يفتتح الثلاثاء.. التشغيل في قلب انشغالات المعرض الدولي للفلاحة بمكناس

تيل كيل عربي

يضع المعرض الدولي للفلاحة بمكناس في دورته 14، التشغيل على رأس انشغالاته، في سياق متسم بالرغبة في بتشغيل الشباب وتحسين المداخيل وإحداث طبقة وسطى في العالم القروي.

وتحتضن مدينة مكناس، في الفترة ما بين 16 و21 أبريل الجاري، النسخة الرابعة عشر للمعرض الدولي للفلاحة، الذي اختير له هذه السنة شعار "الفلاحة، رافعة للشتغيل ومستقبل العالم القروي".

وكان وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية، عزيز أخنوش، أكد عند زيارته للموقع الذي يحتصن المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، يوم الثلاثاء الماضي، على أن الدورة 14 ستشكل فرصة لمناقشة قضايا قطاع الفلاحة الوطني، خاصة في ما يتصل بسبل النهوض بالتشغيل في العالم القروي.

ويذهب جواد الشامي،  المندوب العام للمعرض الدولي للفلاحة، إلى أن هذه الدورة تضع المعرض في قلب القضايا الراهنة التي تشغل العالم القروي، والتي تهم تحديث الزراعة، والاستدامة والتشغيل.

وسجل أن أهداف الدورة الحالية تندرج ضمن توصيات المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، حول تحديات وآفاق الالم القري.

ويؤكد الشامي على أن التشغيل  ليس شعارا في الدورة الحالية، بل يمثل حقيقة بالنسبة للمغرب، الذي يضم 18 مليون شخص يعيشون من  من الزراعة.

ويشدد على أن القطاع الزراعي، كمشغل أول بالمغرب، يحتاج كل الاهتمام من أجل تفادي الهجرة القروية المكثفة نحو مدن تعرف فوارق صارخة.

وأضاف الشامي أن المعرض الدولي للفلاحة سيوجه عمله نحو إنعاش العالم القروي، ومحاربة الهشاشة، ونشر زراعة قروية مسؤولة، منتجة، وقادرة على توفير فرص العمل.

توجيهات ملكية

وكان الملك محمد السادس عبر، عند استقباله  لوزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، في أكتوبر الماضي، عن آماله وطموحاته في عالم قروي متميز بخلق أنشطة جديدة مدرة لفرص الشغل والدخل، لاسيما لفائدة الشباب، كما جاء في بلاغ للديوان الملكي.

وعبر عن الأمل في توسيع مجال الاستثمار الفلاحي في وجه جميع الفئات، مع تشجيع انبثاق طبقة وسطى فلاحية، وزيادة تسهيل الولوج للعقار الفلاحي لفائدة الاستثمار المنتج، وذلك عبر الوضع التدريجي لمليون هكتار إضافي من الأراضي الجماعية رهن إشارة ذوي الحقوق، كما تم التأكيد على ذلك في خطاب افتتاح البرلمان.

وأكد، عند تكليفه لوزير الفلاحة بوضع استراتيجية فلاحية جديدة، "على أهمية إدماج قضايا الشغل وتقليص الفوارق ومحاربة الفقر والهجرة القروية في صلب أولويات استراتيجية التنمية الفلاحية".

ترقب مليون زائر

واختير هذه السنة كشعار للدورة موضوع "الفلاحة رافعة للتشغيل ومستقبل العالم القروي"، علما أن المخطط كان توقع خلق 1,5 مليون قرصة عمل في أفق 2020، مع رفع إيرادات ثلاثة ملايين مزارع بمرتين إلى ثلاثة مرات.

ويتوقع منظمو المعرض الدولي للفلاحة بمكناس استقبال قرابة مليون زائر خلال هذه الدورة التي ستشهد تنظيم 35 ندوة وعقد أزيد من 300 لقاء عالي المستوى.

وسيعرف المعرض حضور أكثر من 150 عارضا من ستين دولة، إضافة إلى مشاركة 22 وزيرا أجنبيا على رأس وفود، علما أن سويسرا هي ضيف شرف المعرض.

احتفاء بالفلاحة السويسرية

وتعتبر سويسرا ضيف شرف الدورة الرابعة عشر، حيث أوضح السفير السويسري، ماسيمو باجي، في ندوة صحفية بإقامته في الأسبوع الماضي، أن "سويسرا ستعمل، خلال هذا المعرض، على تقاسم تجربتها الرائدة في المجال الفلاحي مع المغرب"، مشيرا إلى أنها تجربة تتميز بإدماج التكنولوجيا، وتشجيع الابتكار في المجال الفلاحي.

وأشار السفير السويسري إلى أن القطاع الفلاحي في سويسرا يعتمد على التكنولوجيات الحديثة والابتكار، مما جعل أجور الفلاحين والمزارعين عالية جدا، رغم صغر مساحة الأراضي الزراعية.

وكشف السفير السويسري أن المعرض الدولي للفلاحة بمكناس سيشكل فرصة لتوقيع عدد من الاتفاقيات مع المغرب، سواء مع وزارة الفلاحة، أو بين القطاع الخاص لكلا البلدين، في إطار مبدأ "رابح رابح".

وخصص المعرض  400 متر مربع لسويسرا، وهو فضاء  سيعرف تنظيم أربع ندوات، وذلك بحضور 17 خبيرا سويسريا في الميدان الفلاحي، كما سيتم توقيع 10 اتفاقيات.

ويعتبر القطاع الفلاحي في سويسرا قطاعا حيويا، ويحظى بأهمية كبيرة من طرف الدولة، التي تضع الأمن الغذائي على رأس أولويات سياستها.

ويشغل القطاع الفلاحي في سويسرا أزيد من نصف مليون مواطن سويسري؛ ما يعني أنه يستحود على 1 من كل 10 مناصب شغل.

وتعطي سويسرا أهمية بالغة للأغذية العضوية، التي تحترم المعايير البيئية، كما تعطي أهمية للحفاظ على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي.