ليلة الفلاسفة.. أمسية للتفكير في الشعب والحقيقة والصورة

نور الدين إكجان

 تقام في هذه الأثناء بالرباط فعاليات ليلة الفلاسفة، التي تسعى إلى إعادة الاعتبار للعقل والتفكير والفلسفة.

قال إدريس كسيكس، عضو اللجنة المنظمة لمبادرة ليلة الفلاسفة، التي تقام كل سنة بفضاء المكتبة الوطنية بالرباط، إنها تأتي من أجل إحياء شعبية الفيلسوف وإعادته إلى الأضواء وإلى فضاء تواصلي رحب، تكون الكلمة فيه للجمهور باختياره للفيلسوف والأطروحة التي تقنعه.

وأضاف كسيكس، في الندوة الصحفية للتظاهرة، مساء اليوم الجمعة، أن اختيار مواضيع الحقيقة والشعب والصورة كحقول معرفية، لم يأت بشكل اعتباطي، بل كان محط تفكير جدي، عبر طرح أسئلة قديمة، لكنها تلامس الواقع المعاش للناس، وتمتحن ارتباطاتهم بالمواضيع المختارة.

وعن علاقة الفنان بالفيلسوف، أضاف كسيكس أن مجالات اشتغال الثنائي مترابطة، وتدعو لفتح باب النقاش والحوار بين جميع مكونات المجتمع، وتسائل مدى تمكننا من الوصول إلى الحقيقة على جميع المستويات، سياسيا واقتصاديا وشخصيا.

وقال كسيكس، إن الفنان حاضر بشكل كبير في نسق تطورات المجتمع، فهو حامل لتساؤلات وارتباطات عميقة بمواضيع الدورة الرابعة من ليلة الفلاسفة، مشددا على ضرورة عدم استصغار دور الفنانين، وتجاوز الصور النمطية عنهم، إذ أنهم يشتغلون بعمق من أجل المجتمع، رغم غياب اعتراف مؤسساتي بهم.

وعبر كسيكس في تصريح لـ"تيكيل عربي" أن المبادرة ستعيد النقاش العقلاني إلى الفضاء العمومي وإلى المدارس، لإعادة بعث مفهوم العقل داخل مجال التداول اليومي، منتقدا التصورات التقابلية والصدامية مع الأصولية، التي لن تزيد الواقع إلى تعقيدا على حد تعبيره.

من جهته قال جون كلود مونود، عن اللجنة المنظمة، إن المواضيع المختارة، لا تزال راهنية إلى حدود اليوم، خصوصا ما يتعلق منها بالصورة التي انتشرت بشكل واسع في الآونة الأخيرة، مع الطفرة التكنولوجية، ما يفرض مواكبة قوية لهذا المعطى، على المستوى الأخلاقي.

وسجل المنظمون أن الشباب المغربي حامل لهم المعنى والبحث عن الحقيقة ومتعطش للفكر والتفلسف، رغم الانتقادات التي توجه إليه، وعامل تغييب الفلسفة عنه داخل الفصل الدراسي والفضاء العام.

تجدر الإشارة، إلى أن مبادرة ليلة الفلاسفة تنظم من طرف المعهد الفرنسي بالمغرب للمرة الرابعة على التوالي بكل من الرباط والدار البيضاء، وتستضيف ثلة من المفكرين والفلاسفة والفنانين المغاربة والأجانب أهمهم عمر برادة، ونبيل ملين، ونورالدين أفاية، وميشيل فوسيل، وغيرهم، من أجل التداول في مفاهيم الحقيقة والشعب والصورة، ليلة اليوم.