هكذا تحدث اليوسفي عن البصري و"جيوب المقاومة" في مذكراته( 3/4)

اليوسفي إلى جانب إدريس البصري / أرشيف
الشرقي الحرش

 توفي صباح  الجمعة 29 ماي عبد الرحمان اليوسفي، قائد حكومة التناوب التوافقي، وأحد المناضلين الذين بصموا تاريخ المغرب الحديث.

 وقد دون الراحل مذكراته قبل وفاته بعنوان "أحاديث فيما جرى" اختار من خلالها التطرق إلى عدد من المحطات في حياته، والادلاء بشهادته في عدد من الأحداث التي عاصرها في تاريخ المغرب الحديث.

في هذا الصدد، اختار  "تيلكيل عربي" إعادة نشر مقتطفات من مذكرات عبد الرحمان اليوسفي، وتقديمها لقرائه من أجل تقريبهم من مسيرة شخصية وطنية كان لها دورها البارز في تاريخ في الميدان السياسي والنضالي.

في مذكراته يكشف عبد الرحمان اليوسفي ما يقصده بجيوب المقاومة، وكيف حاولت عرقلة عمل حكومته.

ويعتبر اليوسفي انه من الصعب تصوير هذه الجيوب تصويرا دقيقا، لكن الجميع يدرك أن من تمكن من بناء مصالح أثناء العهود السابقة، أو لا يزال، ويرى في التجديد والتغيير تهديدا لمركزه الاقتصادي أو مركزه السياسي سيكون منخرطا في بنية هذه الجيوب.

وفي مذكرات اليوسفي نقرأ: "الواضح أن المصالح المتراكمة لا بد أن تجعل نوعا من البشر يستفيذ من هذا الإرث، فنحن لا نستغرب أن تلك الجيوب موجودة، ولها أثر سياسي ، واشتغلت ووضعت كل العراقيل، لكنها لم تفلح في افشال تجربة التناوب التوافقي".

اليوسفي، ذكر في هذا الصدد بتاريخ وزارة الداخلية في المغرب، وماضيها في تزوير الانتخابات، وقال "إن إدريس البصري كان يهيمن على "أم الوزارات"، التي كانت لها اليد الطولى في تزوير الانتخابات وفي صنع أحزاب إدارية قبل اي استحقاق لتحتل المراتب الأولى فيه".

وأضاف "عندما اقترح علي المرحوم الملك الحسن الثاني، الاحتفاظ بإدريس البصري كوزير للداخلية في حكومة التناوب التوافقي لأن مجلس الأمن كان ينوي اجراء استفتاء في أقاليمنا الجنوبية سنة 1998، ولكونه كان ماسكا بهذا الملف لأزيد من 15 سنة، فضلت أن يكون ضمن الطاقم الحكومي، بدل أن يلتحق بالديوان الملكي ويصبح اذاك في موقع لن يتردد في استغلاله من أجل وضع عراقيل من شأنها تعقيد الاتصال بجلالة الملك، وبالتالي عرقلة النشاط الحكومي".

وزاد متحدثا عن الراحل إدريس البصري: "كان قراري أن بقاءه داخل التشكيلة الحكومية، يمنحنا فرصة أكثر لمواجهة أي محاولة من شأنها التأثير على البرنامج الحكومي، وهذا ما خصل فعلا، بحيث لم يعد يقوم بنفس الدور الاساسي والرئيسي الذي كان يعتقد أنه الوحيد القادر على انجازه"، مضيفا أنه في الحكومات ابسابقة لم يكن الوزير الأول يتجرأ على افتتاح أشغال أي مجلس حكومي إلا بعد وصول وزير الداخلية، ونفس الامر كان ينطبق على باقي المؤسسات والمجالس كالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان الذي كان عضوا فيه، كانوا ينتظرونه بالساعات الى حين وصوله لافتتاح اشغال الجلسة".

وختم حديثه عن البصري قائلا: "رغم التعليمات التي اصدرت إليه من طرف جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله، بعد تعييني وزيرا أولا، بواجب الدعم من أجل انجاح هذه التجربة، إلا أنه، وكما يقال، الطبع يغلب التطبع".

اقرأ أيضا: اليوسفي يكشف ما دار بينه وبين الحسن الثاني عند القسم على القرآن( 2/7)

اقرأ أيضا : اليوسفي يتحسر: لو توافق الحسن الثاني وابن بركة لعشنا مغربا آخر 

 

الثمن 240 درهم
(سلسلة من تلات كتب)


التسليم في الدارالبيضاء والمحمدية والرباط ‎