دردشة رمضانية (4).. فركوس: مفياش تخراج العينين.. واللي غلب يعف في المقاطعة

عبد الرحيم سموكني

هو أحد "دراويش" الدراما والكوميديا المغربية، من الصعب أن يخلق حوله إجماع بين الفاهمين والمتتبعين لشأن الفني المغربي، بدأ من المسرح مجاورا لهامات عملاقة في المدينة الحمراء كبلقاس وعبد الجبار لوزير، ولأنه طاه جيد لأطباق الطنجية وماجاورها مما لذ وطاب، تمكن عبد الله فركوس من أن يصبح مخرجا سينمائيا وتلفزيونيا بسرعة "الكوكوت مينوت".

يصعب التحاور معه، فجوابه على لسانه، خاصة إن لم تعجبه الأسئلة، لكن برغم كل شيء فهو منصت ذكي ولبق، وكيف لا وهو بهجاوي قح.

المدافعون عنه وعن أعماله يقولون إن فركوس خلق ليكون بسيطا، وبساطته خلقت له جمهورا من نوع خاص، وهذه البساطة هي من تخلق له في الجهة المقابلة خصوما أو ممتعضين مما يقدم.

 هل تتابع الإنتاجات الرمضانية لهذا العام، خاصة وأنك تشارك في "حي البهجة" التي تبثه القناة الثانية؟

أكيد أتابعها كلها، ولكن الملاحظة التي يجب الإشارة إليها هنا، هي أن انتظار شهر رمضان لتكثيف الإنتاج، ليس أمرا صحيا لا بالنسبة للمشاهد ولا بالنسبة للفنان.
كنت أتمنى أن يجري توزيع الإنتاجات الرمضانية على كل شهور السنة، فهذه التخمة في المشاهدة، تخلق في النهاية نفورا منها.

ماذا تتابع أنت تحديدا، بما أنه يصعب عليك مجاراة كل هذا الزخم؟

استغل فترات الإشهار لأتنقل بين عمل وآخر، ثم ألجأ بعدها إلى مشاهدة الباقي عبر الأنترنت.

هل تتفق مع من يستبق الأحداث ويحكم على الإنتاجات بالرداءة والسوقية؟

أتفهم الأمر بشكل كبير، لأن السب هو أننا لا نعطي الوقت لنضج الأفكار ولا للاشتغال عليها. إن إنتاج عمل درامي أشبه بإعداد طاجين محترم، فإذا لم تصبر عليه وتمنحه الوقت الكافي سيكون طاجينا بلا مذاق، وكذلك الأمر بالنسبة للأعمال الدرامية، عدم منحها الوقت الكافي يجعلها أعمالا "باسلة".

لكن ما يثلج الصدر في غزارة هذه الإنتاجات هو أنها تمنح للممثل فرصة عمل لكي "يدور الحركة"، ويتمكن من تحسين وضعه المالي، لكن أجدد التأكيد، أنه سنكون سعداء أكثر لو توزعت الانتاجات التي تنحصر في رمضان على العام بأكمله.

لكن هذه الحركة التي تتحدث عنها تصب بقوة في جيوب شركات تنفيذ الإنتاج؟

هذا أمر صحيح، لكن قل لي ماذا عساك تفعل، وما بوسع الفنان فعله في هذه الحالة، عليه أن يواصل مسيرته وعمله، أنا تعرضت للنصب، وما زلت أنتظر تسلم مستحقاتي المالية من عمل في سيتكوم "ما شاف ما را" الذي عرض قبل سنوات على القناة الأولى، والأستاذ محمد الجم بدوره، لم يتوصل بكامل مستحاقته، هل نخرج للتباكي في "اليوتوب" نسب ونلعن سلسفيل الدنيا، ونوزع الاتهامات يمينا ويسارا؟، أكيد، لا لأنه الحياة تستمر وعلى الفنان أن يواصل التجذيف رغم الأمواج العاتية والمحبطات.

شخصيا ما يحز في نفسي، هو هذا النهش المتبادل للفنانين في لحوم بعضهم، لا يمكن أن تجد مهنة يتناحر أصحابها كما يفعل الممثلون، ولن تجد تحاملا مهنيا بين المحاميين ولا في أوساط الأطباء ولا حتى في أوساطكم أنتم الصحافييون.

فهل علي أن أحتج وأقوم برفع دعوى قضائية على من رفض منحي مستحقاتي، حتما لا، وإلا فسأضيع وقتي كله بين ردهات المحاكم، مثل هؤلاء أدعهم لله، ثم أولي وجهي لبحث عن عمل آخر فـ"شي تيعوض شي".

هل تابعت حملة المقاطعة الأخيرة، وما موقفك منها ؟

أنا كمغربي وابن الشعب، لا يمكنني إلا أن أكون مقاطعا، وذلك لعدة اعتبارات أيضا، من بينها أن أجمل ما في هذه الحملة، هو أنها أظهرت أن بإمكان الناس العاديين إن اتحدوا أن يحدثوا الفرق وأن يوصلوا صوتهم إلى حيث أرادوا.

