وجدة.. سينما وكرة وسياسة في افتتاح مهرجان الفيلم المغاربي

عبد الرحيم سموكني

تميز حفل افتتاح الدورة السابعة لمهرجان الفيلم المغاربي في وجدة بحضور جزائري قوي، خاصة وأن المهرجان يكرم هذا العام أحد الوجوه السينمائية المعروفة في عالم الإخراج بالجارة الشرقية، وقد اختطلت السياسة والحدود بالكرة والسينما والزغاريد يوم أمس السبت في مسرح محمد الخامس بعاصمة الشرق التي اختيرت هذا العام لتكون عاصمة الثقافة العربية.

المونديال في المهرجان

لم يغفل والي الجهة الشرقية معاذ الجامعي الحديث عن العلاقة مع الجزائر وتصويتها لصالح المغرب في السباق على تنظيم مونديال 2026، وقال في كلمته، إنه يستغل الفرصة ليرحب بالأشقاء الجزائريين الحاضرين في المهرجان المغاربي للفيلم بوجدة، وأنه يريد استغلال الموقف ليشكر الشعب الجزائري على تصويت بلادهم لصالح المغرب وقال: "أود أن أشير إلى أن صاحب الجلالة بعث رسالة شكر إلى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، ونحن هنا نقول لكم شكرا على دعمنا واتصويت لصالحنا، فنحن إخوة وشعب واحد". وهو ما ردت عليه إحدى عضوات الوفد الجزائري الحاضر بزغرودة قوية هزت المسرح، ليرد عليها الجامعي "لقد سمعت زغرودتك في تلمسان الآن".

وقال المخرج المخضرم أحمد الراشدي، مواليد 1938، ويعتبر علما جزائريا في عالم الإنتاج وكتابة السيناريو، إنه لا يعتبر نفسه أجنبيا عن المغرب؛ إذ طالما كانت وجدة مدينته الثانية، كاشفا أن فيلمه الشهير "الأفيون والعصا" الذي أخرجه سنة 1969، مقتبس من رواية لكاتب جزائري عاش وكتبها في المغرب.

وأضاف المخرج الذي شارك في إنتاج عملين ضخمين هما "العصفور" ليوسف شاهين و"زد" لكوستا فارغاس: "أتمنى بصدق أن تساهم السينما في تكسير الحواجز والتقريب بيننا، فنحن أمة مغاربية واحدة".

ليلى تجذب الجدات

لم يأبه منظمو الدورة السابعة لمهرجان الفيلم المغاربي إلى توقيت التنظيم، الذي تزامن مع انطلاق مهرجانيين عملاقين في البلاد: موازين والصويرة، غير أن حضور الجمهور يوم أمس السبت في حفل الافتتاح قلص من تأثير التوقيت، وحج كثيرون ليشاهدوا كيف أصبحت جميلة الشاشة العربية في الستينات والسبعينات ليلى طاهر بعد عقود من الزمن، واستغلت نساء كثيرات أغلبهن خمسينيات وستينيات الفرصة، وبقين أمام مسرح محمد الخامس ليأخذن صورة تذكارية مع النجمة العجوز.

تقول الحاجة ثرية لـ"تيل كيل عربي" لقد أصريت أن ترافقني حفيدتي لأرى ليلى طاهر، كنت أتقد في وقت من الأيام أنها رحلت عنا ككثيرات، واليوم رأيتهاوتحدث معها عند خروجها"، وتقول "في أيامنا كانت شابة بيضاء وجميلة، وحتى عندما اشتهرت في الأدوار الدينية تفوقت".

وتكشف ليلى الشابة العشرينية أنها قررت اصطحاب جدتها لمشاهدة فنانة جيلها، لكنها تفاجأت برؤية إلهام شاهين، وتقول "إنه أمر جيد أن نرى مثل هاته التظاهرات في وجدة، أتمنى أن يستمر المسرح في فتح أبوابه على طول السنة، فالمدينة تعاني من غياب تام لأنشطة ثقافية".

ويعتبر مهرجان الفيلم المغاربي أكبر حدث سينمائي تعيشه المدينة، ويضم مسابقتين، واحدة للأفلام الطويلة (6 أفلام) والثانية للقصيرة (12 فيلما)، وتميز حفل الافتتاح بحضور كبير لسكان المدينة، وتوزع دعوات حضور الأفلام بالمجانفي شارع محمد الخامس، وتنظم هذه الدورة تحت شعار "السينما لغة العالم".

وتنفتح هذه الدورة، التي تعرف تنظيم ندوتين علميتين و"ماستر كلاس" ولقاءات فنية مع كتاب ومسرحيين وشعراء، على تجارب سينمائية عربية من خلال استضافة السينما اللبنانية.