كمامات واقية إلزامية في الهواء الطلق في فرنسا تزامنا مع موجة حر غير مواتية

أ.ف.ب / تيلكيل

في ظل موجة حر خانقة تشهدها فرنسا، سيصبح وضع الكمامات الواقية إلزاميا في أكثر الأمكنة المفتوحة اكتظاظا في باريس التي تحذو حذو عدة مدن أخرى في البلاد سعيا إلى كبح تزايد الإصابات بوباء كوفيد-19.

فبدءا من الاثنين سيصير ممنوعا التنزه عند ضفاف نهر السين، التجول في مونمارتر، أو التبضع في كبرى الشوارع التجارية في العاصمة من دون وضع كمامة، طبقا لقرار سلطات العاصمة.

وسيفرض الإجراء نفسه في عدد من بلديات المنطقة الباريسية إذ إن "كافة المؤشرات تدل على أن الفيروس ينتشر مجددا وهو أكثر نشاطا في هذه المنطقة"، وفق السلطات المحلية.

وفي لقاء مع أسبوعية "لو جورنال دو ديمانش"، اعتبر المتخصص في علم المناعة جان-فرنسوا دلفريسي الذي يرأس المجلس العلمي المكلف مساعدة الحكومة على إدارة الأزمة الصحية، أن إقرار إلزامية وضع كمامة في الخارج كان "سيفرض نفسه بصورة طبيعية".

وعن تطور المسار الوبائي في فرنسا، أشار إلى أن "الوضع يبدو كما لو تم احتواؤه غير أنه لا يزال هشا للغاية"، مؤكدا أن المجلس العلمي نبه إلى ذلك خلال الأسبوع.

تتراجع في فرنسا عدة مؤشرات رئيسة حول تتبع وباء كوفيد-19. وقد جرى إعلان 2,288 إصابة جديدة الجمعة.

وحصد تفشي الوباء في البلاد أرواح أكثر من 30 ألف شخص منذ بداية تفشيه.

ومن اجل تخفيف "خطر ارتفاع الوفيات" في ظل موجة الحر التي حلت وسط الأزمة الصحية والتلوث المناخي، أدرجت 15 منطقة في شمال-غرب فرنسا في "حال تأهب قصوى"، فيما أدرجت 49 منطقة في خانة "توخي اليقظة".

وصباح الأحد، كان سياح يستمتعون في باريس ببرودة نسبية قبل ارتفاع درجات الحرارة تباعا وفرض إلزامية وضع الكمامة لاحقا .

 

وكانت آن غيرين (32 عاما) تضع قدميها في نافورة في محيط ساحة اللوفر. أتت من ديجون (وسط-شرق) لتمضية نهاية الأسبوع برفقة شريكها وحموها، وقد تحسبت لكل شيء. وتقول إن ها وضعت في حقيبة الظهر "مياها، مرهما مرطبا، قبعة، رذاذ مياه. إننا مجهزون جيدا"، مضيفة أنهم يقومون "بالكثير من الاستراحات والسير في الظل".

وكتب غاييتان هيميس من هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية عبر تويتر "من المتوقع أن يشكل الأحد 9 غشت ذروة موجة الحر في باريس مع درجات حرارة دنيا/قصوى تراوح بين 25 و39 درجة مئوية".

وتتوقع الأرصاد الجوية الفرنسية أن تنتهي الموجة "في غرب (البلاد) بدءا من الأربعاء".

وتشدد السلطات الصحية على أنه يتوجب على الفرنسيين مضاعفة الحذر في مواجهة درجات الحرارة التي لا تصلح معها تدابير التباعد ووضع الكمامات الوقائية.

ورغم منع تنظيم تجمعات تزيد على خمسة آلاف مشارك حتى 31 غشت، فإن أكثر من عشرة آلاف شخص اجتاحوا مساء السبت أرضا زراعية خاصة لينظموا حفلا راقصا غير مرخص له في الهواء داخل متنزه سيفين الوطني (وسط جنوب)، من دون وضع كمامات أو احترام تدابير التباعد الاجتماعي.

غير أن القوى الأمنية حضرت ظهر الأحد "لمنع الوصول إلى الموقع"، في وقت تسعى السلطات الى "العثور على منظمي الفعالية المحظورة تماما" لمعاقبتهم.

وبعدما اعتبرت السلطات أن الكمامات "غير ذات جدوى"، فقد تحولت إلى الزامية في الأمكنة العامة المغلقة بدءا من 20 يوليوز تحت طائلة غرامة ب135 يورو. ومنذ أسبوع، سمح للبلديات بفرض إلزاميتها في الهواء الطلق "حينما توجب ذلك الظروف المحلية".

وصار 64% من الفرنسيين (2 تقريبا من أصل 3 فرنسيين) يؤيدون أهمية وضع الكمامات في الأمكنة العامة المفتوحة، بحسب استطلاع أجراه معهد "ايفبو" لصالح "جورنال دو ديمانش".