وثيقة..إعفاء بنكيران أثر سلبا على حزب العدالة والتنمية

الشرقي الحرش

لازالت قضية إعفاء عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، تحظى بنقاش واسع في صفوف أعضاء الحزب، وشبيبته، التي تنظم مؤتمرها بداية من مساء اليوم الجمعة.

شبيبة العدالة والتنمية، اعتبرت في مشروع الورقة السياسية التي ستعرض على أعضاء المؤتمر للمصادقة عليها أن "القبول بإعفاء عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب كانت نتيجته سلبية على أعضاء الحزب والشبيبة، وخلق حالة من الاستياء العام لدى عموم المواطنين".

الورقة، التي حصل موقع "تيلكيل عربي" على نسخة منها اعتبرت أنه "مباشرة بعد إعلان نتائج انتخابات 7 أكتوبر بدأت مؤشرات السعي حثيثا للانقلاب المبكر على نتائجها، بما يؤدي إلى عزل الحزب الذي تصدر الانتخابات، والدفع نحو تشكيل الحكومة دون قيادته لهان والعمل على التأثير في عملية تعيين رئيس الحكومة خارج المنطق الدستوري".

الوثيقة، التي قدمت قراءة للمشهد السياسي المغربي أرجعت فشل تشكيل حكومة بنكيران إلى ما وصفته بـ"بحدة الاشتراطات" التي وضعت أمامه من قبل الأحزاب الأربعة التي كان يقودها عزيزأخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار.

واعتبرت شبيبة المصباح أن تفاعل الحزب إيجابا مع إعفاء عبد الإله بنكيران، وتعيين سعد الدين العثماني رئيسا للحكومة جاء إعلاء للمصلحة الوطنية، وتقديرا لحجم المسؤولية الملقاة على عاتق الحزب، وانسجاما مع منطقه السياسي العام، إلا أنه لزم الإقرار أن عملية القبول بإعفائه خلفت استياء لدى مناضلي الحزب، وعموم المواطنين.

من جهة أخرى، دعت الورقة إلى إطلاق دينامية إصلاحية جديدة، تعيد الثقة في المسار السياسي للبلاد من خلال مواصلة الاضطلاع بواجبات الإصلاح السياسي والبناء الديمقراطي ومواجهة نزوعات الارتداد والنكوص، وذلك بتثمين المنجزات المهمة التي حققها المغرب، مع ضرورة التصدي لكل الاختلالات والعوائق والعراقيل التي تسعى للنيل من عزيمة النهوض بأمانات الإصلاح والدمقرطة، مشددة على ضرورة "الحرص على صيانة سيادة الأحزاب السياسية، وحماية استقلال قرارها السياسي والتنظيمي" .

وبخصوص المرجعية الإسلامية، التي يتبناها الحزب والشبيبة، قالت الورقة "إن الاستناد للمرجعية الإسلامية ليس مظنة لاسترجاع فكر نكوصي، أو إنتاج اجتهادات وقراءات مرتهنة لمخلفات عصور الانحطاط بتقاليدها الراكدة، البالية"، معتبرة أن الاستناد إلى المرجعية الإسلامية مدعاة لمزيد من بدل االجهد واستفراغ الوسع لمواجهة أسئلة العصر بوعي نقدي منفتح على الكسب الحضاري الإنساني في تنوعه وتعدده، مضيفة أن "الفهم الصحيح للإسلام لا يمكن أن يحقق المراد من ورائه إلا من خلال مقاربة مؤسسة على موارد "الفهم الوسطي المعتدل"، و"الوعي التجديدي المنفتح"، المؤمن بالتنوع الإنساني والتعدد الثقافي والمستوعب لمختلف الخصوصيات، من دون انغلاق على الذات أو رفض للآخر.