ثانيا إني أرى في المقاطعة سلوكا سلميا وحضاريا للاحتجاج عل ارتفاع الأسعار، لكن بالمقابل أريد هنا القول إن "اللي غلب يعف"، بمعنى أن المقاطعة حققت أهدافها، فلما التمادي إلى أبعد الحدود.

أعتقد أن الطرفين معهما الحق، المقاطعون وأرباب الشركات، فعندما تتعدى المقاطعة شهرا، فالأكيد أن الخسائر ستكون وخيمة، فؤهلاء عاملو ومستخدمو الشركات هم أيضا ابناء هذا الوطن، وحتما لن نكون سعداء إن رأيناهم عاطلين أو مشردين جراء تسريحات لخفض نفقات هذه الشركات.

وتقول أنك لا تفهم في السياسة، إنك تحلل بشكل جيد؟

مطلقا لا أفهم أي شيء في السياسة، ومعنديش مع السايسة، أنا غير واحد الراجل درويش.

"راجل درويش" ولا تفهم في السياسة ومع ذلك تمارس الإخراج السينمائي والتلفزي، إذا إما أنك مدعي أو "فيك تخراج العينين"؟

"أنا مفياش تخراج العينين" كل أقوم به هو العمل، أنجز أفلاما وأعرضها في قاعات السينما فتعجب جزءا من المغاربة كما أنه قد لا تعجب جزءا آخر، هذا هو المهم.

حسنا، أنت مخرج تعالج دوما مواضيع اجتماعية بسيطة بأسلوب كوميدي؟

يقاطع ليست بسيطة بمعنى سهلة، إنه السهل الممتنع. ومن يقول إنها بسيطة وسهلة فلينهض وينجز نظيرها.

حسنا حسنا، هل تفكر في إخراج فيلم روائي يوما، يخوض في تيمات سياسية جريئة؟

علي أن أعثر أولا على سيناريو جميل مكتوب بأسلوب فني أنيق، وسأشتغل عليه في الحين ودون تردد. الأهم أني أحرص في جميع أعمالي أن أقدم عملا مغربيا محضا، سواء من حيث الموضوع أم من حيث الشكل، إذ ارتبط دوما بالديكور المغربي والملابس المغربية التقليدية.

طيب إن هذه السهولة في إخراج الأفلام والحظ الكبير في العثور على منتجين إضافة إلى حضورك الدائم في خرائط الانتاج للأشرطة التلفزية، تقوي أنباء تروج حول استفادتك من علاقات قوية مع جهات نافذة تدعمك وتدافع عن في الحصول على أموال الدعم وأموال تنفيذ الإنتاج التلفزية؟

جهات نافذة بحالاش..؟؟؟

مسؤولين كبار أو علاقات صداقة مع شخصيات سامية، أو أن لك عمة في العرس أو خالة في مطبخ العرس كما يقول المغاربة؟

أنا هو عمتي، وأنا هي خالتي، الله يهدي ما خلق، على هذه الجهات أن تدعم نفسها قبل أن تدعمني.

ثم إن هذا النوع من الأسئلة يحطم الفنان، فما معنى أن يقال عني إني مدعوم من جهات، معناه أني لست أهلا لأكون مخرجا أو ممثلا حتى، ثم إن مثل هذه الأسئلة لا تطرح. وهذا النوع من الأسئلة لا يطرحه الصحافيون العقلاء.

وصدقني بأنه ابتداء من اليوم لن أقبل بإجراء حوارات صحافية، لا تستعرض واقع الفنان، فعوض أن تمدحوا فنانين نجحوا في تحسين وضعهم الاجتماعي وصاروا يدرسون ابناءهم في مدارس خاصة، تبحثون يا معشر الصحافيين دوما عن الاصطياد في المياه العكرة.

لنغير الموضوع، ماهي مشاريع فركوس المستقبلية؟

حاليا كل ما يشغلني هي صلاة  التراويح وممارسة الرياضة وركوب الدراجة الرياضية.

ما الذي "يقطعك" في رمضان؟

مثل الأسئلة التي طرحت عليا اليوم، لكن لا تقلق لن اٌقطع ولن أقطع عليك الاتصال.

بدأت من المسرح، فلما غادرت الخشبة ولم تعد إليها يوما، هل لأنها أقل ربحا؟

لا بالعكس، هناك أرباح محترمة في المسرح، لكن السبب الرئيس الذي أبعدني عنه، هو أنه متعب ويستنزف جهدا بدينا ونفسيا كبيرا، فمثلا عندما نقوم بجولة فنية، فإننا نسلم أرواحنا للسائق، فهو وحده من يتحكم في مصائر الفرقة المسرحية برمتها، لأننا نجول وندور ونصل إلى مداشر في المغرب العميق، ثم بعد الوصول علينا الإعداد للدور، وتركيب الديكور والملابس. وهذه كلها مجهودات تؤثر على مردود الممثل عندما يصعد إلى الخشبة.

هل أنت متفاءل بكسب رهان تنظيم كأس العالم 2026؟

أكيد وأدعو ليل نهار لنفوز بشرف التنظيم، لأنه سيغير كل شيء في هذا البلد السعيد، من طرف ومستشفيات ومدارس وكملاعب، كل شيء سيتغير، حتى الممثلون والصحافييون سيتغيرون إلى الأحسن في حال تنظيم كأس العالم.