تعنيف تلميذة تارودانت.. دفاع "الأستاذ" و"التلميذة" وجها لوجه

أحمد مدياني

أسدلت المحكمة الابتدائية بتارودانت، مساء يوم أمس الاثنين، الستار على قضية تعنيف تلميذة  تتابع دراستها بمجموعة مدارس "أورير" التابعة لجماعة "بومرار"، بإدانة لأستاذ (ب ب)، بعشرة أشهر حبسا منها أربعة أشهر موقوفة التنفيذ، وغرامة مالية قدره أربعة ملايين سنتيم.

محامي الأساتذ عدنان نكماح، وفي تصريح لـ"تيلكيل عربي" اليوم الثلاثاء، تحدث عن "مجموعة من التناقضات والتي وردت في تصريحات الشهود، سواء الأطفال القاصرين أو الراشدتان اللتان تحدثا عن محاولة الأستاذ الصلح مع العائلة".

وقال المحامي الذي نصبه المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم "CDT"، إن "مرافعة هيئة الدفاع انصبت على جرد جميع التناقضات موضوع تصريحات الشهود والمصرحتين، أمام الضابطة القضائية، وأمام المحكمة".

وأوضح المتحدث ذاته، أن "التلاميذ اختلفوا في وصف الأداة التي قيل إن الأستاذ اعتدى بها على التلميذة، هؤلاء قالوا أمام الضابطة القضائية إن لونه أحمر وأعطوا مقاسه بالضبط، لكن أمام المحكمة عجزوا عن ذلك".

وأضاف المحامي، أن "هناك تناقضات حتى في تصريحاتهم بخصوص زمن وقوع الاعتداء المفروض. هناك من قال وقع في العاشرة صباحاً، وآخرون قالوا الواحدة بعد الزوال، تصريحاتهم بخصوص تحديد زمن الاعتداء المفترض كانت متناقضة بل متضاربة".

وتابع المتحدث ذاته، أن "التلميذة بدورها قالت تصريحان مختلفان بخصوص زمن الاعتداء عليها، أمام الضابطة القضائية قالت مساء وأمام المحكمة قالت في الصباح، مع العلم أن حصة الأساتذ المتهم تبدأ الساعة الواحدة بعد الزوال وتنتهي حتى الساعة السادسة مساءً".

"حتى تصريحات أب وأم التلميذة بخصوص تاريخ ظهور الكدمات على وجهها، متناقضة، الأول يقول إنها ظهرت صباح يوم الأربعاء، والثانية تصر على أنها لاحظت الكدمات مساء الثلاثاء"، يضيف المحامي نكماح.

أمر آخر وقفت عليه هيئة دفاع الأستاذ، حسب تديثها لـ"تيلكيل عربي"، وهو "تصريح التلميذة بأنها غادرة قاعدة الدرس مباشرة بعد ضربها من طرف الأستاذ، لكن زملاءها أجمعوا على أنها بقيت داخلها إلى غاية نهاية الفصل الساعة السادسة مساءً".

وشدد المحامي على أن "الأستاذ لم يسبق له أن توجه نحو العائلة لطلب السماح منهم، عكس ما صرحت به الشاهدتان".

وبخصوص ما جاء في تقرير الطبي، أكد المحامي أنه "تضمن إشارة صريحة لتعرض التلميذة للتعنيف، وحدد مدة العجز في 18 يوماً، قبل أن يرفعها تقرير ثاني ملحق إلى 25 يوماً، كما أورد التقرير عدم وجود على مضاعفات خطيرة على عيون التلميذة، وأن نظرها بناء على الخبرة الطبية التي خضعت ليها سليم".

وعن كلمة الأستاذ الأخيرة أمام المحكمة، قبل اصدار الحكم النهائي بحقه، نقل عضو هيئة دفاعه عدنان نكماح، أنه "تمسك ببراءته من الأفعال المنسوبة إليه، ولاحظ وجود كدمات على وجه التلميذة في نفس اليوم الذي قيل إنه عنفها فيه، وعندما سألها أخبرته أن أمها ضربتها".

وختم المحامي عدنان نكماح تصريحه لـ"تيلكيل عربي" بالقول، إن هيئة دفاعه قررت استئناف الحكم وسوف تتمسك بإظهار براءتها.

وفي مقابل تصريحات المحامي من هيئة دفاع الأستاذ، تمسكت المحامية عن أسرة التلميذة خديجة أيت برايو في مرافعتها أمام المحكمة، بـ"أن الأستاذ هو من عنف التلميذة، وذلك بشهادة التلاميذ".

وتحدثت المحامية عن اطلاع هيئة دفاع أسرة التلميذة، عن "وجود محاضر للدرك الملكي، تم الاطلاع عليها، تفيد بأن نفس الأستاذ، حسب تصريحات مجموعة من تلامذته، سبق وعرضهم للعنف".

هيئة دفاع التلميذة، تمسكت بما جاء في تقرير الخبرة الطبية، وتأكيده لتعرضها للعنف الذي تسبب لها في كدمات خطيرة على مستوى الوجه، وحاول المحامون الذي ينوبون عن أسرتها حسب تصريحاتهم أمام المحكمة، الدفع بـ"الصلح بين الأستاذ وأسرة التلميذة مريم، لكنه رفض وتمسك بنفي تعنيفها".