محاكمة الريف..محاميتان تنهاران باكيتين بعد سماع ظروف اعتقال سجين

تيل كيل عربي

انهارت محاميتان من هيئة دفاع معتقلي حراك الريف، خلال جلسات المحاكمة أمس الثلاثاء، أمام جنايات البيضاء، بكاءا حين كانتا تسمعان إلى تصريحات محمد المجاوي، عن ظروف اعتقاله والتحقيق معه. البجاوي تحدث عن تهديدات بالاغتصاب، والنيابة العامة تستبعد حدوث ذلك.

بكت المحامية الرويسي والمحامية الوديع، داخل قاعة الجلسات رقم 7، بل وقاطعتا المجاوي حين ردد على مسامع رئيس الجلسة ما قاله له ضابط في الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قائلا "أولد العاهرة باغين ترجعو ولادنا بحال سوريا ..غرق يماه داك ناصر الزفزافي وتمشي فحالك.. والله اوما غرقتيه تا نغتصبو ليك بناتك ومراتك".
وأوضح المجاوي وهو رجل تعليم بعد أن غالبته دموعه في ثاني جلسات الاستماع إلى تصريحاته، أن هذا الضابط قال له هذا الكلام بدارجة مغربية أكثر عنفا وأنه يستحي أن يقولها على مسامع هيئة الحكم والحضور في قاعة الجلسات، مضيفا أنه أخبره أيضا أن الزفزافي لديه الأموال والممتلكات وأنه لا يعرفه على حقيقته.
وأكد المجاوي لرئيس الجلسة وهو يقسم مرات متكررة أن رئيس الضابط الذي حقق معه لدى الفرقة حضر بعد أربعة أيام من نقله للدارالييضاء، والتحقيق معه، وقرأ محضر الاستماع إليه فقطعه وقال للضابط المحقق "ماشي هادشي اللي بغيت". وقال المجاوي لرئيس الهيئة "إن كانت رواية المتهم تحتمل التكذيب فهي تحتمل التصديق أيضا" مضيفا أن ما تعرض له لدى الفرقة الوطنية لايتمنى لأحد أن يعيشه، واسترسل في القول "كرهت اسمي من كثرة المناداة عني للصعود إلى مكتب التحقيق حتى أني تمنيت الموت وقت سماع ما قاله لي الضابط المحقق"، كاشفا أنه وقع على المحاضر دون قراءتها واصفا إياها على أنها "رواية الفرقة" قائلا "لو أحضروا لي شهادة وفاتي لوقعتها سيدي الرئيس".
وأخبر المعتقل المجاوي أن عناصر الفرقة اتصلوا بزوجته لإخبارها باعتقاله بعد 70 ساعة، وهو ما اعتبره اختفاءا قسريا تعرض له.
وغادرت المحامية الرويسي قاعة الجلسات وهي تبكي في حين قالت المحامية أسماء الوديع للمحكمة إن ما نسمعه اليوم من تصريحات المجاوي إدانة لنا جميعا ولا تتحمل نفسيتنا ومسامعنا ما قاله المجاوي وما تعرض له".
وطالبت المحامية من المحكمة أن يفتح الوكيل العام تحقيقا في ما تعرض له المتهم قائلة "نطالب الوكيل العام بفتح تحقيق في جرائم "الدولة" ضد الأشخاص لأنها خطيرة وما تعرض له المجاوي انتهاك جسيم لحقوق الانسان".
من جانبه قال الوكيل العام تعقيبا على ما قالته المحامية إن المتهم سبق وقال هذه التصريحات امام قاضي التحقيق، مضيفا أن ماصرح به مدون في محاضر الاستماع له وفي محضر الجلسة. وقال حكيم الوردي إن النيابة العامة لا يرضيها أن تسمع أن هناك تعذيب وانتزاع اعترافات وتهديد بالاغتصاب وهي ادعاءات بعيدة عن التصديق في الواقع ، مشيرا إلى أن المتهم نفسه قال إن تصريحاته تحتمل التصديق والتكذيب.
وقال أيضا إن سماع كلمة جرائم الدولة ضد الأشخاص كلام خطير، وهنا لم يترك له دفاع المعتقلين مجالا ليواصل تعقيبه بسبب احتجاجهم على ما قاله ليختم تدخله بأنه سيعود لهذا الموضوع خلال مناقشة القضية.