قرار مجلس الأمن الجديد.. خيبة أمل جزائرية مقابل ترحيب مغربي

تيل كيل عربي

أيمن عنبر - متدرب

أثارت مصادقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، على تمديد مهمة "المينورسو" في الصحراء المغربية لمدة عام آخر، بأغلبية ساحقة، ردود فعل متباينة، وسط ترحيب مغربي، وخيبة أمل جبهة البوليساريو والجزائر.

القرار الجديد الذي صاغته الولايات المتحدة، يمدد مهمة البعثة إلى غاية 31 أكتوبر 2023، ويشجع الأطراف على العودة إلى طاولة المفاوضات التي عقدت آخر مرة في عام 2019، ويدعم جهود المبعوث الخاص للصحراء منذ العام الماضي، ستيفان دي ميستورا، ويكرس بشكل لا رجعة فيه، وعلى غرار قرارات المجلس المعتمدة منذ عام 2007، سمو ومصداقية وجدية المبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها الحل الوحيد والأوحد لهذا النزاع الإقليمي في إطار سيادة المملكة ووحدتها الترابية.

الدول المصوتة لصالح القرار

قرار مجلس الأمن صوت لصالحه 13 صوتا من أصل 15، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، التي صاغت مسودة القرار، ومعها 3 أعضاء دائمين آخرين، هما فرنسا وبريطانيا، الدولتان اللتان تعودتا على الذهاب في صف واشنطن بخصوص التعامل مع هذه الجلسة، في حين صوتت الصين عليه بالإيجاب أيضا كونها تعاني من هذا الأمر أيضا في تايوان.

القرار لقي قبولا أيضا لدى الهند والمكسيك والبرازيل والنرويج، كما صوت لصالحه في أوروبا أيضا جمهوريتا أيرلندا وألبانيا، وساندته دولتان إفريقيتان هما الغابون، الداعمة بشكل صريح للوحدة الترابية للمغرب، وغانا، وذهب الصوت العربي الوحيد للإمارات العربية المتحدة التي تتوفر على قنصلية بالصحراء المغربية، فيما اختارت روسيا البقاء على موقفها السابق بالامتناع عن التصويت، وكينيا كذلك التي لم تكن حكومتها الجديدة قد أدت بعد اليمين الدستورية.

خيبة أمل جزائرية

"القرار أعاد ضبط و تحديد علاقة الدولة الجزائرية بالنزاع من خلال دعوتها للانخراط إيجابا في مسار العملية السياسية، وتحميلها مسؤولية أي تعثر قد تتعرض له هذه العملية، وإشارة أكثر وضوحا للمقترح المغربي للحكم الذاتي باعتباره الحل الواقعي القابل للتطبيق، لإنهاء النزاع" يقول رشيد لزرق أستاذ العلوم الدستورية.

وأكد المحلل السياسي في تصريحه لـ"تيلكيل عربي"، أن "القرار يرسخ إجماع القوى الدولية، رغم الأجواء المضطربة دوليا بفعل الأزمة الأوكرانية على كون المقترح المغربي هو أرضية الوحيدة للتفاوض وهو اعتراف بالسيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية".

وأضاف المحلل السياسي أن "قرار المجلس خلق خيبة أمل كبيرة لذا البوليساريو والجزائر، كونه طمس شيئا اسمه استفتاء تقرير المصير"، وأشار إلى أن "مواقف الدول الخمس الأعضاء في المجلس كانت إيجابية و داعمة للقرار و لتوجهاته العامة، وأوضح أن الصين بدورها معنية بالانفصال ولذلك موقفها لم يكون إلا داعما للوحدة المغربية".

وخلص لزرق إلى أن مراهنة الجزائر على مواقف فرنسا وروسيا وكينيا، باءت بالفشل على اعتبار أن الدول الثلاثة تحتفظ بعلاقات متوازنة نسبيا مع المغرب، وفسر امتناع روسيا على القرار الأممي كخطورة للحفاظ على توازن علاقتها بالمغرب من جهة والجزائر من جهة، خاصة بعد دخولها مع الرباط في تقارب سياسي واقتصادي".

وعبرت صحيفة "الشروق" الجزائرية في وقت سابق عن خيبة الأمل لدى الأوساط الجزائرية من عدم تزعزع الموقف الفرنسي من مسألة تمديد مهمة الأمم المتحدة، حيث كانت تمني النفس بتغير في موقف باريس من القضية، عقب تحسن علاقاتها مع الجزائر، مقابل توتر في العلاقات مع المغرب.

وحسب الصحيفة، فإن جل أنظار الجزائريين كانت "موجّهة إلى الموقف الفرنسي، في اجتماع مجلس الأمن الدولي حول القضية الصحراوية، والذي خصص للتصويت على تمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة مينورسو، وما إذا كان يعكس التوجه الذي رسمته باريس لعلاقاتها مع الجزائر في الأشهر القليلة الأخيرة، أم لا".