محاكمة الريف.. الأبلق يتحدث عن الزفزافي و الدولة العميقة ويستشهد ببنكيران

المعتقل في حراك الريف ربيع الأبلق
تيل كيل عربي

دخلت مرحلة استنطاق معتقلي حراك الريف، عدها التنازلي بعدما شرعت يوم أمس الاثنين جنايات البيضاء في الاستماع إلى ما يعرف بـ"قادة" الحراك. واستجوبت هيئة الحكم المعتقل ربيع الأبلق، الذي قال أمام المحكمة، إنه سيتحدث باللغة العربية والدارجة والريفية، موضحا أن هناك سببين لاعتقاله، "الأول رفضه المشاركة في مؤامرة لتوريط ناصر الزفزافي وباقي نشطاء الحراك، والثانية إجراء مكالمة هاتفية مع الصحافي حميد المهداوي، حول المدعو ابراهيم البوعزاتي، مضيفا أنه بعد نصف ساعة من الاتصال اعتقلوه بعد أن تأكدوا أنه لن يصمت".

حكاية 10 ملايين سنتيم الزفزافي

وتساءل الأبلق وهو المعتقل الـ 51 الذي تستجوبه المحكمة، قائلاً "واش 4 ديال الأشرطة ديال الفيديو لي درت هي لي غادي دير زعزعة أمن الدولة؟ واش غادي نقولو على البوليساريو لي عندها السلاح؟" لينبهه القاضي بأن لا يخرج عن صلب موضوع متابعته، قبل أن يمضي قائلاً: "كون مادرتش هاد الأشرطة كون غرني الشيطان وغرقت الزفزافي".

وحكى الأبلق لهيئة الحكم سبب قيامه ببث أربعة أشرطة فيديو على "فيسبوك"،  وربط ذلك بما أسماه بـ"الدولة العميقة" التي "كانت تتنصت على مكالماته، وبعثت له بشخصين واحد اسمه فريد والثاني الحاج".

وزعم الأبلق أن "المدعو فريد حضر عنده شهراً قبل اعتقاله إلى محل عمله (مرآب)، وحين سأله من يكون قال له، حسب تعبير الأبلق: "اسمي فريد واحنا هوما الدولة العميقة إيلا كنتي كتسمع بيها"، وهنا استشهد الأبلق بقولة لعبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، ليفسر مفهومه للدولة العميقة، حين صرح أن "المغرب فيه دولتان، الأولى يترأسها جلالة الملك والثانية لا نعلم من يترأسها، وأن هناك أشخاص يخدمون أجندة الاستعمار".

اقرأ أيضاً: محاكمة الريف.. معتقل آخر يجهش بالبكاء وهو يحكي ظروف اعتقاله

واسترسل الأبلق في حديثه، قائلاً إن "المدعو فريد قال له إنه يجب عليه أن يتعاون مع الدولة بتوريط ناصر الزفزافي، وأخبره "أنت ماغادي تشد تا واحد.. غادي يعيط ليك واحد من المخابرات من الخارج وغادي يعطيك 10 المليون سنتيم، سلمها لناصر ونصوروه بيها وصافي".

الأبلق الذي كرر مراراً على مسامع هيئة الحكم أنه "ليس نبيا أو منزها"، اعتبر أن "كلامه يحتمل الكذب"، لكنه طالب بالعودة إلى مكالمته "لي تصنطوا عليها ما بين شهر ماي ويونيو من العام 2017 وغادي تعرفو الحقيقة وتتأكدوا من صحة كلامي".

الأبلق ذهب حد القول أمام المحكمة: "نعم كانت هناك مؤامرة وأنا على علم بها ولكن لم أشارك فيها، المؤامرة بغات ديرها الدولة العميقة ضد الزفزافي وباقي  المعتقلين"، وتابع أيضا "المؤامرة يقوم بها حراس الدولة مثل أوفقير وليس البسطاء من المواطنين".

وتحدث الأبلق عنما وصفه بـ "الاغراءات التي كان يقول عنها المدعو فريد مقابل تعاونه معهم ل"إغراق" الزفزافي، منها جواز سفر وإقامة بهولندا ومبلغ شهري ومنزل، وأنه كان أيضا يهدد بدخول السجن في حال رفضه، وأنه قام ببث الفيديوهات المباشرة المذكورة ليبتعد عنه، لكنه في المقابل اعتقل ونقل إلى عكاشة".

اقرأ أيضاً: محاكمة الريف.. الجامعي والنويضي يطعنان في محاضر الفرقة الوطنية ويطالبان باستبعادها

ظروف الاعتقال

المعتقل الأبلق الذي لم تُنه الهيئة القضائية بجنايات البيضاء، أمس الاثنين استجوابه، وينتظر أن يتم الاستماع إليه اليوم الثلاثاء، بطلب من الدفاع لشعوره بالعياء، وصف أيام التحقيق معه بعد نقله عبر الطائرة بـ "الجحيم".

