جد الإنسانية مغربي.. جمجمة تجاور الكتب غيرت تاريخ البشرية - صور

محمد فرنان

أطال النظر في الصندوق الزجاجي، كأنه صانع للساعات منذ عقود، غير مهتم بمن حوله، وبالقرب منه، سيدة في الخمسينات من عمرها تنتظر دورها لكي تسقي عينيها بما في الزجاج.

لما انتهى من جلسته التأملية، قال خالد الركادي الخياري، طالب في سلك الماستر، بجامعة محمد الخامس بالرباط، تخصص التاريخ، لـ"تيلكيل عربي": "أثارت انتباهي، هذه الجمجمة، وأود معرفة إلى أي حقبة تاريخية تعود إليها، هل اكتشفت داخل المغرب أم خارجه؟ وكل هذا عرفته بالبطاقة التعريفية المرافقة للجمجمة".

جد الإنسانية مغربي

شيماء لوكيلي، طالبة في سلك الدكتوراه، تخصص آثار ما قبل التاريخ، صرحت لـ"تيلكيل عربي": "نقدم للزوار أبرز الآثار المغربية التي غيرت تاريخ العالم، من بينها، جمجمة اغود، التي تعتبر أقدم جمجمة إنسان عاقل في العالم، عُثر عليها في مغارة في نواحي آسفي، مؤرخة بتاريخ 315 ألف سنة".

وأضافت بحماس، أن "هذا الاكتشاف يؤكد أن نقطة انطلاق الإنسان العاقل في العالم، كانت من المغرب، وفق الآثار الحالية، وهذا شيء يجب أن نفتخر به كمغاربة".

وسردت من رواق المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، المنعقد بالرباط ما بين 2 إلى 11 يونيو الجاري، مفتخرة، "بما أنه وُجدت عندنا أقدم جمجمة في العالم للإنسان العاقل، يمكننا القول، العالم كله ذو أصول مغربية، ويعتبر هذا الإنسان جدنا الأكبر حاليا".

أقدم قطع الحلي في العالم

وأشارت إلى أن "الرواق يعرضُ قطع الحلي، التي عُثر عليها في مغارة بيزمون، قرب مدينة الصويرة، وهي أقدم قطع الحلي في العالم، ويصل إلى 150 ألف سنة، وآي لُقى أثرية تخضع لدراسة دقيقة بالمختبرات، وبعدها تأتي مرحلة النشر".

وشدّدت على أن "المغرب غني بالآثار، وسوف يعطينا مستقبلا اكتشافات أثرية ستغير كثير من المعطيات العلمية والتاريخية، والجمجمة المعروضة هي مقلدة، والزوار يأخذون صور معها، ونريد أن نُظهر الأبحاث الأثرية الموجودة في المغرب".

أقدم عملية جراحية

ولفتت إلى أنه "عُثرت على جمجمة في تافوغالت، توثق إجراء أقدم عملية جراحية على مستوى الرأس، وعاش صاحبها بعد ذلك، مما يعني نجحت العملية الجراحية".

وأكدت أن "الأطر المغربية المتخصصة في الآثار مطلوبة في الداخل والخارج".

تدريس التربية التراثية

الطالب في التاريخ المنحدر من مدينة الراشدية، صاحب النظرات إلى الصندوق الزجاجي، نبه إلى "ضرورة تدريس التربية التراثية في المدارس مستقبلا، لأن المقررات الدراسية الحالية تخلو من التربية التراثية".

وحول علاقة التاريخ بالتراث، أوضح أن "العلم كيفما كان نوعه، يحتاج لعلم يساعده، لذلك يمكن الاستفادة من كتب التاريخ، لاكتشاف آثار معينة أو مناطق اندثرت، والعكس أيضا، وعلم التاريخ علم مساعد لعلم الآثار".