القضاء الأمريكي يتهم إيرانيا في الحرس الثوري بالتخطيط لاغتيال المساعد السابق لترامب

وكالات

أكّدت وزارة العدل الأمريكية، أمس الأربعاء، كشف مخطّط إيراني لاغتيال مستشار الأمن القومي السابق للبيت الأبيض، جون بولتون، وأعلنت توجيه الاتهام إلى أحد أفراد الحرس الثوري.

وقالت وزارة العدل في بيان لها إن شهرام بورصافي (45 عاما) المعروف أيضا باسم مهدي رضائي، عرض دفع 300 ألف دولار لأشخاص في الولايات المتحدة لقتل بولتون، السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة، انتقاما على الأرجح، لاغتيال الولايات المتحدة القيادي الكبير في الحرس، قاسم سليماني، في يناير 2020.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تدرس فيه إيران نصا مقترحا في محادثات فيينا، لإحياء اتفاق 2015 الذي يهدف إلى منع طهران من تطوير أسلحة نووية.

وعلى مدى أشهر، أوقفت طهران التوصل إلى اتفاق، وطالبت الولايات المتحدة بشطب الحرس الثوري الإسلامي من لائحتها لـ"المنظمات الإرهابية".

وقال مساعد المدعي العام الأمريكي، ماثيو أولسن: "هذه ليست المرة الأولى التي نكشف فيها مؤامرات إيرانية للانتقام من أفراد على الأراضي الأمريكية، وسنعمل بلا هوادة، لفضح كل تلك الجهود وعرقلتها".

وأفاد البيان أنه بين أكتوبر 2021 وأبريل 2022، اتصل شهرام بورصافي بهذا المصدر باستخدام منصة لتبادل الرسائل المشفرة وأعطاه تعليمات لتحديد مكان بولتون وتصويره ثم قتله. لكن المصدر كان في الواقع مخبرا لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي.

وبعد ذلك، أمره بفتح حساب بعملة رقمية، ثم أعطاه عنوان مستشار دونالد ترامب السابق وطلب منه تنفيذ الخطة قبل الذكرى السنوية الأولى لمقتل سليماني.

لكن بعد مرور تاريخ الذكرى السنوية لمقتل سليماني، واصل شهرام بورصافي الضغط على المصدر السري لقتل بولتون ووعده بعقد آخر بقيمة مليون دولار إذا نجحت العملية.

واتهم بورصافي باستخدام تسهيلات تجارة بينية تخص الولايات المختلفة في ارتكاب جريمة القتل مقابل أجر، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى السجن 10 سنوات، ومحاولة تقديم دعم مادي لمؤامرة قتل عابرة للحدود، والتي يعاقب عليها بالسجن 15 عاما.

وكان بولتون، وهو من بين أبرز واضعي السياسة الخارجية الأمريكية، ومنتقدا صريحا لإيران، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض خلال عهد دونالد ترامب من أبريل 2018 إلى شتنبر 2019. وخلال إدارة الرئيس السابق، جورج بوش، كان سفيرا لدى الأمم المتحدة، من 2005-2006.

وكان بولتون يعارض بشدّة، اتفاق 2015 بين طهران والقوى الكبرى، للحدّ من برنامجها النووي، وأيّد انسحاب إدارة ترامب الأحادي الجانب من الاتفاق، في ماي 2018.

وأشارت وثائق المحكمة إلى أن بولتون كان على علم بالمؤامرة وتعاون مع المحققين، وقد سمح بأن يتم تصويره خارج مكتبه في واشنطن وإرسال الصور إلى بورصافي.

وأوضحت وزارة العدل الأمريكية أن "المصدر السري أشار مرارا إلى أن بورصافي مرتبط بفيلق القدس خلال أحاديثهما. ولم ينكر بورصافي ذلك مطلقا".

وكان سليماني، مهندس استراتيجية إيران في الشرق الأوسط، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وقتل في 3 يناير 2020، بضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد. ومنذ تلك الضربة، تعهدت طهران الانتقام.

ويعتقد أن مسؤولا آخر كان على قائمة طهران، وهو مايك بومبيو، الذي كان وزيرا للخارجية وقت اغتيال سليماني، وقبل ذلك مدير وكالة الاستخبارات المركزية.

وفي ذلك الوقت، قال بومبيو إن سليماني كان يخطط لهجمات واسعة النطاق على أهداف أمريكية؛ مثل السفارات.

وفي بيان، شكر بولتون وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفدرالي، ووصف الحكومة الإيرانية بأنها "كاذبة وإرهابية وعدوة للولايات المتحدة".