وتحدث الأبلق بنبرة استغراب وتساؤل حين تذكر الثلاثة أيام الأولى التي قضاها لدى الفرقة، وصرح أن "ثلاثة أيام قضيتها بين قول عاش الملك وزبل في الزفزافي وهز درابو المغرب"، مضيفا أنه سأل أحد الضباط "ماهو وجه المقارنة بين عاش الملك والزفزافي، فضربني وصفعني على وجهي".

ووصف الأبلق حالة المعتقلين بلال أهباظ ومحمد الحاكي ومحمد المجاوي، الذين كانوا معه بنفس مكان الاحتجاز بالفرقة، بالقول إن "الحاكي كان مثل لاجئ نازح من بورما وهو رث الثياب وشبه عار، أما المجاوي فكان قلقا ومرعوبا وحكى له أنهم هددوه باغتصاب ابنتيه، معترفا أن هاد المشهد ذكره بما قرأه من كتب عن سنتي 1958و1959 بالمغرب، والاعتقالات العشوائية والتعذيب والاغتصابات"، موضحا أنه "كان يحاول تهدئة المجاوي وطمأنته".

وعن ظروف اعتقاله بالحسيمة، يوم 28 مارس 2017، تحدث الأبلق عن أنه "كان أول يوم يشاهد فيه مسدسا وأنا المتهم الوحيد الذي اعتقلت بمسدس"، وأضاف "كان ثالث أيام رمضان، اعتقلوني قرب مسجد أحد بحي مرموشة، ووضع أحد ضباط الشرطة المسدس في جانبي الأيمن، ووضعوا غطاء خنشة على رأسي ورموني في سيارة الشرطة مثل الخروف".

وتابع الأبلق: "أخذوني إلى منطقة خلاء، تدعى بادس، وهناك صوروني بالهاتف المحمول وبعثوا الصور لأحدهم"، ثم اتصل أحدهم بشخص آخر وقال له "ربيع الأبلق معانا فين نديه". "وحينها شرعت في البكاء خوفا على حياتي، الضابط أخذ المسدس ووضعه على رأسي، وخاطبني راني صايم وماكاميش وايلا ماسكتيش نخوي فدينموك شي قرطاسة"، مشيرا إلى أنه ظل يبكي، وأعاد الضابط وضع الـ"خنشة" على رأسه ونقلوه بعدها إلى كوميسارية في الحسيمة.

اقرأ أيضاً: محاكمة الريف..محاميتان تنهاران باكيتين بعد سماع ظروف اعتقال سجين

"هناك التقيت بالضابط عصام، والملقب بالحاج الذي قال إنه من "الدولة العميقة"، وسألني الأخير: "فين هو ناصر الزفزافي؟"  كانت هذه كلمات الأبلق وهو يحكي كيف استقبله الضابط "عصام" الذي تردد اسمه كثيرا على لسان معتقلي الحراك، زاعمين أنه "عرضهم للضرب والسب بألفاظ نابية مثل الأوباش وولاد السبليون وولاد العاهرات".

الأبلق صرح أن الملقب بـ"الحاج صفعه بعد أن أجاب أنه لا يعرف مكان الزفزافي، قبل أن يقول له وهو يربت على خده عدة مرات، سير أوليدي غدا الزفزافي غادي يكون معاك في الفرقة الوطنية، احنا مخلينو مطلوق هاد 3 أيام باش نشدو عدد أكبر من الناس".

وحكى الأبلق أيضا، أن الضابط عصام، قال له: "بغيتو ديرو دولة أولاد السبليون.. الأوباش، وأنه عرف من باقي المعتقلين حين التقاهم بسجن عكاشة، أن نفس المعاملة المهينة تلقوها من هذا الضابط"، متسائلاً "لماذا كان يعاملنا بكل ذلك الحقد؟ صفعني وضربني وأسقطني على الأرض وبزق على وجهي وأنا مصفد اليدين، لم يسبق لأحد في الريف أن كان جده إسباني.. لماذا كان يكرر علينا شتيمة أولاد السبليون؟"

للإشارة، يتابع الأبلق من أجل "جناية التحريض على ارتكاب جناية المس بسلامة الدولة الداخلية، وجناية المشاركة في تدبير مؤامرة للمس بالسلامة الداخلية للدولة، وجنح إهانة هيئة منظمة وإهانة رجال القوة العامة أثناء قيامهم بمهامهم، والمساهمة في تنظيم مظاهرة غير مصرح بها وعقد تجمعات عمومية بدون تصريح، والتحريض علنا ضد الوحدة الترابية للمملكة، والمس بالسلامة الداخلية للدولة عن  طريق تسلم مبالغ مالية مخصصة لتسيير وتمويل نشاط ودعاية من شأنها المس بوحدة المملكة المغربية وسيادتها، و زعزعة ولاء المواطنين للدولة المغربية وللمؤسسات".