من يكون الراحل طلال بن عبد العزيز.. مؤسس "الأمراء الأحرار" في السعودية؟

وكالات

توفي أمس السبت الأمير السعودي طلال بن عبد العزيز آل سعود، الأخ غير الشقيق للملك سلمان بن عبد العزيز، ووالد الملياردير الوليد بن طلال، عن عمر ناهز 87 عاما، بعد معاناة من المرض. وقد بعث الملك محمد السادس رسالة تعزية إلى العاهل السعودي في وفاة أخيه. فمن يكون هذا الأمير الذي عاد فقط، في الفترة الأخيرة إلى بلاده، لأنه لم يكن على "وئام" مع أسرته الملكية؟

أعلن نجل الأمير الراحل، عبد العزيز بن طلال، الخبر عبر حسابه على موقع "تويتر"، وغرد : "انتقل إلى رحمة الله الأمير طلال بن عبد العزيز غفر الله له وأسكنه فسيح جناته اليوم (أمس) السبت، وسيتقبل أبناؤه العزاء للرجال والنساء بالفاخرية، أيام الأحد، الاثنين والثلاثاء من بعد صلاة المغرب حتى صلاة العشاء".

من جانبه اكتفى الديوان الملكي السعودي بإصدار بيان أمس السبت، أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، جاء فيه: "انتقل إلى رحمة الله تعالى هذا اليوم صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود".

وأضاف البيان: "سيصلى عليه (الأمير طلال) بعد صلاة العصر ليوم غد الأحد بجامع الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض".

وكان الأمير طلال أحد مؤيدي الإصلاح في المملكة. كما عاش لسنوات في المنفى بالخارج خلال فترة الستينيات، بعد مطالبته بتغيير نظام الحكم إلى ملكية دستورية.

ونعى سعوديون وعرب الأمير الراحل على مواقع التواصل الاجتماعي.

الابن الثامن للملك المؤسس

الأمير طلال، هو الابن الثامن للملك المؤسس للسعودية عبد العزيز آل سعود، من مواليد 15 غشت 1931، وشغل العديد من المناصب الحكومية العليا في السعودية.

وكان أول وزير للمواصلات في تاريخ المملكة، ثم بعد ذلك نائبا لوزير المالية، ثم وزيرا للمالية فيما بعد. ثم أصبح سفيرا للسعودية في فرنسا، قبل أن يقرر تشكيل تنظيم داخل الأسرة الحاكمة يسمى "الأمراء الأحرار".

وطالب التنظيم عام 1958، بإنشاء حكم دستوري برلماني في البلاد، وفصل أسرة آل سعود المالكة عن الحكم، والمساواة بين الرجال والنساء، بسبب التوترات بين الملك سعود والأمير فيصل.

وتم نفيه خارج المملكة وذهب ليقيم في مصر، وظل فيها حتى هدأت الأوضاع وسيطر الملك فيصل على مقاليد الحكم، فعاد بشرط عدم تدخله في شؤون الحكم.

وعرف عن الأمير طلال مواقفه وأراؤه الجريئة الداعية إلى الإصلاح السياسي والاجتماعي في المملكة.

وفي لقاء له مع "بي بي سي" عام 2000، تحدث عن مجلس العائلة المالكة السعودية ودوره في الساحة السياسية بالمملكة، وقال إن دور المجلس عائلي فقط ليس له أي دور سياسي أو أي علاقة بأمور الحكم، والهدف منه هو حل مشاكل العائلة أو المشاكل العالقة بين مواطن وأي فرد من أفراد العائلة.

عن الكفالة والديمقراطية واحتكار السلطة

كما تطرق لموضوع الكفالة في المملكة وقال إنه نظام سيئ ينبغي إلغاؤه تماما لأن فيه شيئا من العبودية.

وعن الديمقراطية كان الأمير طلال يرى أن الوقت لم يحن بعد لتطبيق ديمقراطية كاملة في المملكة السعودية لأن هذا أمر يخضع لظروف كل بلد، ويجب أن يحصل في المملكة على مراحل.

وكان له في عام 2007 تصريحات حادة انتقد فيها أمراء العائلة الحاكمة السعودية لما وصفه باحتكار السلطة والوقوف في وجه الإصلاح السياسي في البلاد. وانتقد أيضا سجن إصلاحيين معروفين في المملكة العربية السعودية.