محنة الطفل ريان بعيون الصحافة العالمية.. تضامن واسع واستحضار لحوادث مماثلة

محاولة إنقاذ الطفل ريان
بشرى الردادي

بعدما أصبح قضية رأي عام في المغرب، انتقلت المحنة لتصبح محط أنظار العالم، واتّجهت أنظار الصحافة العالمية إلى دوار إغران بجماعة تمروت التابعة لإقليم شفشاون، تفاعلا مع الطفل ريان الذي ما يزال إلى حدود الساعة، عالقا في بئر عميقة وضيقة يبلغ عمقها قرابة 32 مترا، منذ مساء أول أمس الثلاثاء؛ حيث تتابع تفاصيل محاولات انتشاله من قعرها وهو على قيد الحياة.

وفي هذا الصدد، جاء في مقال لموقع "BBC" البريطاني أن السلطات المغربية تبذل جهودا كبيرة لإنقاذ طفل سقط في بئر مياه بالقرب من مدينة شفشاون الشمالية. يبلغ من العمر خمس سنوات، واسمه ريان. كان يلعب بالقرب من البئر في بلدة تمروت، وسقط في بئر بعمق 32 مترا (104 قدما)، من خلال فتحة ضيقة للغاية قطرها حوالي 25 سم، مشيرا إلى أن هذا ما أعاق عملية الإنقاذ.

وأضاف أنه وعلى الرغم من تعرضه لسقوط كبير، أظهرت لقطات من كاميرا تم إنزالها في البئر، أن الصبي لا يزال على قيد الحياة وواعيا، لكن بدا أنه يعاني من بعض الإصابات الطفيفة في الرأس.

وتابع أن آلاف الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي شاركوا صورا لعملية الإنقاذ التي أوشكت على الانتهاء. كما تجمعت مجموعة كبيرة من المتفرجين في مكان الحادث، بالإضافة إلى عدة محاولات باءت بالفشل، من قبل متطوعين محليين وعمال الإنقاذ، للوصول إليه من خلال فتح البئر.

من جهته، تطرق الموقع البريطاني "the Independent" إلى الجهود التي يقوم بها الجميع من أجل إنقاذ الطفل ريان، مشيرا إلى أن خمس جرافات تحفر مساحة كبيرة موازية للعمود الخارجي للبئر، في محاولة للالتفاف حول الهيكل الضيق، مشيرا إلى أنها الطريقة الوحيدة التي يمكن لعمال الإنقاذ من خلالها، الوصول إلى ريان. لكن السلطات لا تزال تشعر بالقلق من أن أي تدخل في البئر يمكن أن يضر بطفل عمره خمس سنوات، عن طريق التسبب في انهيار أرضي.

أما موقع "20minutos" الإسباني، فعنون مقالا عن الحادثة بـ"المغرب بأكمله يترقب إنقاذ ريان"، مشيرا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي امتلأت برسائل التضامن معه.

وتابع أن محاولات الإنقاذ مازالت مستمرة، دون التمكن من إخراج الطفل إلى حدود الساعة، مضيفا أن ريان ضلّ طريقه قبل أن يسقط في البئر، وأن بعض العمال هم من سمعوا الطفل الصغير محاصرا تحت الأرض.

فيما عنون موقع "El confidential" الإسباني، مقاله، بـ"عكس عقارب الساعة.. محاولات لإنقاذ طفل سقط في بئر بعمق 32 مترا في المغرب".

وأفاد الموقع بأن أحد المتطوعين حاول الليلة الماضية، النزول إلى البئر لإنقاذ الطفل ريان، مدعوما بحبل، لكنه علق في الطريق؛ لأنه التجويف ضيق للغاية.

بدورها، تطرقت الصحافة الألمانية للحادث؛ حيث نشر موقع "Unionesarda" مقالا بعنوان: "سقوط صبي يبلغ من العمر 5 سنوات في بئر.. لا يزال على قيد الحياة، وعمال الإنقاذ ما زالوا يحاولون إنقاذه".

وشبّه الموقع "قصة ريان التي يتابعها المغرب كله بفارغ الصبر"، بقصة طفل إيطالي اسمه ألفريدنو رامبي، والذي علق هو الآخر، في بئر ارتوازي، بالقرب من فيوميتشينو، في 10 يونيو 1981.

وتابع أن ريان شوهد جالسا في قاع البئر، بفضل هاتف محمول مزود بكاميرا فيديو؛ حيث أمدوه بالأوكسجين، كما حرص رجال الإنقاذ على الحديث معه باستمرار لإبقائه مستيقظا.

وأشار الموقع الألماني إلى العرض الذي تقدم به شاب نحيف الشكل، من أجل إنقاذ ريان. لكنه بعد 30 مترا، اضطر للاستسلام، وهو ما حدث أيضا في قصة الطفل الإيطالي الذي حاول شاب اسمه أنجيلو ليشيري إنقاذه هو الآخر.

وختم "Unionesarda" مقاله بأن الشاب المغربي حاول ربط الاتصال بين ريان ووالدته، لكن الصوت كان ضعيفا جدا، قبل أن ينقطع.