مدياني يكتب: ماكرون يزعج "خم الديكة"

أحمد مدياني

ما حدث في النيجر من تطورات، تجاوزت، "هوامش" تغيير الجيش لمن يحكم البلاد بقوة السلاح، وذلك ما حدث بالضبط في مالي وبوركينافاسو، أظهر إلى حد ما أن باريس، سلمت دون تخطيط مسبق من طرف من يتحكمون في "مجاري قنوات الصرف غير الصحي" لسياسات العاصمة، (سلمت) لشخص أقل ما يمكن وصفه به أنه "مراهق سياسي" لا غير.

ماكرون الباحث عن "النضج" منذ صغره في علاقته الحميمية دون غيرها، أغضب مؤخرا كبار الأمنيين في فرنسا، وعلى وجه التحديد "ديكة" المخابرات. هؤلاء، واجهوا خلال الأيام الأخيرة "تسونامي مراهقة سياسية" بسبب تطورات ما بعد استلام الجيش للسلطة في النيجر، وما أعقب ذلك من قرارات اقتصادية واجتماعية، وأيضا ما باحت به القمة الروسية الإفريقية من إعادة رسم الخريطة وفق دوران عقارب ساعة الحرب في أوكرانيا.

ورغم أنهم نبهوا "المراهق" شهر يناير الماضي (أودي بلا ما ينبهوه هما راه غا أنا وكتبتها هنا شحال من مرة... وكانت الإشار للنيجر بالضبط)... عبر تقارير مخابراتية بأن تحولات عميقة تحدث في دول غرب وساحل إفريقيا، إلا أن "عاشق النضج الحميمي"، اختار الابتعاد عن لعب دور الديك، والتجأ لشقيقته في صنف الدواجن، تلك التي تدس رأسها في التراب حين تخاف، وتنفخ ريشها حين تحاول التباهي بما لا تملك، لأنها لا تحلق أصلا وإن انتفخ ريشها بأضعاف مضاعفة.

حسب ما يتسرب من تقارير وأخبار وشهادات وروايات لكل متابع عن قرب لحجم ما تعانيه فرنسا في أوروبا وإفريقيا، ويمكن أن يمتد ذلك لما تحوز من مستعمرات ما وراء البحار في المستقبل القريب.

الأحداث المتسارعة تظهر منذ مدة أن الديكة لم تعد تستيقظ باكرا لفهم تطورات الأوضاع التي تحيط بيها سواء عن قرب أو من بعيد.

حتى محيطها الذي تتقاسم معه الحدود، يشيد لسياسات جديدة، لا علاقة لها إطلاقا بالاستمرار في مراكمة الثروة والسلطة والتوجيه الاجتماعي والثقافي على أساس أنقاض مستعمرات الماضي.

ما يحدث من تحولات "فرنسية/إفريقية" يهم حاضر ومستقبل المغاربة إلى حد كبير...

وما يهمنا هنا، هو كيف يمكن لنا نحن المغاربة استثمار الجزر الفرنسي في إفريقيا؟!

كيف يمكن استثمار ذلك وفق النهج الأمريكي والإنجليزي في تقديم مصالح مؤسسات "الأمن الوطني والقومي" دون غيرها من مصالح الصغار...

الجواب عن السؤال يصعب تفكيك خيوط الإجابة عنه في الحاضر لأجل المستقبل...

لكن من السهل توقع فرضيات الجواب عنه بالاستناد إلى الماضي...

وما بين الاستثمار في المستقبل والالتصاق بالماضي خطوات تحسب بالسنوات الضوئية...!

مواضيع ذات صلة