية بعد أن أغلقنا ملف سنوات الرصاص".

ويأتي النشاط الفني "لتحسيس الرأي العام بالطبيعة القاسية واللاإنسانية لعقوبة الإعدام والمساهمة في النقاش الجاري حول مدى شرعية ونجاعة هذه العقوبة ودورها في المجتمع"، حسب الجمعية، التي دعت الحكومة المغربية إلى إلغاء عقوبة الإعدام من التشريع عبر القراءة الإيجابية للمادة 20 من الدستور طبقا لمنظور كونية حقوق الإنسان.

كما يأتي العرض، في إطار الحملة العالمية لمنظمة العفو الدولية "أكتب من أجل الحقوق"، والتي تتبنى ضمن حالاتها حالة الشاب ماغاي ماتيوب نغونغ من جنوب السودان الذي حُكم علية بالإعدام وكان عمره 15 عاماً وتطالب من خلالها حكومة بلاده بتخفيف عقوبته والتوقف عن استخدام عقوبة الإعدام ضد الأطفال طبقا للقانون الدولي.

وقد سبقت العرض دعوة الحاضرين إلى مقر "لافول" للتوقيع على عريضة للتضامن مع ماغاي ماتيوب نغونغ.

وتعتبر المنظمة، بصفة عامة ومن خلال الوثائق التحسيسية التي وزعها أعضاؤها، أن عقوبة الإعدام انتهاكاً لحقوق الإنسان، وعلى وجه الخصوص الحق في الحياة والحق في عدم التعرض للتعذيب أو المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، وكلا الحقين يكفلهما الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي اعتمدته الأمم المتحدة في 1948.

وتعارض المنظمة عقوبة الإعدام في جميع الحالات دون استثناء بغض النظر عن طبيعة الجريمة أو ظروفها؛ أو الشعور بالذنب أو البراءة أو الخصائص الأخرى للفرد؛ أو الطريقة التي تستخدمها الدولة في تنفيذ عملية الإعدام...

ورغم أن العرض الفني لم يخل من "أخطاء تقنية"، اعتذرت عنها الفرقة في نهايته، فقد كان مؤثرا تجاوب معه الحضور، الذي فتحت أمامه أبواب قاعة "لافول" مجانا.

ويتوقف العرض، في مشاهد تم إشراك الجمهور فيها، من خلال خروج الممثلين من الخشبة والنزول إلى القاعة لتوزيع الشموع، قبل محاولة إشعالها في مشاهد لاحقة، عند معاناة سجينين محكومين بالإعدام، يتحملان معاناة انتظار تنفيذه، في موت بطيء.

ولم يخل العرض من مشاهد "كوميدية سوداء" تسخر من الجلاد ومن "العدالة البشرية"...