غضب عارم ضد "باغي نتزوج" بسبب إشهار مسيء للمرأة

الشرقي الحرش

 موجة من الغضب اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي ضد شركة "نيستلي" بسبب حلقات برنامج أطلقت عليه عنوان"باغي نتزوج"، الذي بثت الشركة أولى حلقاته نهاية الأسبوع الماضي على الأنترنت، واعتبره عدد من النشطاء مسيئا للمرأة.

وتقوم فكرة الحلقة على سيدة تلقب بالحاجة تبحث لابنها "أنس" عن زوجة. ومن أجل هذا الغرض،  تقوم "الحاجة" بجلب 5 فتيات إلى "فيلاتها"، وتجري لهم اختبارا على مستوى الطبخ، حيث تختار الشابة التي تحسن إعداد الأطباق لتصبح زوجة لابنها أنس.

ويحاول مخرج البرنامج أن يقدم الفتيات بصورة المتصارعات فيما بينهن من أجل الفوز بأنس، حيث لا تخلو الحلقة من الدسائس والدسائس المضادة. واعتبر عدد من المتتبعين أن البرنامج، الذي قدم على أنه أحد سلسلات "تلفزيون الواقع"، يقدم صورة سلبية ورجعية عن المرأة المغربية، ولا يعكس ما وصلت إليه على أرض الواقع.

واعتبرت نادية لمهيدي، أستاذة بالمعهد العالي للإعلام والاتصال في الرباط، ومنسقة المرصد الوطني المغربي لتحسين صورة المرأة في الإعلام أن "الإشهار المذكور يأتي استمرارا لتسليع المرأة في الإشهار، وتكريس صورة نمطية ودونية عنها، لا تعكس ما حققته داخل المجتمع".

واستغربت لمهيدي أن تسقط شركة من حجم "نيستلي" في الترويج لقيم مناهضة لمكاسب المرأة المغربية، وحصر أدوارها في المطبخ. وأوضحت المتحدثة في اتصال مع موقع "تيل كيل عربي" أن الترويج لمثل هذا الإشهار قد يكون سببه غياب الأطر المواكبة للتحولات التي يعرفها موضوع المرأة في المغرب، وغياب الوعي بخطورة الصورة كما قد تكون وراءها سياسة مقصودة من أجل "البوز" وإثارة الجدل. ولفتت المتحدثة أن هذا البرنامج يأتي معاكسا لما هو عليه الحال على مستوى الأنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، التي منحت حيزا مهما للمرأة من أجل التعريف بقدراتها ومؤهلاتها. وخلصت لمهيدي أن هذا البرنامج لا يخرج عن السياق العالمي على مستوى الاشهار، حيث يتم حصر المرأة في أدوار معينة، وهو ما يستدعي مزيدا من الرفض.

من جهة ثانية، اعتبر مصدر مطلع ، رفض الكشف عن هويته، في اتصال مع "تيل كيل عربي" أن فكرة البرنامج كوميدية بالأساس، وليس هدفها الإساءة للمرأة، وتكريس صورة نمطية عن أدوارها. وأوضح المصدر ذاته، أن السلسلة تضم 5 حلقات سيتم بث واحدة منها كل أسبوع، مبرزا أن العمل لا يمكن الحكم عليه إلا بعد مشاهدته كاملا.